تمكن فريق بحثي طبي كويتي مكون من علماء ومختصين من معهد دسمان للسكري وجامعة الكويت من نشر بحث يتناول نتائج مهمة حول مضاعفات “كوفيد 19” لدى مرضى السكري في مجلة Diabetes Care الأميركية المرموقة والمصنفة كثاني أفضل مجلة بحثية للغدد الصماء والسكري على مستوى العالم بعامل تأثير يتجاوز الـ 16 وتصدر هذه المجلة من رابطة السكري الأميركية وهي واحدة من أفضل المجلات العالمية المتعلقة بأبحاث السكري.
وأشار الأستاذ المساعد بكلية العلوم الطبية المساعدة والباحث المنتدب بمعهد دسمان للسكري ورئيس الفريق البحثي الدكتور حمد محمد علي ياسين، إلى أن مخاطر المضاعفات والوفاة تزداد بين مرضى كوفيد 19 في حال اصابتهم بأمراض مزمنة أخرى كالسمنة وأمراض القلب ومرض السكري، وقد يعطي هذا الأمر انطباع بدايةً بأن عدم وجود مرض مزمن عند المصاب كفيل بحمايته من تلك الأعراض ومضاعفاتها.
وأضاف “بعد تحليل بيانات مجموعة من مرضى “كوفيد 19” بالكويت تبين لنا أن هذا المفهوم غير دقيق حيث اكتشفنا أن الخطورة تتناسب مع زيادة مستوى السكر بالدم بشكل غير مألوف على عكس الفكر التقليدي ذي النظرة الثنائية والذي يصنف المرضى على أنهم إما مصابين بالسكري أو غير مصابين.
وأشار ياسين الى أنه والفريق الطبي لم يقوموا بتصنيف المرضى إلى مجموعة مصابة بالسكر وأخرى غير مصابة، بل تم ترتيبهم بشكل يتناسب تدريجيا مع مستوى السكر بالدم ومن ثم تم دراسة علاقة خطورة المضاعفات والوفاة الناتجة من كوفيد-19 بهذا التدرج.
وأضاف بأنه وبعد النظر إلى البيانات من هذه الزاوية اكتشفنا أن درجة الخطورة تزداد بشكل كبير مع كل زيادة بسيطة بمستوى سكر الدم حتى وإن لم يكن المصاب بكوفيد 19 مريض بالسكري. بالإضافة إلى ذلك اكتشفنا أن وتيرة ارتفاع الخطورة مع زيادة مستوى السكر تكون أقل عند مرضى السكر وأكثر عند الآخرين.
وأشار الى أن هذا الاكتشاف له دلالات تخفى عن النظرة التقليدية الثنائية فهو يوضح أن خطورة مرض كوفيد 19تزداد مع زيادة مستوى السكر بالدم وبشكل كبير عند غير المصابين بمرض السكري بعلاقة ذو شكل “لاخطي”.
وأشار الى أن هذه النظرة تسمح بتحليل أدق وأشمل لعلاقة مضاعفات كوفيد 19 بمرض السكري وكذلك بمستوى السكر بالدم. وقد يشير هذا الإكتشاف إلى أن هناك علاقة بين عدوى فيروس كورونا المستجد للجسم وبين كمية السكر بالدم سواء كان المريض مصاب بالسكري أم لا.
وثمن ياسين التعاون المثمر بين وزارة الصحة و معهد دسمان للسكري و جامعة الكويت في مواجهة جائحة الكورونا منذ اليوم الأول وأشاد بتظافر الجهود بين الأطباء والباحثين والذي ساهم بتعزيز الاستجابة للوباء من خلال البحث العلمي النشط.
ويأتي هذا البحث كنتيجة للاستجابة البحثية لجائحة كورونا في معهد دسمان للسكري، والذي أنشأته مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الذي شكل فرق بحثية متخصصة عملت دون توقف منذ بداية الجائحة على دراسة وباء الكورونا ومضاعفاته بالتعاون مع وزارة الصحة وباحثين من جامعة الكويت.
وضم الفريق العلمي الى جانب الدكتور حمد ياسين كلا من الدكتور براك الأحمد عضو معيد البعثة في كلية الصحة العامة بجامعة الكويت وطالب الدكتوراه بجامعة هارفرد، والدكتور عبدالله الشمري الأستاذ المساعد بقسم الرياضيات بكلية العلوم بجامعة الكويت والدكتور عبدالله بن نخي استشاري السكري والغدد الصماء بمعهد دسمان للسكري والبروفيسور فهد الملا الرئيس التنفيذي لقطاع الأبحاث بمعهد دسمان للسكري.