بعد أن كان سامويل تاكي يعشق رافعات «ليغو» في صغره، اليوم بات يتولى تصميمها، في ظل قدر كبير من السرية، لحساب الشركة الدنماركية التي يغرف منها سانتا كلوز منذ عقود الكثير من هداياه للأولاد في مختلف أنحاء العالم، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتحتل «ليغو» موقع الصدارة في قطاع الألعاب عالمياً وفق شركة «ستاتيستا» لدراسات الأسواق، وقد تقدمت سنة 2021 على اليابانية بانداي نامكا والأميركيتين هاسبرو وماتيل.
ويشرح الفرنسي البالغ 34 عاماً بعض جوانب عملية ابتكار المنتجات المصنوعة من القطع البلاستيكية الصغيرة الشهيرة. ويقول: «أبدأ دائماً برسم تخطيطي صغير يترجم على الورق ما يدور في ذهني. ثم أشرع في تجهيز الجزء الفني، أي مجموعة نقل الحركة وعجلة القيادة وكل ما هو وظيفي، وأنتقل بعدها إلى الشكل». ويضيف: «بعد ذلك، يأتي دور الكومبيوتر». ويوضح تاكي أن القطع البلاستيكية تنتشر في كل أرجاء مكتبه الذي تُصمَّم فيه منتجات «ليغو تكنيك».
ويضيف: «لدينا قطع على الرف خلفنا بحيث تكون في متناولنا بسهولة، ويمكننا جمع بعضها مع بعض، وتركيب مجموعات لنتأكد مما إذا كانت فكرتنا قابلة للتطبيق عملياً». وخلال سبع سنوات تقريباً من عمله مع الشركة، شارك تاكي في تصميم نحو 25 مجموعة.
وبعد انطلاقها كشركة عائلية، باتت «ليغو» توظف أكثر من عشرين ألف شخص حول العالم، أكثر من ربعهم في مصنعها الرئيسي الأقدم في بيلوند. في هذا المكان، داخل قاعة ضخمة تتنقل فيها الروبوتات وفق إيقاع مضبوط بدقة، تُصنغ مئات آلاف قطع التركيب يومياً.
ومن مجسمات التركيب إلى أجنحة التنانين مروراً بالعجلات (إذ ذاع صيت «ليغو» بأنها أكبر مصنّع للإطارات في العالم)، أو بأحجار التركيب العادية، تتكدس القطع البلاستيكية في المصنع بأشكال مألوفة متعددة.
وتُحفظ هذه القطع حسب الشكل داخل صناديق في مستودع ملاصق، قبل إرسالها إلى مصانع أخرى تبعاً للحاجة، لتشكيل مجموعات جديدة منها. وفيما بات كل شيء من البلاستيك، بُنيت إمبراطورية الألعاب هذه في الأساس على يد نجار عُرف بحرصه الشديد على جودة الخشب المستخدم في صناعاته.
وعام 1932، قرر أولي كيرك كريستيانسن الذي كان من ضحايا الكساد الكبير نهاية عشرينات القرن العشرين، الانتقال إلى قطاع الألعاب الخشبية، وحقق حينها نجاحاً محلياً أول من خلال ألعاب اليويو.