واحدة من العادات الفريدة في الصين، التي استمرت منذ عهد أسرة تانغ الصينية (618 – 907)، هي عادة جمع الصراصير ووضعها في أقفاص ذهبية خلال فصل الخريف، وتحديداً عندما يكون الطقس بارداً.
وبحسب ما يصف كتاب كايوان تيانباو يي شي، هذه العادة، فقد كانت أسرة تانغ “تضع هذه الصراصير بأقفاصها قرب وسائدهم، ويستمعون أثناء الليل إلى صوتها”، ومنذ ذلك الحين أصبحت إحدى العادات الغريبة.
فرغم مرور كل الزمن، لا يزال من الصينيين من يحتفظ بهذه العادة إلى اليوم، بل وتطورت هذه العادة حتى أصبحت حرفية؛ إذ أصبح الحرفيون يصممون حاويات تضمن صحة أفضل لهذه الحشرات المقيمة مع العائلات على مدار العام، وقبل ظهور البلاستيك، كانت الجرار الفخارية البسيطة تحافظ على برودة الحشرات في الأشهر الأكثر دفئا، لكن مع البرد القارس، كانت هناك حاجة لمأوى أكثر برودة لها، ومن هنا أتى دور القرع.
إذ أصبح يتم تجفيف القرع وإخراج اللب منه وطلائه، لتصبح حصونا شتوية مثالية لهذه الحشرات، ويرتكز الصرصور فيها على خليط من الجير والطمي عند القاعدة، ولتنظيف هذه القروع كان أصحابها يشطفونها بالشاي الساخن.
كما كانت تتم تغطية القرع بغطاء مثقوب منعا لهرب الصراصير، فيما لم يوفر الحرفيون جهدا للتفنن بأغطية القروع، وغالبا ما كانت تصنع من صدفة السلحفاة، أو قشرة جوز الهند، أو خشب الصندل.