جامعة الكويت تحارب الغش الإلكتروني بـ«مودل»

ما زال الصراع ضد آفة الغش والغشاشين من المشكلات التي تؤرق عدداً كبيراً من أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت، إذ أدى اعتماد التعليم عن بعد إلى تغيير الطرق التي اعتاد عليها الأساتذة في المراقبة، فلم يعد اللجوء إلى زيادة عدد المراقبين أو تغيير أماكن جلوس الطلبة أو التفتيش الذاتي من الوسائل التي يمكن من خلالها ردع سلوك بعض الغشاشين. كالعادة، يعمل بعض الأساتذة على حماية حقوق الطلبة المجتهدين في الحصول على الدرجات الأعلى، ويسعون لمنع الغش بجميع صوره، وقد اعتمدت إدارة الجامعة منصة «مودل» التعليمية التي يمكن من خلالها إضافة ميزات لمراقبة الاختبارات ومنع الغش الإلكتروني عن طريق استخدام التكنولوجيا المتطورة والذكاء الاصطناعي. ولإيضاح خواص المنصة، أكد عميد كلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت د.محمد زينل أن منصة مودل تستخدم للتعليم غير المتزامن الذي تم تبنيه في كثير من الجامعات حول العالم، ويتميز بالتخزين السحابي الذي يتيح لآلاف الطلبة الدخول في الوقت نفسه، كما يمكن من خلاله رفع الملفات التعليمية والواجبات.

شخصنة الاختبار

وأوضح زينل أن المنصة تتيح عقد الاختبارات عن طريق تخزين عدد كبير من الأسئلة وشخصنة الاختبار لكل طالب عن طريق تغيير طريقة السؤال، كما تساعد على التقليل من الغش، وحصر الأخطاء التي قد تحدث وتصحيح الاختبار إلكترونياً، لافتاً إلى أن المنصة قد تجعلنا نتخلص من الاختبارات الورقية حتى بعد انتهاء الأزمة. وذكر أنه يمكن إضافة ميزات الذكاء الاصطناعي إلى النظام، كاستخدامه لمراقبة الاختبارات الإلكترونية مع الحفاظ على خصوصية الطالب، حيث يتم تحميل النظام على جهاز الطالب ليقوم بغلق جميع البرامج أثناء وقت الاختبار، كما انه من الممكن ان يقوم بالتدقيق على حركة عين الطالب أثناء الاختبار ومتابعة التفات الطالب كثيراً أو الحركة أثناء الاختبار، ثم يرسل تقريراً للأستاذ الجامعي بذلك. وبيّن أن البرنامج قد يكون حلاً مناسباً لما نصت عليه لائحة التعليم عن بعد، التي تتطلب من الدارسين فتح الكاميرا أثناء الاختبار ورؤية بعضهم بعضا، فيما قد يتم إرفاق التقرير ببعض الصور للطالب أثناء عقده الاختبار، ويتم تسجيل الطالب فيه من خلال الهوية الشخصية، مشيراً إلى أن استخدام النظام ما زال اختيارياً لدى الأساتذة، وستتم تجربته والتدرب عليه لمعرفة مميزاته بصورة أكبر ولتدارك المشاكل التي قد تطرأ بسبب حداثة استخدامه من قبل الأساتذة والطلبة.

آراء متباينة

وتباينت آراء منتسبي جامعة الكويت من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس في حديثهم بشأن طريقة عقد الاختبارات الحالية واختبارات نهاية الفصل الدراسي، فوجد بعضهم إمكانية إجراء الاختبارات داخل الحرم الجامعي، وفضّل آخرون استخدام المنصات الإلكترونية، بينما وجد بعضهم في المراقبة الإلكترونية تشكيكاً في أمانتهم. وقال أستاذ التربية بجامعة الكويت مزيد الظفيري: «إننا نحتاج إلى فكرة تقنية تساعد على ضبط عملية تقييم الطالب، حتى لا تحدث تجاوزات تضعف من العملية التعليمية»، مبيناً أن «الاختبارات التقليدية هي الأفضل، لكن الأوضاع الصحية غير المستقرة تجعلنا نقبل بأداء الطلبة للاختبارات أونلاين». وأضاف الظفيري أن «الثقة بالطلبة موجودة، لكن الحرص مطلوب، ويتمثل الحرص في ضرورة مراقبة الطلبة أثناء عملية سير الاختبار للحفاظ على حقوق الدارسين، فمسألة المراقبة والتدقيق لا تتعارض مع الثقة لأن الاختبار من دون ضبط لا يسمى اختباراً».

منع الغش

أمّا الطلبة، فقد وجد بعضهم أن استخدام برامج مراقبة الاختبارات قد يؤدي إلى اختراق خصوصيتهم، كما قد واجهوا عدداً من المشاكل في تسليم الاختبارات إلكترونياً، وطالبوا بضرورة إيجاد حلول بديلة عن الاختبارات، كطلب بعض التكاليف التي يسلمها الطالب في مواعيد محددة، فيما أيّد بعضهم وجود مراقبة أثناء الاختبارات لمنع الغش. ورأت الطالبة فاطمة الحداد أن «استخدام الذكاء الاصطناعي لمنع الغش هو طريقة متطورة لمنع الآفة، فمن خلال تجربتنا في الاختبارات القصيرة اتضح وجود حالات للغش، الأمر الذي يؤدي إلى هضم حقوق الطلبة المجتهدين، كما تبيّن ارتفاع درجات بعض الطلبة من دون وجه حق». وبينت الحداد أن «منع الغش ليس للإضرار بالطلبة أو التقليل من جهدهم، بل لأن الغش من الأمور المرفوضة أخلاقياً ودينياً»، مشيرة إلى أن «البرامج المستخدمة يجب أن تكون من البرامج المتطورة لفهم ورصد أفكار الغش التي يقوم بها بعض الطلبة». وذكرت الطالبة بدور المطيري أن «التركيز على مراقبة الطلبة أثناء الاختبارات من الأمور المستغربة، فهناك قضايا تعليمية أخرى بحاجة إلى المعالجة»، معتبرة استخدام برامج مراقبة الاختبارات «تشكيكاً في الطلبة، ويؤدي إلى زعزعة الثقة بهم، فضلاً عن كونها قد تعد اختراقاً للخصوصية».
طرق الغش بعض الطلبة يحرض بعضهم بعضا على الغش من خلال الاتصال بزملائهم خلال الاختبار أو إرسال إجابات أسئلة الاختبارات عبر الهاتف النقال، كما يقوم بعض الطلبة بالبحث في الكتب أو الإنترنت عن إجابات بعض الأسئلة، الأمر الذي جعل الأساتذة يحددون ثواني قليلة للإجابة عن كل سؤال.

الوازع الأخلاقي
يشدد أكاديميون على ضرورة إحياء الوازع الأخلاقي لدى الطلبة لحثهم على مراقبة أنفسهم خلال الاختبارات، ومساعدتهم على الاندماج مع المقررات الدراسية لإيجاد الشغف بها، والاستمتاع بدراستها والاستفادة من معلوماتها، الأمر الذي سيؤدي إلى محاربة الغش.

أعذار رسمية
أوضح د.محمد زينل أن منصة «مودل» مطبقة في الكثير من جامعات دول العالم، كما يمكن للطلبة مناقشة أساتذتهم بشأن الطريقة التي يرغبون في أداء الاختبار بها في حال وجود أعذار رسمية تمنعهم من ذلك، لافتاً إلى أن مجلس الكلية التزم بقرارات مجلس الجامعة بحيث يكون الأصل بعقد الاختبارات او التقييمات الفصلية عن بعد مع بعض الاستثناءات بعقدها بالكلية بعد اتباع الاشتراطات الصحية المطلوبة والعكس بالنسبة للاختبارات أو التقييمات النهائية.

المصدر: القبس

Exit mobile version