يعتزم مجلس الوزراء الألماني اتخاذ قرار بشأن الاستراتيجية الألمانية المنتظرة منذ فترة طويلة تجاه الصين، اليوم الخميس، بعد نقاش طويل وجدلي نوعاً ما.
وزير ألماني اقترح فرض قيود على صادرات منتجات تكنولوجية معينة إلى الصين
وبعد ذلك تعتزم وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عرض ومناقشة المبادئ الأساسية للسياسة الألمانية المستقبلية تجاه الصين، في معهد ميركاتور للدراسات الصينية بالعاصمة برلين المعروف اختصاراً باسم “ميريكس” بعد ظهر اليوم.
ومن المتوقع أن يعلق أيضاً المتحدث باسم الحكومة الألمانية شفين هيرشترايت على الاستراتيجية، في إطار المؤتمر الصحافي الاعتيادي للحكومة بعد ظهر اليوم الخميس.
وعلى عكس ما حدث خلال عرض الاستراتيجية الأمنية الوطنية لألمانيا في منتصف يونيو (حزيران)الماضي، ستتخلى الحكومة الاتحادية حالياً عن عرض استراتيجيتها تجاه الصين على نطاق واسع، حيث كان تم عرض الاستراتيجية الوطنية من جانب المستشار الألماني أولاف شولتس بالتعاون مع أربعة من الوزراء الاتحاديين.
وخيم الضباب على مستقبل العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والصين، بعد إعلان سفير الاتحاد الأوروبي لدى بكين، خورخي توليدو، عن أن المفاوضات مع بكين فشلت في تحقيق نتائج مرضية في القضايا التجارية خلال الأعوام الأربعة الماضية.
وفي حديثه عن تطورات المفاوضات بين الجانبين، عبر سفير الاتحاد الأوروبي لدى بكين، في تصريحات له الأسبوع الماضي، عن حزنه لعدم تحقيق المفاوضات التجارية بين الجانبين أي نتائج جوهرية ولو حتى تقدماً محدوداً على مدار السنوات الماضية، ومما قاله: الاتحاد الأوروبي بحاجة لتحقيق إنجاز ملحوظ في هذا السياق خلال العام الجاري.
ومن المقرر إجراء محادثات اقتصادية رفيعة المستوى بين الجانين شهر سبتمبر (أيلول)المقبل.
وتمر العلاقات الأوروبية الصينية بحالة من “الترقب الحذر” بين الطرفين لأكثر من عام، وقد أعلن الاتحاد الأوروبي في مايو (آيار) تعديل موقفه تجاه الصين لتقليل الاعتماد الاقتصادي عليها، في ظل الشكوك المرتبطة بعلاقات بكين وموسكو فيما يخص الحرب في أوكرانيا، وهو ما يعد من أكثر الملفات التي يحتد حولها الخلاف بين أوروبا وبكين.
وفي الشهر الماضي، دعا رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، ألمانيا إلى تعزيز التعاون مع الصين لدعم النمو مع افتقار التعافي الاقتصادي العالمي إلى الزخم.
وفي مارس (آذار)، اقترح وزير الاقتصاد ونائب المستشار الألماني روبرت هابيك، فرض قيود على صادرات منتجات تكنولوجية معينة إلى الصين، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية.
وأضاف هابيك في مقابلة مع صحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ”، رداً على سؤال عما إذا كان يجب على ألمانيا فرض قيود على تصدير التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين: “علينا منع فقدان الريادة التكنولوجية، لأننا لا ننظر للموضوع بالاهتمام الكافي”. وقال: “لا ضرورة فرض القيود على الصادرات على كل شيء، وإنما يجب تشديدها على قطاعات حيوية معينة”.
وقال هابيك إنه يجب عدم استخدام معدات شركات “هواوي تكنولوجيز” الصينية في توسيع شبكات الجيل الخامس للاتصالات، في حين استبعد التخلص الكامل من هذه المكونات الصينية الموجودة في الشبكات القائمة.