يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن، للحصول على موافقة لإنفاق مليارات الدولارات لمساعدة إسرائيل في الحرب التي تخوضها في قطاع غزة، في الوقت الذي يستعد الجيش الإسرائيلي للدخول برياً للقطاع.
وفي خطاب من البيت الأبيض بثه التلفزيون في وقت متأخر من مساء أمس الخميس وتطرق أيضاَ لمساعدة أوكرانيا في جهودها لصد الغزو الروسي قال بايدن إن حماس سعت إلى “محو” ديمقراطية إسرائيل.
كما شدد الرئيس على الحاجة العاجلة لإدخال مساعدات إغاثة للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصرين دون غذاء أو ماء أو دواء.
وقال بايدن، الذي قام بزيارة لإسرائيل يوم الأربعاء، في الخطاب “لا يمكننا تجاهل أن الفلسطينيين الأبرياء بشر يريدون العيش بسلام فحسب ولديهم فرصة”.
وبدا أن إسرائيل توشك على اجتياح بري شامل لقطاع غزة المكتظ بالسكان الذي تديره حماس. وحشد الجيش الإسرائيلي قوات وعتاداً قرب الحدود مع القطاع.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت للقوات المحتشدة عند حدود القطاع أمس الخميس “ترون غزة الآن عن بعد لكنكم قريباً سترونها من الداخل. الأمر سيصدر”.
وقال بايدن إنه سيطلب من الكونغرس اليوم الجمعة الموافقة على تمويل إضافي لإسرائيل ووصفها بأنها “شريك حيوي”. وقال مصدر مطلع في وقت سابق إن التمويل الإضافي المقصود سيصل في الإجمال إلى 14 مليار دولار.
وأضاف بايدن “هذا استثمار ذكي ستعود أرباحه على الأمن الأمريكي لأجيال”.
ودكت إسرائيل قطاع غزة بضربات جوية وفرضت حصاراً مطبقاً عليه وعلى سكانه البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة بعد هجوم حماس الذي قتل فيه 1400 إسرائيلي إضافة لاحتجاز العشرات.
وقتل نحو أربعة آلاف فلسطيني في قطاع غزة وأصيب قرابة 13 ألفاً إضافة إلى تشريد أكثر من مليون وفقاً لمسؤولي الصحة الفلسطينيين. ويقول مدنيون إن أوضاعهم بالغة البؤس في ظل نقص الغذاء والماء والوقود والإمدادات الطبية.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي للصحافيين في عمان إن كل المؤشرات تشير إلى أن الأسوأ قادم.
بطء المساعدات
سعى بايدن خلال زيارة استغرقت ثماني ساعات لتل أبيب يوم الأربعاء للتوسط في اتفاق لإدخال مساعدات للقطاع لكنه لم يحرز نجاحاً كبيراً في هذا الصدد.
وقال إن إسرائيل ومصر وافقتا على إدخال 20 شاحنة محملة بالمساعدات للقطاع. وقال مصدران أمنيان مصريان إن معدات تم إرسالها أمس الخميس عبر المعبر الحدودي لإصلاح الطرق على الجانب الفلسطيني. وهناك أكثر من 100 شاحنة تنتظر العبور في مصر.
وخرج المعبر من الخدمة بسبب القصف الإسرائيلي للجانب الفلسطيني منه.
وبينما توقع بعض المسؤولين دخول المساعدات إلى غزة اليوم الجمعة، يبدو أن فرص حدوث ذلك تتضاءل.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن ديفيد ساترفيلد المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط للقضايا الإنسانية لا يزال يتفاوض مع المسؤولين الإسرائيليين والمصريين على “تحديد الطرق” التي ستسلم بها المساعدات.
وكان هناك تأجيلات وعقبات على نحو متكرر، وطلبت إسرائيل ضمانات بألا تصل إمدادات الإغاثة لمقاتلي حماس. ويقوم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك حالياً بجولة في الشرق الأوسط لأسباب من بينها تسهيل تقديم المساعدات لغزة ومحاولة منع تصاعد العنف في المنطقة.
ودعت الأمم المتحدة إلى إعادة المساعدات إلى مستويات ما قبل الصراع التي كانت تبلغ مئة شاحنة يومياً. ويعتزم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش زيارة معبر رفح الحدودي اليوم الجمعة.
بؤر التوتر
في الوقت نفسه، أثار الانفجار الذي وقع في المستشفى الأهلي العربي في غزة يوم الثلاثاء غضب العالم العربي، كما زاد الغزو البري الإسرائيلي المتوقع المخاوف من اتساع نطاق الصراع في المنطقة.
وقالت وزارة الداخلية في غزة التي تديرها حماس إن 21 فلسطينياً قتلوا وأصيب 71 الليلة الماضية في ضربات جوية إسرائيلية استهدفت منازل في مدينة خان يونس، وإن عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا تحت الأنقاض.
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أمس الخميس إن سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية اعترضت ثلاثة صواريخ كروز وعدة طائرات مسيرة أطلقتها جماعة الحوثي من اليمن ربما باتجاه إسرائيل. وتدعم إيران الحوثيين أيضاً كما تدعم حماس.
وقالت جماعة حزب الله اللبنانية، وهي حليف آخر لإيران، إنها أطلقت صواريخ على موقع إسرائيلي في قرية المنارة أمس الخميس. وردت إسرائيل بقصف مدفعي في ظل أسوأ تصعيد للعنف على الحدود منذ 17 عاماً. وقالت مصادر أمنية لبنانية وقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إن مدنيا قتل في المنطقة.
وصرح الجيش اللبناني بأن صحافياً قتل بنيران إسرائيلية أمس الخميس في منطقة حدودية بجنوب لبنان حيث تبادلت القوات الإسرائيلية وحزب الله إطلاق النار بكثافة. وقال الجيش اللبناني إن مجموعة من سبعة إعلاميين تقطعت بهم السبل وسط تبادل إطلاق النار وطلب من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة مساعدتهم.
ورداً على سؤال عن رواية الجيش اللبناني، قال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في الأمر. وقُتل الصحافي عصام العبد الله من رويترز وأصيب صحافيون آخرون في جنوب لبنان الأسبوع الماضي.
وأمرت إسرائيل اليوم الجمعة بإجلاء سكان بلدة كريات شمونة القريبة من الحدود الشمالية مع لبنان ويتجاوز عدد سكانها 20 ألف نسمة.
ووسط مخاوف من أن تصبح الضفة الغربية جبهة ثالثة في حرب أوسع نطاقاً، قال الهلال الأحمر الفلسطيني أمس الخميس إن 13 فلسطينياً قتلوا في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية في مخيم نور شمس للاجئين بمدينة طولكرم في الضفة الغربية.