اعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن دعمه للخطة الامريكية لوقف اطلاق نار مؤقت في أوكرانيا لكنه اصر انه لن يفعل ذلك الا بشروطه، وقدم سلسلة من المطالبات من الرئيس الأوكراني زيلينسكي بتقديم تنازلات، والتي اعتبرها بعض الخبراء بمثابة “استسلام” من جانب أوكرانيا.
وفقا لصحيفة الاندبندنت البريطانية، قال بوتين: “نوافق على مقترحات وقف إطلاق النار، لكن موقفنا يرتكز على افتراض أن وقف إطلاق النار سيؤدي إلى سلام طويل الأمد” وأكد في مؤتمر صحفي أن أي اتفاق من هذا القبيل يجب أن يعالج “الأسباب الجذرية” للصراع.
كما اكد بوتين تأييده الواسع لهدنة دونالد ترامب المقترحة لمدة 30 يومًا، والتي وافق عليها زيلينسكي. لكن الرئيس الروسي أشار إلى وجود “تفاصيل دقيقة” يجب معالجتها وكرر حديثه أن أي وقف إطلاق نار مؤقت لا يمكن أن يستمر إلا إذا مُنح ضمانًا بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كما اصر على أن موسكو لن تعيد الأراضي التي سيطرت عليها.
وقال إن هناك “تساؤلات جدية” لا تزال مطروحة حول كيفية تنفيذ وقف إطلاق النار، الذي تم الاتفاق عليه في محادثات بين واشنطن وكييف في المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء.
وأثار رد بوتين انتقادات من كبار الدبلوماسيين والمحللين، بحسب الاندبندنت، حيث صرح السفير الأمريكي السابق لدى روسيا، مايكل ماكفول، لبي بي سي: “نحن نجبر أوكرانيا على الاستسلام. بوتين يحتل أراضيهم، ويحرمهم من سيادتهم في اختيار تحالفاتهم، وهو الآن يقول لهم إنهم لا يستطيعون حتى استيراد الأسلحة هذا ليس بالأمر الجلل من وجهة نظر زيلينسكي.”
وقال فيتالي شيفتشينكو، محرر الشؤون الروسية في بي بي سي ، إن رد بوتين على خطة وقف إطلاق النار كان “رفضًا مُقنّعًا بـ”نعم” وأضاف: “الشروط التي يطرحها لأوكرانيا ستكون كارثية القبول. لا مزيد من إمدادات الأسلحة، لا مزيد من التعبئة، الاستسلام بدلًا من انسحاب القوات الأوكرانية من منطقة كورسك.”
وقال شيفتشينكو إن طلب بوتين بمعالجة “الأسباب الجذرية” للنزاع كان مطلبًا مُبطّنًا بالسماح له بتحقيق هدفه الأولي في غزو أوكرانيا، أي مسحها من على الخريطة.