أعلنت اليوم نتائج جائزة العمل الانساني لدول مجلس التعاون الخليجي لعام 2022 الدورة السادسة (دورة المغفور له الشيخ عبدالله بنخالد آل خليفة رحمه الله) وبدء أعمال مؤتمر القمة الخليجية للعمل الإنساني 2022 في الحفل الذي أقيم صباح اليوم برعاية وزيرالخارجية الشيخ أحمد الناصر الصباح وبحضور خليجي وعربي رفيع المستوى، والذي نظمته الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية بالشراكة مع جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية، وبالتعاون مع المعهد العربي للتخطيط ومعهد الإنجاز المتفوق للتدريبوالإستشارات.
ريادة العمل الإنساني
وقال مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان طلال المطيري نيابة عن وزير الخارجية، إن أهل الكويت والخليج انطلاقا من تعاليم إسلامنا وعاداتنا رسموا صورة لازمة في ذهن دول العالم ترمز للبذل والعطاء حتى قبل نهضتهم الاقتصادية واستمر هذا التميز الذي تنفرد به مؤسساتنا الخيرية الحكومية والأهلية ليزيد من رصيد ريادة العمل الإنساني والتنموي الخليجي.
وأضاف المطيري، أن مؤتمر اليوم يتطرق إلى الابتكار والتحول الذكي وتأثيره في تطوير العمل الإنساني الذي يتماشى مع التحديات العالمية بوجود نحو 274 مليون شخص حول العالم بحاجة للمساعدة الإنسانية العاجلة، وهذا التحول والابتكار يهدف لكفاءة الاستجابة الإنسانية في هذا العالم المضطرب الذي تعصف به الأزمات الدولية المتزايدة والمتسارعة سواء الناجمة عن الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة.
وأوضح المطيري، أن المنطقة العربية والإسلامية بشكل خاص تمر بأوضاع عصيبة تحتاج التضافر وأكبر قدر من المشاريع التنموية والإنسانية لتخفيف معاناة شعوبها ولتحقيق ذلك تحتاج العمل والتنسيق المشترك، حيث تحرص وزارة الخارجية الكويتية على تمكين مؤسساتنا الخيرية والتنموية من الاستفادة من التجارب والخبرات الدولية في هذا المجال والتحول الرقمي إيمانا منا بأهمية رفع قدرات مؤسساتنا بما يتواكب مع المعايير الدولية وحمايتها من أن تكون عرضة لاستغلال بعض الجماعات الإرهابية.
وأشار المطيري إلى أن كافة المؤسسات الإنسانية الكويتية استفادت من استثمار وزارة الخارجية في المجال الرقمي لخدمة العمل الإنساني وتحسين مؤسساته عبر استخدام منصتها الإلكترونية التي أشرفت على تحويل 720 مليون دولار منذ أكتوبر 2019 حتى الآن فضلا عن تحقيق سلامة المركز القانوني لأكثر من 3422 شريك أجنبي حول العالم منذ تدشين هذه المنصة في عام 2015.
وأكد المطيري، أن دولة الكويت بفضل أبنائها المخلصين وبرعاية كريمة من الأمير الراحل نالت أعلى تقدير دولي من الأمم المتحدة كمركز إنساني عالمي، مشيدا بحرص جميع المشاركين في جائزة العمل الإنساني لدول مجلس التعاون الخليي والقمة الخليجية للعمل الإنساني 2022.
محفل إنساني
من جانبه، قال رئيس الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية البروفيسور يوسف عبدالغفار، إن جائزة العمل الإنساني لدول مجلس التعاون الخليجي أصبحت محفلاً مهنياً وإنسانياً يجتمع فيه أهل الاختصاص من دول الخليج المنتسبين للمؤسسات الخيرية والاجتماعية والإنسانية مع مباداراتهم لتكون وقفتهم في تجويد الأعمال الإنسانية للمستفيدين منها، حيث تسعى الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية أن تكون قدوة في تكريم أهل العطاء من أصحاب الإنجازات الإنسانية لدول مجلس التعاون لنشكرهم على أعمالهم التي يخلدها التاريخ.
وأضاف عبدالغفار، “اننا أرادنا في الشبكة الإقليمية أن ندعم المحضن الإنساني المتميز لدول الخليج الذي يقدم الكثير في مجال العمل الإنساني والخيري والمجتمعي، بما قدموه من عطاءات لوطنه وأهله في دول مجلس التعاون وخارجه في عصر أصبح فيه العطاء الذكي النوعي مطلباً حيوياً، وقد أطلقت الشبكة بالتعاون مع شركائها في تنظيم هذه الفعالية بالتزامن مع حفل تكريم الفائزين بجائزة العمل الإنساني لدول مجلس التعاون الخليجي جائزة القيادة الخليجية المجتمعية المعطاء (عطاء في يوم العطاء) لتشهد الدول الأخرى بأنهم أصحاب العطاء”.
واعلن عبدالغفار، أن الشبكة تستثمر الفرصة لطرح العديد من المبادرات في دول مجلس التعاون وخارجها المعززة للعمل الإنساني وهي كرسي صاحبة السمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم الإبراهيم لبناء القدرات العربية العاملة في مؤسسات رعاية الأيتام (إعداد) وبرنامج السلام لبناء القدرات العربية للمنظمات الإنسانية في مجال المسؤولية المجتمعية بـ(قدرات) بالشراكة مع جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية ومشروع وقف المسؤولية المجتمعية كأول وقف متخصص في للمسؤولية المجتمعية في الوطن العربي، كما قمنا بتنظيم فعالية القمة الخليجية للعمل الإنسانية لاستعراض قصص نجاح مسيرة العمل الخيري الخليجي.
وأشار عبدالغفار، إلى أن محاولتنا إبراز جهود العمل الإنسانية الخليجية وتسليط الضوء على مؤسساتها وأفرادها حتى يعلم لعالم كله قد حباها الله بصفات خيرية وستبقى كذلك ما بقيت الدنيا بإذن الله.
مبادرات عديدة
بدوره، قال رئيس المجلس الأعلى للصحة في البحرين الدكتور محمد بن عبدالله ال خليفة ممثلا عن والده المرحوم سمو الشيخ عبدالله بن خالدال خليفة الداعم لجائزة العمل الإنساني لدول مجلس التعاون الخليجي والذي تحمل الدورة السادسة للدورة اسمه بأن الراحل عاصر نشأة هذه الجائزة وحرص على دعمها ورعايتها في دوراتها السابقة وكانت محط اهتمام شخصي منه رحمه الله لقيمتها العالية.
وقال آل خليفة، إن الوالد رحمه الله كان محمود السيرة في كل منطقة الخليج مخلصا صادقا ونشيطا ومتميز في شتي مراحل حياته.
وقدم نبذة عن والده، قال، إنه ولد في عام 1922 وهو أصغر إخوانه وتوفى والده عام 1926 ونشأ يتيما وهو ما انعكس عى تربيته لابنائه العشر. فكان قدوة لي ولأخواني وكان عربيا مسلما محبا للخير حريصا على المساهمة والعطاء واسع الصدر ومرشد للعمل ومعطاء وصاحب مبادرات عديدة في المجال الاجتماعي بتأسيس مكتبة خليفة ليجتمع مع أصحابه الشباب، وكان له نشاطا اجتماعيا كبيرا وتدرج في المناصب المختلفة كقاض وكوزير للعدل ونائبا لسمو رئيس الوزراء ورئيس المجلس الأعلى للأوقاف والشؤون الإسلامية وقد ألفه أهل البحرين تبشيره لهم ببداية شهر رمضان وعيد الفطر لمدة أكثر من 30 عاما وساهم في إنشاء العديد من المساجد ومراكز تحفيظ القرآن واجتهد في إعمار بيوت الله.
وأشار إلى أنه ساهم في العديد من الأدوار الوطنية منها تعيينه كرئيس للجنة صياغة الميثاق الوطني أساس التطورات الديموقراطية في عهد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله وأساس استقرار وتطور البحرين في عهده الميمون، كما ساهم في تفعيل الدور الثقافي في البحرين من خلال إصداره عددا من المجلات والدوريات الموثقة والمحكمة والاصدارات والكتب.
شريك إنساني
بدوره، رحب رئيس مجلس إدارة جمعية السلام د نبيل العون بممثل وزير الخارجية الراعي الرسمي لجائزة العمل الإنساني لدول مجلس التعاون الخليجي الدورة السادسة وفعاليات القمة الخليجية للعمل الإنساني لعام 2022 وبأصحاب المعالي والسعادة السادة الشيوخ والسادة رؤساء الجمعيات والمنظمات الخيرية والإنسانية والفرق التطوعية.
وقال العون، إن جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية شريك إنساني فى تنظيم هذه الفعالية الخليجية رفيعة المستوى بالتعاون مع الشبكة الإقليمية للمسئولية الاجتماعية والمركز العالمي للتنمية المستدامة والمعهد العربي للتخطيط ومعهد الإنجاز المتفوق للتدريب الأهلي والاستشارات الإدارية والإقتصادية.
واضاف العون، “من خلال هذه الفعاليات والمؤتمرات وورش العمل التي من شأنها تساعد المنظمات الإنسانية وجمعيات النفع العام فى تطويرالقدرات والإرتقاء فى تحسين المهارات وتطوير أداء التعليم والتأهيل الحرفي والمشاريع التنموية والزراعية والألكترونية من أجل إيجاد فرص عمل مهنية وتنموية وحرفية وزراعية للفقراء وأهل الحاجة من أجل تحقيق التنمية المستدامة والتمكين”.
وقال العون، “لقد تميزت وتفوقت وتألقت جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية من خلال المشاريع التنموية التي فاقت 300 مجمع ومشغل خياطة موزعة على 5 دول حصيلة إنتاج هذه المجمعات والمشاغل التي فاقت 17 مليون قطعة ملابس متنوعة تم توزيعها على الأرامل والأيتام والأطفال الفقراء وقاطني المخيمات بالإضافة إلى توفير فرص عمل لأكثر من 9000 أرملة وربة بيت من خلال هذه المشاغل كذلك المراكزالحرفية التنموية التأهيلية التعليمية التي فاقت 57 مركز حرفي تأهيلي مثل النجارة والحدادة والميكانيكا والكهرباء والتبريد وتصليح التلفونات وتعليم وتأهيل وتركيب منظومة الطاقة الشمسية والطاقة البديلة، بالإضافة إلى المخابز الآلية الحديثة والمحميات الزراعية الألكترونية التي وفرت مخزون إستراتيجي من الغذاء على مدار السنة بالإضافة إلى مزارع الأسماك”.
واعتبر العون، أن الصرخة الجديدة فى تاريخ العمل الخيري والإنساني من خلال بناء وتجهيز محطة لتعبئة قناني المياه المفلترة عن طريق حفر آبار عميقة مع تجهيز مبنى مكتمل المواصفات مدعم بخط تصنيع وإنتاج قناني المياه وفق المواصفات العالمية التي تمر بمراحل التصنيع والتعقيم والتعبئة بإنتاج يومي يفوق 30000 ليتر ماء معبئة بعدد 6000 قنينة ماء بسعة 5 ليتر توزع يوميا بالمجان على قاطني المخيمات والمستشفيات ومراكز غسيل الكلى، وتستمر جمعية السلام بالتعاون مع شركائها من خلال هذه المؤتمرات والملتقيات وورش العمل في تطوير المشاريع التعليمية والتأهيلية والحرفية والتنموية والزراعية والألكترونية من أجل تحقيق التنمية المستدامة والتمكين.
العون الإنمائي
من جهته، قال رئيس معهد التخطيط د. بدر مال الله، إن الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية محدودة الموارد لكنها كبيرة بعملها وجائزة العمل الإنساني لدول مجلس التعاون الخليجي التي تنظمها واحدة من أهم إنجازاتها الكبيرة وهو شيء محبب للنفس لأنه شيء متصل بالإنسان والمثل العليا.
وأضاف مال الله، أن صفة كل ما هو إنساني هو مدخل للحداثة وله صلة وثيقة بالتركيبة الإنسانية في الخليج التي تتمتع بتأصل العمل الخيري فيها.
وأوضح مال الله، أن العمل الإنساني في دول الخليج متعدد الأهداف والأغراض وأحد مساراته المهمة هو العون الإنمائي ودعم الجهود الإنمائية في الوطن العربي والعالم.
واشار مال الله، إلى أن الكويت رائدة في المجال الإنمائي كأشقائها في دول الخليج العربي واستحقت التقدير العالمي باختيارها مركزا للعمل الإنساني وسمو أميرها الراحل قائد الإنسانية.
وأشار مال الله، إلى أن دول الخليج تقدم المساعدات الإنمائية لكل دول العالم و تساهم بدعم أكثر من 97 % من تدفقات العون الإنمائي في العالم وقدتميزت بذلك حتى في أوقات العجز وليس بسنوات الفوائض المالية فقط لمعالجة الفقر والمرض والجهل والبنية التحتية وقد تخطت انفاقاتها في السنوات الأخيرة أكثر من النسب المحددة من الأمم المتحدة بـ 5 % وحدث ذلك عدة مرات.
المكرمون
وعلى هامش الحفل، تم تكريم الشخصيات الفائزة في جائزة العمل الإنساني لدول مجلس التعاون الخليجي في دورتها السادسة وهم عشرة فائزين من الكويت وقطر والبحرين والإمارات وعمان، كما تم تكريم الشخصيات لعربية الفائزة بالوسام العربي للالتزام المسؤول لعام ٢٠٢٢ وتكريم شخصيات ومؤسسات فائزة بجوائز القيادة المجتمعية المعطاءة لهذا العام.
والفائزين بجائزة العمل الإنساني من الكويت كل من مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية السدرة للرعاية النفسية لمرضى السرطان الشيخة عزة جابر العلي الصباح والمدير العام لوصية عبدالرازق عبدالحميد الصانع شروق عبدالرزاق الصانع ومن البحرين كل من رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله ال خليفة ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة المبرة الخليجية زين بنت خالد بن عبدالله الخليفة ورئيسة مجلس إدارة جمعية النور للبر الشيخة لمياء بنت محمد ال خليفة.
أما من قطر كل من المبعوث الخاص للأمين العام لجامعة الدول العربية لشؤون الإغاثة الإنسانية الشيخة حصة بنت خليفة بن أحمد الثاني ووزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة مريم بنت علي بن ناصر المسند، ومن الإمارات رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي ورئيسة نادي الإمارات الدولي للأعمال الشيخة الدكتورة هند بنت عبدالعزيز القاسمي ومن عمان عضو مجلس الدولة الرئيس الفخري لجمعية الرحمة لرعاية الأمومة الشيخ على بن ناصر المحروقي.