تراجعت حدة تهريب المخدرات بين من الأراضي السورية إلى الأردن في الأيام القليلة الماضية، في تحسن يعزوه مصدر حكومي أردني إلى القبض الحديدية للجيش والإجراءات المشتركة مع دمشق.
وقال المصدر إن إبداء السلطات السورية التعاون في ملف المخدرات، بالتأكيد سينعكس على الأوضاع على الشريط الحدودي بين البلدين، ويساهم في الحد من عمليات تهريب المخدرات.
وحذر المصدر من أن انخفاض عمليات التهريب في الفترة الأخيرة، لا يعني توقف العصابات عن المحاولة مجدداً وهو ما يتطلب المزيد من العمل حتى القضاء على آخر تاجر ومروج للمخدرات.
تأتي تصريحات المصدر بعد أيام من توعد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، بضرب عصابات المخدرات المحلية والإقليمية التي تهدد أمن المملكة “الوطني والإقليمي بيد من حديد”، حسبما بيان صادر عن الديوان الملكي في 23 مايو (أيار) الجاري.
وأكد الملك عبد الله خلال زيارته إدارة مكافحة المخدرات التابعة لمديرية الأمن العام “تقديم الدعم الكامل للقوات المسلحة الأردنيّة، الجيش العربي ولإدارة مكافحة المخدرات، بما يمكنهما من التصدي لعصابات المخدرات المحلية والإقليمية، والضرب بيد من حديد لكل من يهدد أمننا الوطني والإقليمي”.
وتأتي تصريحات الملك عبدالله بعد أسبوعين من مقتل مرعي الرمثان الملقب بـ “اسكوبار جنوب سوريا”، في قصف مجهول نسبته مصادر إلى الأردن، واستهدف أيضاً معملاً للمخدرات في محافظة درعا المتاخمة للحدود.
غير أن الأردن لم ينف أو يؤكد مسؤوليته عن القصف، واكتفى بتصريح على لسان وزير الخارجية أيمن الصفدي قال فيه :”عندما نتخذ أي خطوة لحماية أمننا الوطني ومواجهة أي تهديد له سنعلنها في الوقت المناسب”.
على الجهة المقابلة للحدود الأردنية، تشن السلطات السورية حملات مستمرة ضد تجار ومهربي المخدرات بحسب وسائل إعلام محلية.
وقال الناشط الإعلامي في درعا، أحمد المسالمة، لـ”24″ إن الجيش السوري يشن حملات باستمرار ضد مهربي المخدرات في جنوب سوريا.
لكن المشكلة وفق المسالمة، أن بعض التجار يرتبطون بمسؤولين يحصلون منهم على معلومات، للبقاء في مواقع آمنة خوفاً من استهدافهم أو القبض عليهم.
ويواجه الأردن منذ بدء الأزمة الدامية في سوريا، عمليات تهريب مخدرات باستمرار، فرضت على قواته المسلحة جهوداً إضافية لتأمين الحدود.
وتأمل عمان القضاء على هذه الظاهرة، بعد التطورات الأخيرة في العلاقات مع سوريا، والتي أفضت إلى تشكيل فريق أمني سياسي مشترك بين البلدين لبحث تهريب المخدرات، بحسب ما أعلن أيمن الصفدي أخيراً.