جمعية الحماية من الحريق نظمت “مؤتمر السلامة والحماية المدنية الأول”

حذر المشاركون في مؤتمر السلامة والحماية المدنية الأول من تفاقم معدلات الحوادث والكوارث لا سيما الطبيعية منها في الآونة الأخيرة، مؤكدين ان عدم وجود جهاز لإدارة الكوارث والأزمات في الكويت يدق ناقوس الخطر ويستدعي وقفة جادة من قبل الجهات المعنية في الدولة والمختصين والمجتمع المدني.

وخلال افتتاح المؤتمر الذي نظمته الجمعية الكويتية للحماية من أخطار الحريق تحت شعار “السلامة.. قبل وأثناء وبعد الحوادث”، أكد المدير العام السابق لقوة الإطفاء العام رئيس المؤتمر الفريق متقاعد يوسف الانصاري أهمية ترسيخ مفهوم السلامة والحماية المدنية لدى الفرد مرورا بالأسرة والمجتمع وانتهاء عند الدول بهدف الوصول إلى استدامة التنمية.

وأوضح الأنصاري ان المؤتمر يلقي الضوء على قضية تحتل أهمية قصوى لدى جميع دول العالم ألا وهي إنشاء جهاز لإدارة الأزمات والكوارث، لاسيما في ظل تصاعد معدلات الأزمات والكوارث خصوصا الطبيعية منها، معتبرا جهاز إدارة الأزمات والكوارث بمثابة صمام أمان في الدولة ومن شأنه التخفيف من وطأة أي طارئ تتعرض له البلاد على مختلف المستويات، ومحذرا في الوقت نفسه من ان تزايد الكوارث المحيطة بالكويت والخليج يدق ناقوس الخطر.

وأشاد بمواقف مجلس التعاون الخليجي والكويت والقيادة السياسية ممثلة بحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظهم الله ورعاهم، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد النواف إثر الزلزال الأخير والذي راح ضحيته آلاف القتلى وخلف آلاف المصابين في تركيا وسوريا، مثمنا الجهود الإغاثية الكويتية والتي تمثلت في الجسر الجوي لنقل المساعدات المادية وارسال الفرق الكويتية المتخصصة في البحث والإنقاذ واعانة المتضررين.

وهنأ الأنصاري في ختام حديثه القيادة السياسية والحكومة الرشيدة والشعب الكويتي كافة بمناسبة احتفال البلاد بالعيد الوطني وعيد التحرير.

من جانبه تطرق نائب رئيس قوة الإطفاء العام لقطاع الوقاية اللواء خالد عبدالله فهد إلى الدور المحوري الذي تلعبه قوة الإطفاء العام في المكافحة والإنقاذ ومواجهة جميع الحوادث التي يتعرض لها الأفراد او المنشآت، مؤكدا ان المؤتمر ينطلق من ضرورة المساهمة في حماية الأمن المجتمعي والمحافظة على الأرواح والممتلكات خصوصا بعد تزايد الحوادث مؤخرا.

وحول الجهود المبذولة للحفاظ على سلامة على المنشآت، اعتبر عبدالله ان العمل الجماعي والتظافر بين جميع الجهات الحكومية والمجتمع بشكل عام هو الحل الأمثل لمواجهة الأزمات واحتوائها ومحاولة التعامل مع أكبر قدر ممكن من الحوادث، داعيا الجهات الحكومية والخاصة الى التعاون مع قوة الإطفاء من خلال الفحص الذاتي لمنشأتهم ومبانيهم وتطبيق معايير السلامة فيها، فضلا عن الدور المجتمعي للمواطنين والمقيمين في هذا الشأن.

وقال “ان المؤتمر جاء انطلاقا من أهمية نشر التوعية تعزيز الثقافة المجتمعية في كل ما يتعلق بالسلامة والحماية المدنية، مشددا على حرص قوة الإطفاء العام على المشاركة في المؤتمرات الهادفة عبر تقديم أوراق عمل من قبل المختصين في قوة الإطفاء.

بدوره قال نائب رئيس الجمعية الكويتية للحماية من أخطار الحريق المهندس حسام الكليب “ان الجمعية أخذت على عاتقها وعلى مدار 14 عام منذ إنشائها العمل على ديمومة استمرار الأمن والسلامة في الكويت عبر جمع كل الجهات الرسمية تحت مظلة واحدة تحمل اسم هيئة إدارة الكوارث والأزمات.

وجدد تأكيد الجمعية على ضرورة الالتقاء بالجهات الحكومية المعنية والخبراء في مجال المكافحة والإنقاذ والتعامل مع الأزمات عبر إقامة المؤتمرات العلمية القيمة، موضحا ان المؤتمر يركز على ثلاثة محاور رئيسية وهي “السلامة.. قبل وأثناء وبعد الحريق”.

وتضمن المؤتمر حلقة نقاشية شارك فيها مسؤولون من قوة الإطفاء العام ومختصون في مجال إدارة الأزمات والكوارث، واستعرض المشاركون في الجلسة السبل الكفيلة بتطوير العمل الوقائي في دولة الكويت، داعين إلى تنمية قدرات المتخصصين في السلامة لمواجهة المخاطر وإدارة الحوادث والكوارث في القطاعات المختلفة سواء الحكومية منها أو القطاع الصناعي والنفطي والقطاع الخاص.

فيما تخلل المؤتمر عدة محاضرات علمية حول الأمراض المهنية الخفية للعاملين في مجال الإطفاء والإنقاذ، وكيفية الاستثمار في النار، وتجربة جاهزية مكافحة الحريق، واستراتيجية تدريب الاطفاء لمجلس التعاون الخليجي، والثقافة التأمينية، وأهمية تأمين المنازل.

ويقام المؤتمر على مدار يومين بحضور مسؤولين من مختلف قطاعات الدولة المعنية في السلامة والحماية المدنية، ونخبة من الخبراء والمختصين في مجال إدارة الأزمات والكوارث والمكافحة والإنقاذ من داخل وخارج الكويت.

وعلى هامش المؤتمر أقيم معرضا توعويا شاركت فيه جهات حكومية وخاصة وأهلية بهدف توعية الحاضرين بأهمية السلامة والحماية المدنية، وتم تكريم الجهات المشاركة والرعاة وتقديم الدروع التذكارية.

Exit mobile version