مع تزايد الأزمات العالمية، أصبح دور الرياضة في حالات الطوارئ أكثر أهمية من أي وقت مضى. وإدراكا لهذه الحاجة الملحة، نجح كرسي اليونسكو للحوكمة والمسؤولية الاجتماعية في الرياضة بجامعة حمد بن خليفة في تنظيم الاجتماع الأول للخبراء تحت عنوان «الرياضة من أجل الحياة في حالات الطوارئ: كرسي اليونسكو في الرياضة والنشاط البدني»، وقد عقد الحدث في بيت الأمم المتحدة بالدوحة خلال الفترة من 10 إلى 13 الجاري، حيث سلط الضوء على أهمية الرياضة كأداة للصمود والتعافي طويل الأمد.
وبرعاية صندوق قطر الوطني للبحث العلمي، وبعثة الاتحاد الأوروبي لدى قطر، والمكتب الإقليمي لليونسكو في الدوحة لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن، ومؤسسة الجيل المبهر، والمركز الدولي للأمن الرياضي، وكلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة، جمع هذا الحدث خبراء عالميين وكراسي اليونيسكو والمنظمات غير الحكومية والهيئات الرياضية لاستكشاف استراتيجيات مبتكرة للاستفادة من الرياضة والتعليم البدني الجيد في بيئات الأزمات وحماية الأنظمة الرياضية من تداعيات الكوارث الطبيعية أو البشرية.
وفي هذا السياق، صرح ممثل اليونسكو في دول الخليج واليمن صلاح خالد، قائلا: «يأتي هذا الحدث في وقت يواجه فيه العالم تحديات إنسانية غير مسبوقة. لم تعد قدرة الرياضة والتعليم البدني الجيد على تعزيز الصمود والاندماج والتعافي مجرد اعتبار ثانوي، بل أصبحت ضرورة. ومن خلال جمع الخبراء العالميين، لا نناقش الأفكار فحسب، بل نضع الأساس لاتخاذ إجراءات ملموسة تحدث فرقا حيثما دعت الحاجة».
وأكد الاجتماع ريادة قطر في استخدام الرياضة كأداة للتنمية والسلام والتغيير الاجتماعي، بما يتماشى مع مبادرة «الرياضة من أجل الحياة» لليونسكو والاستراتيجية الثالثة للتنمية الوطنية لدولة قطر 2024-2030. فمنذ 2005، استضافت قطر 176 حدثا رياضيا رفيع المستوى، مما عزز مكانتها كمركز عالمي للرياضة. وبصفتها نائب رئيس اللجنة الحكومية الدولية للتربية البدنية والرياضة (CIGEPS)، تواصل قطر دعم الرياضة كقوة دافعة للخير، لضمان أن تتحول إرث الفعاليات الرياضية الكبرى إلى تأثير اجتماعي مستدام.
وفي هذا الإطار، أكد المدير التنفيذي لمؤسسة الجيل المبهر ناصر الخوري التأثير التحويلي للرياضة، قائلا: «نحن في نقطة تحول حيث لم تعد الرياضة تعتبر ترفا في الاستجابة للأزمات، بل أصبحت أداة أساسية لتعزيز الأمل والكرامة والصمود. يعكس هذا الاجتماع التزام قطر بتطوير الرياضة من أجل التنمية والسلام، ويبرز كيف يمكن لمبادراتنا أن تترك أثرا مستداما، خاصة للفئات المهمشة والمعرضة للخطر».
من جانبه، قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى قطر كريستيان تيودور: «تعد الرياضة أداة قوية للاندماج الاجتماعي والصمود وبناء السلام. يؤمن الاتحاد الأوروبي بشدة بقوة الرياضة في توحيد الشعوب، لاسيما في أوقات الأزمات. ومن خلال مبادرات مثل «الرياضة من أجل الحياة في حالات الطوارئ»، نعيد تأكيد التزامنا باستخدام الرياضة كأداة للديبلوماسية والاستجابة الإنسانية. إن العمل المشترك عبر القطاعات المختلفة يضمن استمرار الرياضة في تحقيق الأمل والدعم الفعلي لمن تضرروا من الأزمات».
ومن أبرز فعاليات الاجتماع الذي استمر 4 أيام، كان النشاط الرياضي التنموي في مجمع الثمامة للاجئين الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم طبيا من غزة إلى قطر، والذي أقيم في اليوم الرياضي الوطني. وقد أظهر هذا النشاط كيف يمكن للرياضة أن توفر إحساسا بالحياة الطبيعية، وتعزز الصحة البدنية والعقلية، وتعيد بناء الثقة في المجتمعات المتأثرة بالنزاعات والنزوح.