ابتكرت مجموعة بحثية من أطباء الأطفال وأخصائيي الصيدلة في جامعة ”ساوث كارولينا“ الأمريكية جهازا طبيا يمكنه تطهير الدورة الدموية وإزالة 30% من بقايا أدوية العلاج الكيميائي، بعد ساعة من أخذ الجرعة.
وذكر الموقع الإلكتروني للجامعة أن الجهاز المطور يستهدف بشكل خاص دواء دوكسوروبيسين DOX، وهو أحد أكثر عقاقير العلاج الكيميائي استخدامًا عند مرضى الأورام من البالغين والأطفال“.
كما يعتبر الجهاز فعالًا في منع الخلايا السرطانية من الانقسام، ولكنه يسبب آثارًا جانبية محتملة، من أخطرها حدوث قصور في أداء وظائف القلب وخاصة عند الاطفال، بالإضافة إلى فقدان نخاع العظام، وتساقط الشعر.
ومن ناحيته، قال المؤلف الرئيس في الدراسة، الدكتور ديتر هيميريش، إن الجهاز الجديد يعمل من خلال تطوير أسلوب جراحي جديد لزرع القسطرة في الأوعية الدموية ليسمح بمرور الدم عبر جهاز الفلتر.
ويتصل جهاز ”الفلتر“ مع جهاز حاسوبي، إذ يمكنه مراقبة عملية إطلاق الدواء في أثناء تلقي الجرعة وخلال ”الفلترة“، كما يكشف عن مستويات الدواء في الدم بالوقت الحقيقي، لضمان إزالته الدواءَ بشكل فعال، كما ينظف الدم من بقايا ”دوكسوروبيسين“ باستخدام ”فلتر“ الكربون المنشط.
وأوضح الدكتور المشارك في الدراسة، يوري بيترسون، أن ”تصوير الدم قبل وبعد الفلترة يتيح التنبؤ بكمية الدواء التي تتم إزالتها في الوقت الحقيقي، وستكون هذه معلومات مفيدة للطبيب للتحكم في عملية الفلترة عند تطبيقها على المرضى“.
واختبر الباحثون الجهاز على نموذج قوارض مصابة بأورام، إذ أدت عملية ”فلترة الدم“ إلى تقليل مادة ”دوكسوروبيسين“ في القلب بمقدار أكثر ثلاث مرات تقريبًا، مقارنة مع تلقي الجرعة دون عملية فلترة.
وبين الدكتور يوري بيترسون، أن نتائج الاختبارات تشير إلى أن الجهاز الجديد يمكن أن يقلل من الآثار الجانبية في القلب والتي قد يسببها العلاج الكيميائي.
ولفت بيترسون أن تقليل تعرض مرضى الأورام لبقايا أدوية العلاج الكيميائي يمكن أن يسمح لهم بالتعافي بشكل أسرع، مع آثار جانبية أقل، كما يتيح لهم تلقي المزيد من دورات العلاج الكيميائي في المستقبل في فترة زمنية قصيرة، وذلك إذا احتاجوا إلى علاج إضافي لقتل الخلايا السرطانية.
يذكر أن طرق العلاج الحالية باستخدام دواء ”دوكسوروبيسين“، تعتمد على تغليفه في جسيمات نانوية حساسة للحرارة، والتي تظل سليمة في درجة حرارة الجسم الطبيعية لحمل الدواء عبر مجرى الدم، إذ عند وصولها إلى موقع الورم، يمكن تسخينها بأداة مسبار طبية إلى نحو 105 درجات/ فهرنهايت، وذلك لإطلاق حمولتها من الدواء.
وبمجرد أن تتحلل هذه الجسيمات النانوية في الجسم في أقل من ساعة، يدخل ”دوكسوروبيسين“ الزائد إلى مجرى الدم ويمكن أن يتسبب بعد ذلك في حدوث آثار جانبية.