تريد مدينة برشلونة الإسبانية إعادة النظر في نموذجها السياحي الذي يشكل مصدر توتر لسكانها، في ظل التدفق المتزايد للزوار الذي تشهده المدينة وما ينجم عنه من زحمة وضجيج وارتفاع في تكاليف السكن.
ومع وصول 170 ألف زائر يوميا في المعدل بحسب السلطات، تمثل السياحة 13.5% من الناتج المحلي الإجمالي لعاصمة إقليم كاتالونيا، لكنها أيضا ثالث أبرز مصادر القلق لسكانها البالغ عددهم 1.6 مليون نسمة، وفق آخر استطلاع أجرته البلدية.
ويعتمد اقتصاد برشلونة «بشكل مفرط» على قطاع السياحة. وفي علامة على تنامي مشاعر عدم الارتياح، سجلت برشلونة في الأشهر الأخيرة ازديادا في الكتابات على جدران المدينة لدعوة «السياح للعودة إلى ديارهم»، وفي المظاهرات المناهضة للسياحة المفرطة، في ظل معدلات تدفق قياسية للزوار إلى المدينة، على غرار إسبانيا بأكملها.
ورفضا لهذا النمو السياحي المتسارع، رفع مستأجرو مبنى في برشلونة إجراءات قانونية ضد المالك الذي يرغب في تحويل وحداته السكنية البالغ عددها 120 إلى شقق سياحية. وقد خصص بالفعل حوالي ثلاثين وحدة سكنية لهذا النشاط، فيما مستقبل الوحدات الأخرى لايزال معلقا. وقد ارتفعت الإيجارات بنسبة 68% خلال 10 سنوات.
ورغبة في تهدئة الأمور، أعلن رئيس بلدية برشلونة الاشتراكي جاومي كولبوني في يونيو عزمه وضع حد لتأجير الشقق السياحية بحلول نهاية عام 2028. وقد يؤثر هذا الإجراء على 10 آلاف وحدة سكنية.
لكن جمعية أصحاب الشقق، الغاضبة مما تعتبره «مصادرة مقنعة»، وعدت بسلسلة من الحلول. وتطالب بتعويض قدره مليار يورو إذا تم تأكيد هذا الإجراء.