جوائز الأوسكار تستجيب لـ«المظاهرات الأمريكية»

ألقت الأحداث الجارية في الشارع والمظاهرات ضد العنصرية والظلم بظلالها على جوائز الأوسكار بعد أن اشتمل مجلس حكامها على عدد قياسي من الملونين والنساء، كما تم توسيع دائرة القائمة النهائية للتنافس على جائزة أفضل فيلم إلى 10 أفلام مع عقد دورات وجلسات لتوعية أعضاء مجلس الحكام وموظفي الأكاديمية بأهمية التنوع الثقافي ونبذ العنصرية والصور النمطية.

وفي الواقع فإن جوائز الأوسكار تشهد تطوراً جذرياً في أعقاب الانتخاب التاريخي لمجلس حكام الأكاديمية الأمريكية لفنون السينما وعلومها الذي ضم عدداً قياسياً من النساء والملونين، بما فيهم الفائزة بالأوسكار ووبي غولدبرغ، والمخرجة إيفا دوفيرناي.

وتشمل التطورات الجديدة دعوة المنظمة المرشحين للأوسكار لكي يكونوا مبدعين أكثر شمولاً في مجالهم.

في سياق متصل، سيتم تدريب حكام الأكاديمية إجبارياً على نبذ التحيز بواسطة سلسلة من اللجان العامة التي يديرها قادة الصناعة مثل ووبي غولدبرغ وتتميز بمحادثات حول التنوع والاندماج وتاريخ هوليوود العنصري ونبذ الصور النمطية.

وقالت الرئيسة التنفيذية للأكاديمية دون هدسون في بيان لها «في الوقت الذي خطونا فيه خطوات كبيرة، نعرف أن ما زال أمامنا المزيد من العمل لكي نضمن توفير فرص عادلة متساوية لكل المرشحين لجوائز الأوسكار. نحتاج لتناول تلك المسائل بصورة عاجلة، ولذلك سنستمر في تعديل وتنقيح قواعدنا وإجراءاتنا لضمان سماع كل الأصوات والآراء والاهتمام بها».

وأعلنت مبادرات جديدة في الوقت الذي كانت فيه وسائل الإعلام تواصل مواجهة نقص التنوع في هوليوود والأكاديمية، وهي المشكلة المزمنة التي انفجرت في السنوات الخمس الأخيرة، وتمثلت في الشكوى من هيمنة العنصر الأبيض على جوائز الأوسكار، وتزايدت الأصوات المنادية بالإصلاح مع حركة الاحتجاجات التي تشهدها أمريكا ودول أخرى من أجل المساواة ونبذ العنصرية وفي المقدمة منها حركة «حياة السود مهمة».

هؤلاء المحتجون في الشوارع هم الذين قادوا موجة التغيير داخل مؤسسة الأوسكار العريقة، والجوائز المماثلة.

وعلى سبيل المثال، غيرت جوائز غرامي الموسيقية اسم «أفضل ألبوم حضري معاصر» المثير للجدل إلى “أفضل ألبوم R & B تقدمي”.

وبالنسبة للأوسكار، ستقوم الأكاديمية بتأسيس قوة عمل جديدة تضم من بين أعضائها ديفون فرانكلين، ستقوم بتطبيق قوعد جديدة ومعايير شاملة يلتزم بها كل المرشحين لجوائز الأوسكار في فئاتها المختلفة، وستلتزم بتلك المعايير الأفلام المعروضة في 2021.

وتشمل تلك الإجراءات زيادة عدد الأفلام المرشحة لجائزة أفضل أعمال إلى 10 أفلام للسماح لأكبر عدد من الأفلام للتباري للفوز بالجائزة الكبرى.

وكانت الأكاديمية قد اتخذت تلك الخطوة في عام 2009، ولكنها لم تلتزم بها في السنوات الأخيرة.

ويدعم تلك الخطوة فوز أفلام مثل Moonlight وParasite بجائزة أفضل فيلم في السنوات الأخيرة، ما يدل على أن توسيع دائرة التنافس يصب لصالح أفلام جديدة لم تكن تتاح لها الفرصة للتنافس أو الفوز في ظل تقليل العدد في العقود الأخيرة.

ولتوسيع دائرة الترشيح وتيسيرها، ستقوم الأكاديمية بتطبيق عملية مشاهدة ربع سنوية للأفلام المعروضة، وسيتم تطبيق قاعدة تنافس 10 أفلام بدءاً من الدورة الـ94 للأوسكار، المقرر عقدها في 2022.

وبموجب القرارات الجديدة سيتم تعديل اختيار مجلس الحكام، بحيث لا يخدم العضو أكثر من 12 عاماً غير متصلين، بحيث يمكنه أن يخدم دورتين مدة كل منهما 3 سنوات، يعقبه توقف أو تعليق لمدة عامين، ثم يمكنه الترشح بعدها لدورتين أخريين مدة كل منهما 3 سنوات.

Exit mobile version