أوضح مدير جامعة أبوظبي في دبي ومستشار الأعمال الرقمية الدكتور أنس النجداوي، أن الأداة الجديدة “سورا-Sora”، التي طورتها شركة Open AI لإنشاء مقاطع فيديو واقعية تصل مدتها إلى دقيقة واحدة بمجرد إدخال طلب نصّي، تعتبر قفزة كبيرة وابتكاراً في مجال الذكاء الإصطناعي التوليدي، وستحدث تغييرات كبيرة في مجال الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.
ولفت د. النجداوي، عبر 24، إلى أن “هذه التقنية لها تطبيقات إيجابية في مجال الإعلام والترفيه، من خلال إنتاج محتوى فيديو جذاب ومخصص وسريع للأخبار والوثائقيات، والمحتوى الترفيهي، وتوفر وسيلة فعالة للشركات لتصميم مقاطع إعلانية تسويقية مبتكرة ومخصصة لجذب انتباه الجمهور، فهي ثورة كبيرة في صناعة المحتوى، ولها تأثيرات ضخمة على كل القطاعات، بالإضافة أن لها جوانب مفيدة في التعليم والتدريب، وتقديم مواد تعليمية بصرية معقدة تُفهم بأسلوب سهل وبسيط، وتعزيز الإبتكار والإبداع، وتستخدم لزيادة إشراك الطلبة في العملية التعليمية والبحث العلمي.
أطر تشريعية
وقال: “يجب أخذ الحيطة والحذر، فنحن لا نزال نعاني من التزييف والتضليل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل انتحال الشخصيات أو نشر المعلومات المضللة وتعزيز خطاب الكراهية.. كل هذه أشكال سيئة لاستخدام التكنولوجيا.. والتقنية الحديثة “سورا” قد تزيد الطين بلة، وبالتالي يجب وضع الأطر التشريعية والقانونية التي تُمكن وصول مثل هذه التقنيات للأشخاص الذين يقومون بالاستخدام المسؤول لها، وتقلل من الاستخدامات الخاطئة، وقد يكون هناك اختراق لقضايا أخلاقية وللخصوصية في إنتاج مثل هذا المحتوى محدودة إلى حد ما، لأن التقنية ما زالت في التطوير، ويمكن أن تكون هذه التقنية غير دقيقة 100% وتنتج محتوى غير دقيق”.
سوق العمل
وأضاف د. النجداوي “هناك تأثير سلبي على سوق العمل، إذ أن التشغيل الآلي لإنتاج المحتوى بهذه السهولة يقلل الحاجة إلى مهارات كثيرة أو وظائف تستخدم في إعداد الفيديوهات والنصوص، وبالتالي على هؤلاء الأشخاص المختصين في هذا المجال ربما تغيير وظائفهم، أو الانتقال إلى تعلم مهارات جديدة مستقبلية لربما تستخدم الذكاء الاصطناعي في إنتاج مثل هذا النوع من الفيديوهات المتطورة، وبالتالي هذا يعتبر جانباً سلبياً وتحدياً كبيراً على سوق العمل”.
وأشار إلى أنه “يجب تعلم ومواكبة كل جديد يتعلق بهذه التقنيات التي سوف تغير من واقعنا ومستقبلنا، فندعم أنفسنا بتعلم مثل هذه التقنيات المستقبلية والتدرب على هذه الآليات، مع الأخذ بعين الاعتبار بأهمية تعزيز الوعي وتطوير مهارات التفكير التي تجعلنا نميز ما بين المحتوى الأصلي والمحتوى المضلل، والتركيز على الأخلاقيات والتعلم والتدريب، والمشاركة في الحوارات التي تدعو إلى تنظيم استخدام هذه التقنيات من قبل الجمهور، بما يعزز من الابتكار المسؤول، ويحمينا من أخطارها”.
ونوه الدكتور النجداوي، إلى أن “الأداة “سورا” ليست متاحة للجميع، حالياً، يقتصر الوصول على “أعضاء الفريق الأحمر Red Teamers” لاختبار للحصول على التقييمات الأولية لدراسة الجوانب السيبرانية لهذه التقنية الجديدة، وتحديد المشاكل، بالإضافة إلى أن الأداة متاحة أيضاً للبعض من النقاد والمختصين في الجانب الإبداعي لتجربتها”.