يثير وباء كورونا، الذي وضع حدًا لمعظم التنقلات والسفرات حول العالم، منذ آذار/ مارس 2020، اهتمامًا متزايدًا باستخدام الصور المجسمة ثلاثية الأبعاد للأشخاص كبديل أكثر حيوية لمكالمات الفيديو، خلال الملتقيات التي تنتظم عن بعد.
وتسمى هذه التقنية ”الهولوغرام“، وتمثّل شركة ”بورتيل“، ومقرها لوس أنجلوس، واحدة من شركات التكنولوجيا الموجودة هناك، التي تعمل على تصميم هذه التقنية من خلال بوابات هي عبارة عن صناديق يبلغ ارتفاعها 2.5 متر بواجهة زجاجية، وداخل هذه الصناديق تظهر صورة ثلاثية الأبعاد لشخص بالحجم الطبيعي.
ويشرح تقرير نشرته شبكة ”بي بي سي“ بنسختها الفرنسية أنه تم تجهيز هذه البوابات بمكبرات صوت مدمجة بحيث يمكن سماع ”صوت“ الهولوغرام، وتشتمل أيضًا على كاميرات وميكروفونات بحيث يمكن لمستخدم ”الهولوغرام“ رؤية وسماع الأشخاص أمام جهاز الاستقبال.
ويوضح أنّ ظهور الشخص جسديًا يحتاج فقط إلى كاميرا وخلفية بسيطة ومجموعة أخرى من السماعات والميكروفونات، ويقوم نظام برنامج شركة ”بورتيل“ الذي يتحكم فيه أحد التطبيقات بتوصيل الشخص عبر الإنترنت بموقع البوابة، ويمكنه الاتصال أيضا بأي عدد من البوابات.
وأشار إلى أن هذا النظام مخصص للشركات، وهو الآن قيد الاستخدام من قبل شركات أخرى مثل ”نتفليكس“ و“تي موبايل“.
ويقول ديفيد نوسباوم، رئيس شركة ”بورتيل“ الأمريكية المنتجة لتقنية ”الهولوغرام“، إنه ”عمليا لا يوجد اختلاف كبير عن الحضور الجسدي للشخص الظاهر، إذ يعتقد من يتابع الصورة عبر البوابات أن الشخص يقف أمامه بالفعل“.
وتبلغ تكلفة البوابات نحو 60 ألف دولار لكل منها، لذا فهي بالتأكيد باهظة الثمن على الرغم من أن الشركة تقول إنه يمكن استئجارها بأقل من ذلك بكثير.
ويضيف نوسباوم أنّه ”في غضون سنوات قليلة ستصبح هذه وسيلة اتصال منتظمة بين المكاتب“.
ويشير تقرير ”بي بي سي“ إلى أن شركة ”مايكروسوفت“ تعتمد تقنية الاتصال ”الهولوغرام“ الخاصة بها على سماعة رأس تسمى ”هولو لينس 2“ بسعر 3500 دولار لكل منها، وهو سعر أرخص بكثير من نظام ”بورتيل“، لكن الصور المجسمة ثلاثية الأبعاد غير واقعية.
ويؤكد نوسباوم أنه تم التفكير في هذا الإجراء عندما لم يتمكن رئيس صناعة الساعات السويسرية الشهيرة كريستوف غرينجر هير من السفر إلى معرض دولي في الصين؛ بسبب القيود التي فرضها فيروس ”كورونا“.
وقرر غرينجر هير، العضو المنتدب لشركة آي دبليو سي للعلامة التجارية الفاخرة، الانضمام إلى العرض في شكل صورة ثلاثية الأبعاد بالحجم الطبيعي، وظهر حينها بدقة ”كاي 4“ وكان قادرًا على التحدث ورؤية وسماع الأشخاص الذين كانوا يحضرون الحدث جسديًا، وفق ما ذكره تقرير ”بي بي سي“.