تُعرف الموسيقى بأنها لغة عالمية، لكن بالنسبة إلى تشيس بيرتون، صانع أفلام أصم من ولاية تكساس الأميركية، كانت الموسيقى دائماً تجربة مختلفة تماماً.
وقال الشاب البالغ من العمر 33 عاماً لشبكة «سي إن إن»: «عندما كنت طفلاً، كنت أرقد على الأرض فوق مرآبنا حتى أشعر بالاهتزازات الصادرة عن فرقة أخي. كانت تلك واحدة من المرات الأولى التي بدأت فيها بناء علاقة مع الموسيقى».
وفي عام 2016. تغيرت قدرته على تجربة الموسيقى بشكل كبير، وذلك بفضل شركة التكنولوجيا «نوت إمبوسيبيل لابز» ومقرها كاليفورنيا.
وصممت الشركة بدلة اهتزازية تمكن الصم من «الشعور» بالموسيقى من خلال بشرتهم. ويتألف الجهاز من أحزمة للجسم والكاحل والمعصم، وهو يترجم الصوت إلى مجموعة من النبضات الاهتزازية التي يشعر بها الإنسان في 24 نقطة اتصال.
وقال بيرتون: «الصوت يضرب أجزاء مختلفة من جسدك… ربما ستشعر بها في كاحلك أولاً، وبعد ذلك تبدأ في الشعور بالذبذبات في ظهرك… ثم تشعر ببعض النبضات في معصمك».
ويريد المخترعون توسيع نطاق التجربة الموسيقية اللمسية إلى ما وراء مجتمع الصم. وفي عام 2018، قدموا 150 قطعة من الأجهزة القابلة للارتداء في حفل لموسيقى الروك في لاس فيغاس، حيث كان نصف الجمهور من الصمم والنصف الآخر ممن لديهم قدرات سمع طبيعية.
منذ ذلك الحين، تعمل مختبرات «نوت بوسيبيل لابز» على تحسين التكنولوجيا، وتقول إنها جاهزة للطرح في السوق قريباً. في النهاية، يريد المخترعون أن يصبح الجهاز منتجاً استهلاكياً، ومتاحاً للجميع. وقال جوردان ريتشاردسون، مدير تطوير المواهب والأعمال في الشركة، لشبكة «سي إن إن» إنه يمكن دمج التكنولوجيا في البث الرياضي المباشر أو ألعاب الفيديو أو الحدائق الترفيهية أو منشآت المتاحف. وأضاف: «نعتقد حقاً أن أي شيء يحتوي على عنصر صوتي يمكن أن يكون له أيضاً تجربة اهتزازية مرتبطة به».
وبصفته كاتباً ومخرجاً يعمل على جعل عالم الأفلام أكثر شمولاً، وظف بيرتون في فيلمه الأخير طاقماً وممثلين من الصم تماماً، حيث يأمل بأن تكون البدلة متاحة لجمهور أفلامه في المستقبل. وقال: «أرى أن هذه التكنولوجيا فرصة حقيقية لمساعدة الناس على التعاطف بشكل أفضل مع فكرة أن الموسيقى أو الأفلام لا تحتاج دائماً إلى الاستمتاع بها من خلال الأذنين».