برنامج الأغذية العالمي يسارع لإبطاء سير فيروس كورونا نحو سوريا تخوفا من العواقب

يقدّر برنامج الأغذية العالمي عدد السوريين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بثمانية ملايين شخص. ويشير البرنامج إلى أنه بعد الإعلان رسميا عن اكتشاف حالات إصابة بفيروس كورونا، يحتاج السوريون دعما أكثر من أجل الحفاظ على صحة جيدة.

وللحد من تفشي المرض، وضع برنامج الأغذية العالمي، الذي يقدم مساعدات غذائية لنحو 4.5 مليون شخص شهريا، إجراءات سلامة لضمان حصول المستفيدين على حصصهم الغذائية بأكثر الطرق الممكنة أمنا، من بينها زيادة ساعات وفترات توزيع الأغذية خلال اليوم، وإقامة محطات لغسل اليدين ودعم الحفاظ على التباعد الجسدي في نقاط التوزيع واستخدام خدمات الرسائل النصية لإعلام الأسر بمواعيد التوزيع لتجنب الاكتظاظ.

وبالتعاون مع يونيسف، توزع الوكالات الصابون ونشرات التوعية حول النظافة والوقاية من كـوفيد-19. ويعمل البرنامج عن كثب مع الشركاء لنقل المساعدات الغذائية حيث يتم إيصال الطعام إلى منازل الأسر إذا أمكن ذلك.

أحياء فقيرة ومخيمات مكتظة

وبحسب برنامج الأغذية، يحصل نحو 2000 بيت على الطعام والنشرات التوعوية بشأن كوفيد-19 في حي الصالحين الفقير في حلب الذي خضع لسيطرة المعارضة حتى نهاية عام 2016. ويعتمد سكان الحي على الأجور اليومية أو الأسبوعية والتي توقفت بسبب اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا.

المحلات التجارية مغلقة، المطاعم مقفولة، والناس فقدوا سبل كسب العيش — المديرة القطرية للبرنامج في سوريا

وفي مخيم معرّة مصرين، يتكدس نحو 200 شخص في المخيم المكتظ منذ إنشائه في كانون الأول/ديسمبر 2019 بعد تكثيف القصف على جنوب إدلب مما تسبب بموجة نزوح كبيرة.

وصرّحت كورين فلايشر، المديرة القطرية لبرنامج الأغذية العالمي في سوريا بأنه بعد مضيّ تسعة أعوام على الصراع لا يملك الشعب السوري شيئا لمواجهة التهديد الجديد وتأثيره على سبل معيشتهم. وأضافت: “المحلات التجارية مغلقة، المطاعم مقفولة، والناس فقدوا سبل كسب العيش. إنه من المهم اليوم أكثر من أي وقت سابق أن يضمن برنامج الأغذية تقديم الوجبات للأطفال.”

وكانت الوكالة الأممية قد علّقت برنامج الأغذية الموجه للمدارس بعد إغلاق جميع المدارس وهو ما أثر على أكثر من مليون طفل. والآن يسعى البرنامج إلى إيجاد بدائل في سوريا كي لا يجوع الطلاب.

أرقام ومعطيات حول سوريا

يقدّر برنامج الأغذية العالمي عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في سوريا بنحو 11.1 مليون شخص، ويشير إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي داخل سوريا يصل إلى نحو 7.9 مليون شخص.  وبلغ عدد النازحين داخليا 6.1 مليون شخص، وتشكل نسبة من يعيشون في فقر مدقع في سوريا 75% من عدد السكان الكلي. ويبلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين 5.6 مليون شخص.  أما عدد الأشخاص الذين حصلوا على مساعدات غذائية خلال شهر شباط/فبراير الماضي داخل سوريا فبلغ 4.3 مليون شخص.

منذ شباط-فبراير 2019 ارتفع ثمن السلة الغذائية التي تضم المواد الأساسية بنسبة 67% — برنامج الأغذية

ويطلب البرنامج تمويلا يغطي الفترة حتى آب/أغسطس المقبل بقيمة 181.3 مليون دولار. هذا وقد  دعت الأمم المتحدة (30 آذار/مارس) إلى توفير حزمة دعم مالية للدول النامية بمبلغ 2.5 تريليون دولار. وبحسب تقرير جديد لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) فإن السرعة التي ضربت بها موجات الصدمة الاقتصادية الناتجة عن الوباء البلدان النامية كانت هائلة، حتى بالمقارنة بالأزمة المالية العالمية لعام 2008.

الأمين العام للأونكتاد، موخيسا كيتوي، قال إن التداعيات الاقتصادية الناتجة عن الصدمة مستمرة ويصعب التنبؤ بها، لكنه أكد أن “هناك مؤشرات واضحة على أن الأمور ستزداد سوءا بالنسبة للاقتصادات النامية” قبل أن تتحسن مرة أخرى حسب قوله.

وأكثر ما تعاني منه سوريا هو ارتفاع أسعار السلة الغذائية. فمنذ شباط/فبراير 2019 ارتفع ثمن السلة الغذائية التي تضم المواد الأساسية بنسبة 67%. وفي إدلب، ارتفعت أسعار الطعام بنسبة 119% خلال الأشهر 12 الماضية، ومنذ اتخاذ إجراءات الاحتواء بسبب كورونا ازدادت الأسعار ارتفاعا.

وتواجه الأسر خطر الغرق في المزيد من الفقر بسبب فقدان مصدر الدخل وتدهور الاقتصاد وارتفاع أسعار الأغذية.

منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

ويسارع برنامج الأغذية العالمي لمنع تفشي المرض وفي نفس الوقت تقديم المساعدات المنقذة للحياة لأكثر من 23 مليون شخص يعتمدون بالكامل على المساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي، أكثر من ثلثي هؤلاء في اليمن وسوريا.

ويشعر البرنامج بالقلق من انعدام الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لاسيّما في المناطق التي تعاني من سنوات من الصراع وانعدام الاستقرار السياسي والتدهور الاقتصادي وضعف النظام الصحي لمواجهة الجائحة.

تستورد المنطقة 65% من القمح الذي تستهلكه وتنفق 110 مليار دولار على واردات الطعام — برنامج الأغذية

وأجرى برنامج الأغذية تحليلا بالنظر إلى العوامل التي تشير إلى قدرته على تقديم المساعدات وقدرة السلطات الصحية الوطنية واعتماد الدول على استيراد الأغذية، ووجد أن الشرق الأوسط يحتل أولوية كبيرة.

وبحسب البرنامج، إذا استمرت الجائحة لأشهر عديدة، فقد تواجه دول المنطقة نقصا في الطعام بسبب انقطاع أو انخفاض صادرات الطعام وخاصة الغذاء الغني بالبروتينات. وتستورد المنطقة 65% من القمح الذي تستهلكه وتنفق 110 مليارات دولار على واردات الطعام.

وتهدد الجائحة ملايين الأشخاص المحتاجين للمساعدات الإنسانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، 26 مليون شخص منهم نزحوا قسرا (لاجئون ونازحون داخليا). كما تهدد المساعدات الإنسانية، إما الغذائية أو الماء أو الصرف الصحي أو المستلزمات الطبية أو الخدمات الصحية.

Exit mobile version