أقام كل من الملتقى الإعلامي العربي، ونادي رقي وأكاديمية الإعلام المتكامل والجمعية الكويتية للإعلام والاتصال جلسة إعلامية بعنوان ««الصحافة الكويتية من النشأة إلى الغزو»، وذلك مساء أمس الأول في مقر الملتقى الإعلامي العربي.
وشارك فيها كل من رئيس الجمعية الكويتية للتراث فهد العبدالجليل وأمين عام رابطة الأدباء الكويتيين الأسبق صالح المسباح.
وتناول المتحدثون تاريخ نشأة الصحافة الكويتية منذ بدايتها في عام 1928 إلى عام 1990 والمقومات التي ساعدت على ازدهارها وانتشارها في الوطن العربي في القرن الماضي والشخصيات التي أسست الصحافة الكويتية.
ففي البداية، قال رئيس الجمعية الكويتية للتراث فهد العبدالجليل «قمنا بإعداد كتاب موسوعة الصحافة الكويتية الذي صدر في عام 2021 حيث قمت وأمين عام رابطة الأدباء الكويتيين الأسبق صالح المسباح والأخت ندى الرفاعي بتجميع مادة أرشيفية عن الطبعات الأولى للصحف والمجلات الكويتية القديمة، ومنها ما توقفت عن الإصدار مثل جريدة الجماهير التي أسسها سامي المنيس عام 1961 والتي صدر منها 3 أعداد فقط، وتم إيقافها لمخالفتها اللوائح والأنظمة في تلك الفترة وكذلك مجلة صدى الإيمان التي أنشأها نادي ثقافي قومي، وهو أحد الأندية التي تأسست في خمسينيات القرن الماضي تحديدا في عام 1952».
وأضاف «كان يضم النادي نخبة من الأدباء والشعراء في ذلك الوقت والذي كان في مقدمتهم مسؤول هذا النادي د. أحمد الخطيب، حيث بدأنا العمل على هذه الموسوعة قبل جائحة «كورونا» واستغرقت منا سنوات عديدة لتجميع هذه المواد».
وبين أن الجمعية الكويتية للتراث هي إحدى جمعيات النفع العام وتأسست في عام 2017 وتهدف هذه الجمعية إلى رصد والحفاظ على كل ما ورثناه من الآباء والأجداد سواء كان هذا التراث ماديا أو غير مادي، مثل الاهتمام بالحرف القديمة والمتاحف، حيث تضم الجمعية نخبة من الباحثين والمؤرخين والمعماريين ومنهم الأمين العام للمجلس الوطني د.محمد الجسار بالإضافة إلى د.سلطان الدويش.
وذكر العبدالجليل «أسسنا العديد من أهدافنا منها اللجنة الوطنية للمتاحف التي تتبع المجلس العالمي للمتاحف وأسسنا مجلة تعنى بالتراث».
وأضاف «ما دفعنا لعمل هذه الموسوعة التاريخية للصحافة لم يكن فقط بسبب تجميع المواد الصحافية القديمة، بل لأن دولة الكويت رائدة في المجال الصحافي وتمتلك صحافة عريقة».
وأكد أن علاقة الكويتيين بالصحافة كانت علاقة وطيدة منذ نشأة الكويت، مشيرا إلى أنه كانت هناك ثلاثة مصادر للحصول على الصحف في بدايات القرن الماضي أولها عبر السفن البحرية التي كان يسافر بها الأجداد حيث كانوا يتلقونها عبر السفر في الموانئ العديدة، سواء كانت خليجية أو في شرق أفريقيا، فقد كانوا يأتون بالصحف والمجلات إلى الكويت عند عودتهم، وكان هناك تفاعل من المواطنين لهذه الصحف رغم تفشي الجهل في ذلك الوقت، إلا أنه كان هناك شعراء وأدباء يهتمون بقراءتها.
وذكر أن المصدر الثاني كان عن طريق القوافل التجارية، حيث كانت الكويت بمنزلة محطة وقوف للقوافل التجارية في القرن الثامن عشر وكانت القوافل تخرج من نجد وتتوقف في الكويت، ومن ثم تذهب إلى الشام، ومن ثم إلى تركيا، مضيفا «أما المصدر الثالث فهو رحلات الحج».
وزاد «من خلال اطلاعنا على الوثائق الأهلية الخاصة للأسر الكويتية في القرن التاسع عشر وجدنا أن بعض الأسر الكويتية مشتركون في بعض الصحف العربية، وفي ذلك القرن كانت هذه الصحف تصل إلينا».
وتابع «بالحديث عن الصحف العربية كانت أول صحيفة عربية هي صحيفة الوقائع المصرية التي تأسست عام 1828 وما زالت تصدر إلى يومنا هذا، وكان المسؤول عنها الأديب المعروف رفاعة الطهطاوي، كذلك كانت الصحف العراقية والشامية، فقد كانت الصحف تصل إلى الكويت في القرن التاسع عشر وقد رصدنا إحدى الأسر وهي أسرة الخالد كان لديها اشتراك مع صحيفة المقطم المصرية في نهاية القرن التاسع عشر».
وذكر العبدالجليل «كان للمؤرخ والأديب عبدالعزيز الرشيد دور كبير في مجال الصحافة في مرحلة ما قبل الخمسينيات، حيث أصدر مجلة الكويت التي كانت تصدر خارج الكويت وله الكثير من المؤلفات، وأول مجلة صدرت في داخل الكويت هي مجلة كاظمة التي صدرت عام 1948 حيث كان صاحب الامتياز عبدالحميد الصانع ورئيس تحريرها أحمد السقاف، حيث دخلنا إلى مرحلة التخصص في عالم الصحافة والمرحلة التي سبقتها من فترة 1928 إلى 1958 هي أول مرحلة في تاريخ الصحافة الكويتية وهي مرحلة الريادة».
وأضــــاف «مـــــا بعد الخمسينيات هي مرحلة التخصص، حيث نضجت الصحافة الكويتية بسبب دخول التيارات السياسية في الكويت منها التيار العروبي القومي، حيث اخترق هذا التيار المجتمع الكويتي، وكان تأثيره واضحا على الشباب الكويتي آنذاك، حيث قام بإنشاء نواد أدبية ثقافية تحمل هذا التيار، حيث انعكس هذا التيار على الصحافة الكويتية مثل مجلة الإيمان، ومجلة صدى الإيمان ومجلة الرائد».
من جانبه، قال أمين عام رابطة الأدباء الكويتيين الأسبق صالح المسباح «سأتحدث عن فترة الخمسينيات في تاريخ الصحافة الكويتية، فبالنسبة لكتابنا موسوعة الصحافة الكويتية قدمه د.عادل العبدالمؤمن وهو غني عن التعريف، حيث قدم أكثر من 45 إصدارا ومنها إصدارات طلابية وكتب».
وأضاف المسباح «ان المضي قدما حول تتبع المجلات والصحف القديمة به مشقتان الأولى هي ندرة المجلات الكويتية والمشقة الأخرى هي سعرها الباهظ للأعداد الأولى التي تقدر بالمئات والآلاف لندرتها، حيث بدأت هذه الفكرة معي بجمع المجلات والصحف منذ عام 1984 وذهبت إلى مصر عام 1994 عندما كنت رئيسا لوفد إعلان الشهداء وذهبت إلى سوق الأزبكية، ووجدت خلال يومين خمسين مجلة عريقة تحمل العدد الأول في ذلك الوقت من ضمنها مجلة العربي، وقد تحقق الحلم بأن ننجز هذا الكتاب بعد 36 عاما».