بدعوة من معهد الشارقة للتراث، شاركت جمعية السدو الحرفية التعاونية الكويتية في فعاليات «أيام الشارقة التراثية» في دورتها التاسعة عشرة تحت شعار «التراث والمستقبل» خلال الفترة 10 – 28 الجاري برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
من جانبه، قدم مستشار الجمعية وخبير اليونسكو د ..وليد حمد السيف محاضرة بعنوان «جمعية السدو الحرفية التعاونية واليونيسكو: ملف السدو المشترك بين الكويت والسعودية والمدرج على قائمة اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي.» ركز فيها على التعريف بجمعية السدو وبأهدافها ورسالتها وبرامجها الحرفية التعليمية المتنوعة بالإضافة إلى إنجازاتها وعلاقتها بمنظمة اليونيسكو. وأوضح السيف في تصريح لـ«كونا»:«في عام 1979، أنه بدأ مشروع الحفاظ على حرفة حياكة السدو بجهود مجموعة من الكويتيين المهتمين في صون التراث الثقافي التقليدي الكويتي. وفي عام 1991، تحول هذا المشروع إلى جمعية السدو الحرفية التعاونية بقرار إشهار من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لتكون أول تنظيم حرفي تعاوني في الكويت».
وأضاف السيف أن من أهم انجازات جمعية السدو هو نجاحها في إدخال فن النسيج في مناهج التربية الفنية بمدارس وزارة التربية بنين وبنات. وقد بلغ عدد تلاميذ الصف الثامن الذين تعلموا فن النسيج في المناطق التعليمية للعام الدراسي 2018/2019 نحو 30949 طالبا وطالبة. وهذا مؤشر يبشر باستدامة هذا التراث الكويتي الأصيل. وقد قامت الجمعية بترشيح مبادرة السدو التعليمية لإدراجها على قائمة أفضل ممارسات الصون لدى منظمة اليونسكو. وسيتم اتخاذ القرار بشأنها من قبل اللجنة الحكومية لاتفاقية اليونيسكو لصون التراث الثقافي غير المادي في ديسمبر من العام الحالي.
وأردف أنه في ديسمبر عام 2020 حققت جمعية السدو إنجازا أمميا وإسلاميا بالمشاركة مع المملكة العربية السعودية الشقيقة باعتماد وإدراج ملف «حياكة السدو التقليدي» على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي الإنساني لدى منظمة اليونسكو، كما تم إدارج ذات الملف في نفس الشهر على قائمة التراث في العالم الإسلامي لدى منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو).
وكشف السيف إنه خلال الجمعية العامة للدول الأطراف للاتفاقية اليونسكو بشأن صون التراث الثقافي غير المادي المزمع عقدها في شهر يونيو القادم، سيتم اعتماد جمعية السدو الحرفية التعاونية كمنظمة غير حكومية لتقديم استشارات في مجال صون التراث الثقافي غير المادي. وبذلك تكون جمعية السدو الحرفية التعاونية أول جمعية كويتية ذات اعتراف أممي واعتماد دولي بهويتها وأساليب محافظتها على تراث حياكة النسيج. وستكون بذلك مؤهلة لتصدير خبرتها لدول العالم.
وبين السيف للحضور أن قصة نجاح الجمعية جاءت بعد عمل طويل وشاق دام أربعة عقود ونيف وكان للشيخة ألطاف سالم العلي الراعية والرئيسة الفخرية للجمعية دور قيادي وحيوي في النهوض بهذه الحرفة وصونها وتطويرها ونشرها ونقلها للجيل الحالي.