ترقب كبير لفيلم (oppenheimer) حول حياة الفيزيائي الشهير.. فمن هو “أوبنهايمر”؟

ينتظر الجمهور بشغف كبير عرض فيلم “أوبنهايمر”، للمخرج الشهير كريستوفر نولان، حتى إن دور السينما في كثير من دول العالم، من بينها الإمارات، أتاحت إمكانية الحجز المسبق لمشاهدة الفيلم الذي يتناول المحطات الرئيسية في حياة الفيزيائي روبرت أوبنهايمر (1904-1967).

شخصية تمتلك معرفة وشغفاً بالفلسفة والفن أكثر من فيزياء ووضع حداً للنازية وفتح بات الحرب الباردة على مصراعيه، وبحسب معلومات هوليوود، فإن الفيلم الذي يمتد لـ3 ساعات يعتمد على سيرة أوبنهايمر الذي اشتهر بلعب دور حاسم في إنشاء أول قنبلة نووية، ثمّ لُقّب بـ”أبو القنبلة الذرية“.

وقاد أوبنهايمر مشروع مانهاتن، العملية الأمريكية السرية لتطوير القنبلة الذرية، قبل أن ينجح بذلك الحزب النازي بتوجيهات أدولف هتلر.
ومعروف أن الفيزيائي الشهير أبدى ندمه بعد الحرب العالمية الثانية على تطوير القنبلة الذرية، لينخرط فيما بعد في جهود تنظيم الأسلحة النووية.

تركيز الفيلم

ومن خلال الفيديوهات الترويجية والإعلانات، يبدو أن الفيلم، وهو من بطولة سيليان ميرفي، سيتناول أيام أوبنهايمر الأولى، وعمله في مشروع مانهاتن، كما الفترة ما بعد الحرب التي دمرت حياته المهنية، وذلك استناداً إلى سيرة أوبنهايمر الحائزة على جائزة بوليتزر “أمريكان بروميثيوس”، للكاتبين كاي بيرد ومارتن جاي شروين.
ويُعرف أوبنهايمر بشكل رئيسي لمساهماته في علم الفلك النظري والفيزياء الفلكية ونظرية الحقل الكمومي وبالطبع الفيزياء النووية.


لكن ماذا عن عن علاماته الشخصية؟

كان أوبنهايمر طويلاً ونحيلاً، يدخن السجائر باستمرار. كما كان عصرياً قادراً على تعلم لغات أخرى بسرعة لا تصدق، ويمتلك معرفة وشغفاً بالفلسفة والفن تفوق معرفته وشغفه بالفيزياء.
كان يهيمن على مناقشات الصف في الجامعة حتى إن زملاءه هددوا بمقاطعة الصف، وفقاً لما ذكره بيرد وشيروين. خلال سنواته الجامعية، كان أوبنهايمر يعاني أيضاً من الاكتئاب الذي تجلى في سلوك عنيف تجاه بعض أقرب أصدقائه.
سياسياً، كان أوبنهايمر مؤيداً للقضايا التقدمية والسياسات اليسارية طوال حياته. على الرغم من عدم انضمامه رسمياً للحزب الشيوعي، إلا أنه كان مؤيداً نشطاً للإصلاحات والأفكار التي تتوافق مع الحزب.

مشروع مانهاتن

في أكتوبر (تشرين الأول) 1941، قبل شهرين من دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية، وقع الرئيس فرانكلين روزفلت رسمياً على مشروع تطوير قنبلة ذرية. تم تعيين الجنرال ليزلي غروفس (الذي يلعب دوره مات ديمون في الفيلم) مديراً لمشروع مانهاتن، وهو اسم المشروع السري الذي هدف لتطوير القنبلة الذرية.
اختار غروفس أوبنهايمر ليكون قائداً لمختبر الأسلحة السري في ولاية نيو مكسيكو. جمع أوبنهايمر فريقاً من أهم الفيزيائيين، بعضهم من الولايات المتحدة والبعض الآخر هرب من أوروبا وألمانيا النازية، وانكبوا جميعاً للحصول على مبدأ القدرة على التهديد “إذا كان لديك تلك القدرة فإنك تستطيع تهديد أي شيء”.


في عام 1945، توجت جهودهم الشاقة في أول انفجار نووي في موقع بولاية نيو مكسيكو، تحت اسم “ترينيتي”، التي اعتبر أحد أهم وأكثر اللحظات رمزية في القرن العشرين، لدرجة أن مخرج الفيلم نولات كان مصراً على إعادة إنتاج الانفجار من دون استخدام الرسومات المتحركة تقنياً.
وقال أوبنهايمر في تصريح تلفزيوني عام 1965: “كنا نعلم أن العالم لن يكون كما كان”، وكان على حق. فالقصف التي تعرضت له هيروشيما وناغازاكي في عام 1945 ساعد جدياً على إنهاء الحرب، لكنه أشعل سباق التسلح النووي والحرب الباردة.

 

Exit mobile version