جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا (GUST) تحتفي بتخريج كوكبة من طلبتها

وسط أجواء تزينت بالفرحة والابتهاج، احتفلت جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا بتخريج كوكبة من طلبتها من دفعتي العام الأكاديمي 2020/2019 و2021/2020، والتي تمثل الدفعة الخامسة عشر والسادسة عشر لدرجة البكالوريوس والدفعة الحادية عشر لدرجة ماجستير إدارة الأعمال، بمجموع 1703 خريجين.
وحظي الخريجون بليلة استثنائية في الحفل الذي نظم في حرم الجامعة، مع ختام مميز قدم خلاله الفنان ماجد المهندس وصلات غنائية زادت من بهجة الاحتفال.
وشهد حفل التخرج الذي جاء تحت رعاية الأمين العام لمجلس الجامعات الخاصة بالإنابة، المهندس عمر الكندري، حضور عدد من كبار الشخصيات في البلاد وسفراء عدد من الدول، إلى جانب أولياء أمور الطلبة وأصدقائهم الذين شاركوهم بهجة التخرج.

وخلال كلمة وجهها في الحفل، أكد رئيس مجلس أمناء جامعة الخليج، السيد نواف ارحمه ارحمه، أن الهدف الأساسي من إنشاء جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا هو أن تكون جامعةً للحياة، تحقق طموحَ الشبابِ واحتياجاتِ الوطن، وتتقنُ عملَها بثبات والتزام يواكب بشكل مستمر متطلباتِ العصرِ، في مسار متصاعدٍ من النمو والتطور، يستهدف بالمقام الأول توفير كل ما يحتاجه الطالب وسوق العمل من العلم والمعرفة والتقدم العلمي، بالإضافة إلى خدمة المجتمع.
وأضاف نواف ارحمه خلال كلمته قائلاً «أقف اليوم أمامكم سعيداً بعودة الحياة للحياة بعد انقطاع دام أكثر من عامين بسبب الوباء الذي حل علينا وكان له كبير الأثر على العالم أجمع. كانت تجربة صعبة عشناها جميعاً لأول مرة، مرت علينا الأيام ونحن لا نعلم ما نهاية هذا المصاب. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن هذه التجربة كان لها جانب إيجابي، إذ تغيرت حياة العديد منا نحو الأفضل. كما أدركنا قيمة المسلمات، الصحة والحرية والعلاقات، ولم نعد كما كنا، ولكن عدنا أقوى وأقدر وبطموح أكبر».
وأفاد نواف ارحمه بقوله «إن مؤسستنا التعليمية التي تدخل عامها العشرين تطمح إلى تحقيق التفوق المستمر، والتركيز الدائم في تعمير الإنسان والاستثمار برأس المال البشري، مع تقديم تجربة جامعية فريدة من نوعها وبيئة تسمح للطلاب بالنجاح والتفوق، علاوة على توسيع هذا الاهتمام ليشمل حياتهم بعد التخرج من خلال تقديم كافة الدعم المطلوب لهم عبر ربطهم بسوق العمل وتطوير مهاراتهم».
واستطرد نواف ارحمه قائلاً «لقد أدركنا خلال العامين الماضيين أننا خرجنا من التحدي الذي واجه العالم أجمع بشكل أكثر جرأة، ونحن الآن أكثر تصميماً على تسريع النمو، ولتحقيق ذلك، سنركز في توسع الجامعة على كافة الأصعدة. ففي الوقت الذي تمكّنا فيه خلال العشرين سنة الماضية من تحقيق الامتياز في برامجنا الاكاديمية التي نطرحها، ها نحن نتطلع لتشييد كلية الهندسة والعمارة بعد صدور المرسوم الأميري رسمياً للموافقة على إنشاءها، على أن ترى النور خلال العام الأكاديمي المقبل»، مشيراً في الوقت عينه إلى أن الجامعة تسعى أيضاً لأخذ الموافقات اللازمة لطرح برامج جديدة في كلية العلوم الإدارية وكلية العلوم والآداب، إلى جانب برامج ماجستير جديدة.
وأشار نواف ارحمه أن الجامعة تطمح إلى أن تكون مؤسسة تعليمية مبادرة في تقديم الحلول المناسبة للتحديات التي تواجه المجتمع، من خلال الابحاث العلمية المتقدمة وروح المبادرة، كما ستركز على تحديث برامجها الدراسية الحالية لتتلائم مع المستجدات العالمية.
ووجه نواف ارحمه كلمته للخريجين قائلاً «اخواني وأبنائي، لقد أنهيتم فصلاً مهماً في حياتكم، انتهت فيه رحلة الدراسة وبدأت رحلة أخرى جميلة بتحدياتها وهي رحلة الحياة العملية»، مؤكداً على أن التحديات التي نواجهها اليوم تحتم علينا التغيير، معرباً عن ثقته الكبيرة بأن يحقق الخريجون هذا التغيير، «فهم مستقبل الكويت وسيقودون البلاد إلى الأفضل لأنهم بالفعل يملكون كافة المقومات لفعل ذلك».
من ناحيته، أوضح الأمين العام لمجلس الجامعات الخاصة بالإنابة، المهندس عمر الكندري، أن يوم التخرج يمثل لحظة فارقة في حياة الانسان، فهو من جهة يمثل ثمرة لنهاية مسيرة اجتهاد وسهر والتزام، ومن جهة أخرى يمثل لحظة يتطلع فيها المرء نحو ولوج مستقبل وتحدٍ جديد، لذلك فهو يوم مفعم بالفرح والحماس، فرح بتحقيق الإنجاز، وحماس لاستشراف مستقبل مشرق.
وأضاف الكندري «إن ما يزيد بهجتنا في هذا اليوم، هو تزامن هذا الحفل مع مناسبة مهمة أخرى، خاصة بجامعة الخليج، فالجامعة تحتفل أيضاً بمرور 20 عاماً على تأسيسها كأول مؤسسة تعليمية خاصة في قطاع التعليم العالي في البلاد، أثبتت خلال هذه السنوات القصيرة في عمر الجامعات، قدرتها على تحقيق الريادة في التعليم مع تمكنها من الحصول على الكثير من الاعتمادات الدولية ووصولها إلى مراتب متقدمة عربياً، كتحقيقها المركز 49 من أصل 1000 جامعة على مستوى الوطن العربي في التصنيف العالمي «QS» عام 2017».
مستطرداً بقوله «إننا نشعر بالفخر والاعتزاز عندما نرى هذا النموذج من مؤسساتنا التعليمية التي تسعى دائماً نحو التميز والتفوق الأكاديمي، وهي بلا شك جهود تتسق مع طموحاتنا وأهدافنا».
وأكد الكندري أن الأمانة العامة لمجلس الجامعات الخاصة تولي اهتماماً كبيراً بقطاع التعليم العالي الخاص في البلاد، وذلك من خلال تقديم كل الدعم المطلوب للكليات والجامعات المنضوية تحت مظلته، مع توفير العناية اللازمة للتأكد من قيامها بدورها المطلوب في تقديم تعليم أكاديمي يتوافق مع متطلبات العصر، علاوة على الحرص في استمرارها الدائم في التقدم والصعود في سلم التطور دون توقف، مبيناً أن هذا القطاع الآخذ بالنمو والتنوع في تقديم الفرص التعليمية التي يحتاجها سوق العمل، بات يتخذ حيزاً كبيراً ومهماً في التعليم العالي في البلاد. «وبعد مرور 20 عاماً على انطلاقته نجد بأنه اليوم صار أحد أهم الروافد الرئيسية التي تقدم لسوق العمل الكفاءات في مختلف التخصصات، ليكونوا شركاء في مسيرة التنمية وتقدم هذا الوطن».
وتابع الكندري قائلاً «إن الناظر إلى سوق العمل، يلحظ ذلك الاهتمام الكبير من قبل كبرى الشركات والمؤسسات في جذب خريجي الكليات والجامعات الخاصة وذلك لتميزهم على مستوى المعرفة الاكاديمية وامتلاكهم للمهارات الوظيفية المطلوبة، الأمر الذي يعكس الجهود الكبيرة المبذولة من قبل هذه المؤسسات التعليمية في تقديم تعليم أكاديمي يمثل إضافة نوعية للتعليم العالي في البلاد».
ووجه الكندري كلمته للخريجين قائلاً «بعد جنيكم لهذا الحصاد الكبير بحصولكم على الشهادة الجامعية، يقع على عاتقكم مسؤولية كبيرة في استثمار ذلك بالشكل الأمثل، إما من خلال الانخراط في سوق العمل والمساهمة فيه، سواءً في القطاع العام أو الخاص، أو في الاتجاه نحو بناء مشروعكم الخاص، فيما قد يكون خيار بعضكم هو مواصلة التحصيل العلمي وإكمال المسيرة الدراسية للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه. وأياً كان الطريق، أدعوكم إلى الحرص على مواصلة اجتهادكم والتزامكم في أداء مهامكم واتقانكم لأعمالكم، فبهذا المسلك تتمكنون من مواجهة أي تحديات وتكونون بالفعل إضافة مثمرة للمجتمع، وتنفعون البلاد بجهودكم وتعلون من شأنها بعقولكم وسواعدكم».
وفي كلمة ألقتها نيابة عن الخريجين باللغة الانجليزية، قالت الخريجة رهف المبارك «تعود الحياة من جديد ونعود معاً من دون تلك الاقنعة التي ارتديناها أثناء أزمة الجائحة العالمية، وها نحن اليوم مستعدون لتحقيق أهدافنا كمنتصرين نحمل بين أيدينا سلاح العلم والمعرفة».
وأشارت المبارك إلى أن زمن الوباء الذي اكتنفه عدم اليقين شكّل مرحلة مهمة، غرس فيها الطلبة بذور الصبر والمعرفة، بتعاون مشكور من قبل أساتذة ومعلمين أظهروا تفانياً كبيراً في أداء رسالتهم السامية مع تلاميذهم أثناء هذه الرحلة الدراسية، لافتة إلى أن الفصول الدراسية في جامعة الخليج، سواءً بنظام الحضور التقليدي أو عن بعد، أكسبت الطلبة فهماً قيماً لهذا العالم ولأنفسهم.
وأضافت المبارك «اليوم نجني قطاف الاجتهاد ونحن نتطلع إلى الغد المشرق، فها هنا بين أيديكم خريجون مثقفون يتمتعون بروح ذات عزم كبير ويمتلكون المحفزات المطلوبة لفعل التغيير. إن كل كلمة ودرس ومعلومة اكتسبناها أثناء سنوات دراستنا في جامعة الخليج أضاءت لنا عقولنا المتفتحة نحو المعرفة وأنارت دروبنا، لنكون نموذجاً وقدوة للأمل وتحقيق الانجازات».
وتابعت قائلة «رغم أننا جئنا من تخصصات مختلفة فإننا متفقون نحو مقصد مشترك وهو تحقيق النمو المستمر. إننا نقف جميعاً أمامكم اليوم ونحن متنوعون في مجالاتنا كعلماء وتقنيين ومعلمين وكتّاب وفنانون، فنحن أقوياء، كلٌ في مجاله، وأقوياء أكثر عندما نكون معاً»، مؤكدة أن الدراسة الجامعية لم تكن تجربة عابرة، بل كانت قوة ملهمة ستستمر على طول رحلات نجاحات الخريجين المستقبلية.
وفي نهاية حديثها تقدمت المبارك بالتهنئة للخريجين والخريجات، متمنية لهم التوفيق والسداد في حياتهم العملية.
وفي كلمة الخريجين التي ألقيت باللغة العربية، قال الخريج حمد الخضري «إننا اليوم لا نحتفل لأننا نحمل الشهادات العلمية فقط، بل نحتفل ونحن نحمل في عقولنا إرثاً كبيراً من المبادئ والأهداف التي تعلمناها من خلال الأوساط الديمقراطية الراقية والنوادي التخصصية المجتهدة والعمل النقابي الدؤوب الذي ساهمت في دعمه الإدارة الجامعية».
وأشار الخضري إلى أن هذه الأجواء الجامعية ساهمت بتعزيز روح التعاون والتعددية وتطبيق معنى المساواة والحرية، «ولكوننا شباب نشكل 73% من هذا المجتمع، ولأننا نشعر فعلاً بالانتماء والولاء لهذا الوطن، نقدم له التضحيات بدافع الحب والارتباط، يتحتم علينا اليوم أن نحافظ على هذه الأفكار التي استقيناها ونحاول قدر المستطاع أن نغرسها في المجتمع لنرتقي ونسمو بهذا الوطن، لأن الكويت بحاجة لعقولنا وأفكارنا وثقافتنا وعلمنا».
وأوضح الخضري أن جامعة الخليج تمتاز عن بقية المؤسسات التعليمية في طريقة التأهيل الذي يشمل جميع النواحي، الأدبية والعلمية والعملية والفكرية، «فشكراً للجامعة على هذا التعليم المتكامل الذي صقل شخصياتنا وثقافتنا ومبادئنا».
وتابع الخضري قائلاً «لقد تربينا في هذا الصرح على الكثير من القيم السامية وانطلاقاً منها أتوجه بالشكر لكل عائلاتنا وأساتذتنا وأصدقائنا وكل من كان له الفضل بعد الله في وقوفنا اليوم في هذه اللحظة المفرحة التي انتهى فيها فصل الدراسة و يبدأ فيها الفصل القادم من حياتنا».
وزاد بقوله «أوجه رسالتي الأخيرة لمن حقق وجودهم الاستقرار والتناغم في حياتنا، إلى من لا نشعر بالأمان إلا في بقاهم حولنا، إلى سندنا الأول في كل وقت، أهالينا الكرام وجودكم لتوجيهنا وإرشادنا نعمة نشكر الله عليها ونسأله أن يديمها علينا، فشكراً على نصحكم وتشجيعكم ودعمكم، فأنتم الدافع الأساسي في كل ما حققناه».
وأضاف الخضري «استذكر في هذا المقام الغائب عن المحفل الحاضر في اذهاننا، فقيد الجائحة والدي الذي كان داعماً لي في كل خطوة بحياتي، فقد تعلمت منه ما لا يمكنني حصره في هذه الدقائق، فكم تمنيت وجودك اليوم «يا يبا»، فلولا تشجيعك ودعمك لما امتلكت الجرأة أن أقف اليوم كمتحدث في هذا الحفل».

Exit mobile version