وصل، امس، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى كولومبيا، أولى محطات جولة له في دول أميركية لاتينية، التي تعد الباحة الخلفية لواشنطن، حيث تم أخيرا انتخاب الكثير من الرؤساء اليساريين.
وسيشارك بلينكن في الجمعية العامة السنوية لمنظمة الدول الأميركية، وسيناقش خلال الجولة التي تشمل كذلك تشيلي والبيرو، مخاوف واشنطن بشأن الديموقراطية والهجرة وحقوق الإنسان وتغيّر المناخ.
ويبدو أن زيارة بلينكن، التي كانت بلاده تركز أكثر في الفترة الأخيرة على منطقة آسيا والحرب بأوكرانيا، ستهدف بشكل جزئي إلى معالجة أي مخاوف من إهمال الولايات المتحدة لحلفائها في أميركا اللاتينية.
وتأتي جولة بلينكن بالتزامن مع انتهاء الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في البرازيل، وعقب عملية تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وفنزويلا، ما يعكس تحسنا حذرا للعلاقات بين الدولتين رغم عدم اعتراف واشنطن بإعادة انتخاب الاشتراكي نيكولاس مادورو رئيسا لفنزويلا عام 2018.
كما تأتي بعد «قمة الأميركيتين» التي عقدت بلوس أنجلس في يونيو، وتم خلالها إطلاق شراكة حول الهجرة في أميركا اللاتينية، لكن قاطعتها الكثير من الدول وفي مقدمها المكسيك بسبب عدم دعوة «الدول غير الديموقراطية» إليها ما اعتبر نكسة لإدارة الرئيس جو بايدن.
وقال مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون نصف الكرة الأرضية الغربي براين نيكولز لصحافيين الجمعة: «لم تكن لدينا علاقات بهذه القوة من قبل مع هذا النصف من الكرة الأرضية»، مضيفا: «لا نحكم على الدول على أساس موقعها في الطيف السياسي بل على أساس التزامها الديموقراطية وسيادة القانون وحقوق الانسان».
وخلال وجوده في بوغوتا، التقى بلينكن الرئيس غوستافو بيترو، الذي أصبح في مطلع أغسطس أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا، لمناقشة تهريب المخدرات وتأثيره على الأمن والصحة والبيئة، فضلا عن الهجرة.
ومن بوغوتا، يتوجه وزير الخارجية الأميركي غدا إلى سانتياغو، حيث سيعقد اجتماعا مع الرئيس التشيلي اليساري غابرييل بوريتش، البالغ 36 عاما، والذي تولى منصبه في مارس الماضي ثم إلى البيرو، للقاء الرئيس الاشتراكي بيدرو كاستيو الذي ينتمي لليسار الراديكالي والمستهدف بعدة تحقيقات بشبهات فساد واستغلال السلطة منذ وصوله إلى الرئاسة قبل أكثر من عام.