بينما ينتشر الذعر عالميا بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ويُفرض الحجر الصحي على دول بأكملها -مثل إيطاليا التي تمثل حاليا البؤرة الكبرى لانتشار العدوى في قارة أوروبا- وتعطَّل الدراسة في العديد من الدول، وتغلَق السينمات والمسارح، ويُلغى الحضور الجماهيري في العديد من المسابقات الرياضية؛ يبقى هناك فائز واحد من بقاء الناس في منازلهم.
الفائز دون شك هو الشركات التي تقدم خدماتها للناس في البيوت، وفي مقدمتها عملاقة البث التلفزيوني عبر الإنترنت “نتفليكس“.
مكسب في البورصة
وطبقا لموقع صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، فقد ارتفعت أسهم نتفليكس بمقدار 0.8% خلال تعاملات الأسبوع الماضي، وهو ما حدث في نفس التوقيت الذي أعلن فيه محافظ بنك إنجلترا مارك كارناي أن بريطانيا على وشك خسارة اقتصادية كبيرة بسبب فيروس كورونا.
مكاسب نتفليكس -طبقا لبحث الخبير المالي دان سالمون الذي تم نشره على موقع مجلة “فرايتي الأميركية”- قد تأثرت بالأساس بسبب الذعر من فيروس كورونا، والذي أدى لبقاء العديد من المستخدمين في المنازل، مما أدى لزيادة نسب مشاهدة نتفليكس ولزيادة عدد المشتركين الجدد فيها أيضا.
كما ذكرت شبكة دوتشه فيله الألمانية أن أبرز مستفيد في ألمانيا من الذعر من كورونا هي شركات الخدمات المقدمة للمنازل، وفي مقدمتها نتفليكس وفيسبوك وأمازون وشركة “زوم” صاحبة التطبيق الشهير لعقد اجتماعات العمل عبر الإنترنت، بالإضافة لشركة “بيلوتون” التي تصنع دراجات التدريب البدني المنزلية.
نتفليكس تواجه السينما
يستمر إذن صراع نتفليكس أمام السينما، حيث تنتصر الشبكة الإلكترونية في المعركة الحالية مع إغلاق العديد من السينمات، ومع إلغاء العديد من المهرجانات الفنية والسينمائية في أوروبا وأميركا وحتى في الوطن العربي، حيث أوقفت مؤخرا الحكومة المصرية الحضور الجماهيري في مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، كما تم الإعلان عن إلغاء مهرجان قمرة في العاصمة القطرية الدوحة.
والسينما تحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة لتوفير تقنية عالية لدور العرض السينمائي، بالإضافة للمخاطر الحياتية والصحية التي ترتبط بالتجمعات الكبيرة، لكن نتفليكس تحمل معادلة بسيطة: محتوى ممتع ومسلٍّ يشاهده البشر في المنزل حتى أثناء تناولهم وجباتهم الخفيفة.
ورغم أن الرقابة على حقوق الملكية الفكرية في العالم العربي قد لا تكون كافية لمنع تسرب محتوى نتفليكس على منصات أخرى دون مقابل، فإن بقاء الناس في منازلهم تسبب في ارتفاع المشاهدات وزيادة المكاسب.
صدفة غريبة
والصدفة الغريبة التي ارتبطت بمكاسب شبكة نتفليكس في فترة الذعر المرتبطة بفيروس كورونا، هي أن الشبكة قد أصدرت في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي سلسلة حلقات وثائقية بعنوان “وباء عالمي” (Pandemic)، وهي السلسلة الوثائقية التي تحدثت بشكل خاص عن وباء الإنفلونزا الإسبانية الذي هاجم العالم منذ مئة عام، وتحديدا عام 1918، وأصاب مئات الملايين من البشر حول العالم، وتسبب في وفاة ما يزيد على 50 مليون مواطن في هذه الفترة.
كما أن السلسلة الوثائقية تتحدث بكل صراحة عن أن السؤال ليس عن إمكانية حدوث وباء فيروسي مرتبط بالإنفلونزا مرة أخرى، بل عن توقيت حدوث ذلك الوباء.
والصدفة العجيبة أن بداية الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) قد تزامنت مع عرض السلسلة، وبالتالي ارتفعت نسب مشاهدة هذه السلسلة خصوصا ونتفليكس عموما.
“Netflix” تعلن وقف إنتاج جميع أعمالها بسبب كورونا
أعلنت منصة “Netflix”، وقف إنتاج جميع أعمالها بما في ذلك الموسم الرابع من “Stranger Things” وذلك بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “حالة طوارئ وطنية” بسبب فيروس كورونا.
وكان ثبت أنَّ أكثر من 1700 مواطن أمريكي تمّ إصابتهم بفيروس “كورونا”، وتوفي 41 شخصًا بالإصابة نفسها، مما دفع “Netflix” إلى إيقاف الإنتاج في جميع برامجها التلفزيونية والأفلام التي يتمّ كتابتها والتي يتمّ إعدادها حاليًا في كل من الولايات المتحدة وكندا، وفقّا لـ”independent”.
وجاءت المشاريع والأعمال الفنية الأخرى؛ التي تأثرت بالقرار هي المسلسل الكوميدي “Grace and Frankie and Ryan Murphy film The Prom”، وذكرت معظم الشبكات وخدمات البث أنَّها ستقيم الوضع في غضون أسبوعين لاتخاذ قرار باستكمال الإنتاج أو استمرار الوقف.
كما طالبت “Netflix”، موظفيها المقيمين في كاليفورنيا بالعمل من المنزل، أغلق عدد كبير من الاستوديوهات والشبكات ، كما تمّ إيقاف ايقاف النتاج العديد من الأعمال الفنية والبرامج في إستديوهات كل من “Disney ABC NBC”.