شدد مراقبون على أن الجهود التي توليها الجهات الحكومية المختصة لتنفيذ «حزام نباتي» يحيط بمدن الكويت ومحافظاتها، ليقيها مخاطر الغبار والعواصف الترابية التي تنشط بين فترة وأخرى، وارتفاع درجات الحرارة، لا تزال أقل من المطلوب، على الرغم مما بذلته الحكومة على مدى سنوات منصرمة من أجل مكافحة تغير المناخ والحفاظ على البيئة.
فالكويت تعتبر واحدة من أكثر دول العالم حرارة، وأشدها تأثراً بالتغير المناخي، وتشير دراسات إلى أن خطر الاحتباس الحراري وتدنّي جودة الهواء وغيرهما مؤشرات تستدعي تحركات عاجلة للتكيف مع مخاطر بيئية مقبلة.
وفي ظل التوقعات بموجات غبار مقبلة في هذا الصيف، فلا تزال عملية التشجير والتخضير تسير ببطء، قياساً بالمطالب التي تطرق إليها مواطنون ومراقبون في فترات سابقة، والتي تشدد على ضرورة زيادة رقعة الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، مع الاعتماد على مصدات الرياح في الطرق السريعة، لا سيما في المناطق الشمالية والجنوبية.
وكلنا يتذكر ما أقدمت عليه الهيئة العامة للزراعة، قبل سنوات، من زراعة «السدر» لإقامة حاجز نباتي مؤلف من صف أو صفوف عدة من الأشجار، لتخفيف تأثير الرياح على النباتات والمحاصيل المختلفة، وحماية التربة من الانجراف، وتقليل التبخر وحفظ المياه، باعتبار السدر أكثر أنواع الأشجار ملاءمة للبيئة المحلية، واحتلالها المركز الثاني من حيث القيمة الاقتصادية بعد النخيل.
وخلال الأعوام الماضية، واصلت الهيئة حملات التشجير والتخضير وفق الإمكانات المتاحة، واختتمت في ديسمبر الماضي فعاليات حملة ضمن «الموسم الزراعي» بغرس شتلات أشجار في منطقة جابر الأحمد، وانقسمت إلى قسمين أساسيين، الأول خارجي وهو زراعة الأشجار وتغطية الحدود بالأحزمة الخضراء، والثاني داخلي وهو الزراعة والتشجير بالمناطق الداخلية والشوارع، لحماية البيئة والتخفيف من حدة العواصف الرملية التي تتعرض لها البلاد.
ورغم انطلاق أكثر من حملة أخيراً لتكثيف عمليات التشجير والتخضير، فإن عجلة تلك العمليات تسير ببطء، حتى ان مغردين أطلقوا في أغسطس 2018 «هاشتاق» بعنوان «حملة شعبية لتشجير الكويت»، شهدت مشاركة واسعة حينها، وطالب بعضهم بضرورة تطوع نحو 5 آلاف شاب وشابة في الحملة، فضلاً عن زرع كل شخص مشارك 200 شتلة خلال ساعتين، كما لفت آخرون إلى أهمية مشاركة الجمعيات التعاونية والشركات الخاصة في دعم الحملات.
واقترح آخرون ضرورة وجود حسابات بمواقع التواصل تبين أنواع الأشجار والزرع الذي يناسب البيئة الكويتية، وأن تبدأ الحملات بالمناطق المكشوفة والطرق السريعة، وترخيص أي حملة يراد إطلاقها من الجهات المختصة، لعدم تعرض المشاركين فيها للمساءلة القانونية، ولتسهيل مهامهم وتوزيع أدوارهم من خلال التنسيق مع الجهات المعنية.
رقعة خضراء
وفي السياق، كشفت مصادر مطلعة في «الزراعة» عن عمل الفرق المعنية على تسريع وتيرة التشجير والتخضير في المناطق والطرق السريعة والداخلية كافة، عبر تواجد فرق ميدانية تابعة لقطاع الزراعات التجميلية، وعلى مدار الساعة.
وأضافت المصادر لـ القبس أن لدى الهيئة استراتيجية جديدة اطلقتها تستهدف زيادة الرقعة الخضراء والغطاء النباتي في البلاد، لتقليل درجات الحرارة صيفا.
وأشارت الى استمرار الحملات وفق الامكانات المتاحة والميزانيات المعتمدة، وأن العقود الجديدة الخاصة بهذه العملية تصل الى 13 عقدا، بينها عقود للمناطق الجنوبية، كالوفرة والخيران السكني وصباح الاحمد، والطرق المحاذية، مؤكدة ان البدء في تنفيذ تلك العقود سيكون له أثر ايجابي وملموس على التشجير وزيادة الغطاء النباتي.
نشر الوعي
ووفق مراقبين، فإن نشر الوعي بأهمية التخضير بات ضرورة ملحة من قبل المسؤولين لتقليل نسبة الأمراض المتعلقة بتلوث الهواء كالربو، مع التقليل من عملية التصحر و«السافي» على الطرق الرئيسية، اضافة الى الأهمية البالغة للتشجير في المحافظة على البيئة وتعديل المناخ المحلي وتلطيفه، وعلى تحسين التربة وزيادة خصوبتها، والحد من حدوث العواصف الغبارية، وكسر حدة الرياح فضلا عن الناحية الجمالية والتنسيقية والاقتصادية.
وشددوا على ضرورة اختيار أشجار معمرة تتحمل الظروف البيئية المحلية، وتقاوم الإصابة بالآفات، وتكون سريعة النمو وكثيفة، مشيرين الى ان شتلات النباتات يجب ان تكون بحجم وعمر مناسب عند الزراعة لضمان نجاحها، وحالتها جيدة من حيث النمو الخضري والجذري وسليمة من الكسور، مع قدرتها على التكاثر والإنتاج الوافر من البذور، للاستفادة منها مستقبلاً.
6 فوائد للتشجير
1 – المساعدة في تحسين المناخ
2 – خفض درجة الحرارة صيفاً
3 – تخفيف حدة الضوضاء
4 – حماية التربة من الانجراف
5 – تخفيف وهج أشعة الشمس
6 – تحصين المدن من مخاطر الرياح
3 مهام لوقف تمدد الغبار
1 – زيادة رقعة الغطاء النباتي
2 – مكافحة التصحر
3 – إقامة مصدات الرياح في الطرق السريعة
أسباب تأخر حملات التشجير
يعزو البعض، تأخر اطلاق حملات موسعة للتشجير الى:
• عدم وجود الميزانيات
• غياب الرقابة على التنفيذ
• عدم متابعة أعمال الصيانة
• إغفال إتمام عمليات الري
الكويت «أسخن» العواصم العربية
صنفت الكويت كأكثر العواصم العربية عرضة لارتفاع الحرارة، بمتوسط درجة حرارة عند 45 درجة مئوية خلال أشهر الصيف الثلاثة و51 درجة كحد أقصى، تلتها بغداد (44 و50)، فالرياض (43 و49)، فأبوظبي (42 و47)، فالدوحة (41 و47)، وذلك في تقرير تحليلي حديث لمركز الخليج العربي للأبحاث والدراسات، تحت عنوان «صيف العرب الأطول والأكثر حرارة منذ عقود: مخاطر جفاف وحرائق عالية».
وحلت الخرطوم في المرتبة السادسة بمتوسط حرارة عند 41 درجة و44 درجة كحد أقصى، فالمنامة (38 و45)، تلتها مسقط (37 و46)، فدمشق (36 و44)، فالقاهرة (36 و43).
وأتت نواكشوط في المرتبة الحادية عشرة بمتوسط حرارة عند 36 درجة و40 كحد أقصى، فطرابلس (35 و45)، فمقديشو (34 و36)، فتونس (33 و44)، فعمان (32 و39).
وفي المرتبة السادسة عشرة، حلت صنعاء بمتوسط حرارة عند 31 درجة و36 كحد أقصى، تلتها رام الله (30 و31) فالجزائر (29 و40) فبيروت (28 و34)، فالرباط (28 درجة و31) وموروني، عاصمة جزر القمر في المرتبة الأخيرة بمتوسط حرارة عند 28 درجة و30 كحد أقصى.