حذر إقليمي ودولي لتداعيات انفجار الأوضاع في سوريا.. ودعوات لحوار سياسي

خيمت حالة من الترقب والحذر على ردود الفعل الدولية والإقليمية تجاه عودة الغليان للصراع السوري الداخلي المتواصل منذ نحو 14 عاماً بعد التقارير المتوالية عن تحقيق المعارضة المسلحة، التي تضم فصائل مدعومة من تركيا والولايات المتحدة إضافة إلى جماعات متشددة في مقدمتها «هيئة تحرير الشام» لمكاسب ميدانية كبيرة على حساب قوات الرئيس بشار الأسد، وسط انشغال حلفائه الإقليميين والدوليين بصراعات أخرى وفي مقدمتهم إيران وروسيا و»حزب الله» اللبناني.

وقال وزراء خارجية سورية والعراق وإيران في بيان مشترك، أمس، إن «تهديد أمن سورية يشكل خطراً عاماً على استقرار المنطقة برمتها ولا خيار سوى التنسيق والتعاون المستمر».

وصرح وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في مؤتمر مشترك لوزراء خارجية الدول الثلاث حول التطورات بأنه «سيتم حماية أراضي العراق وحدوده وإبعاده عن أي هجمات مسلحة، من خلال القوات المسلحة العراقية بجميع أصنافها».

وتحدث عن أن «بغداد ستبادر بعقد اجتماع لعدد من الدول في بغداد لمناقشة الأوضاع الخطرة في سورية»، مشيراً إلى أن «العراق سيدعو إلى اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية على مستوى الوزراء».

وقبل أن يشارك في اجتماع مسار أستانا بشأن سورية إلى جانب روسيا وتركيا في الدوحة، أكد وزير خارجية إيران عباس عراقجي أن بلده ستواصل دعمها للشعب السوري والحكومة السورية، مشيراً إلى أن دول المنطقة لديها قلق ومصالح مشتركة بشأن دمشق.

ورأى الوزير الإيراني أنه يجب أن تبدأ المحادثات السياسية بين الحكومة السورية والمعارضة الشرعية، فيما نفت طهران إغلاق سفارتها في دمشق.

من جهته، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من الدوحة، عن رفض بلده لإمكانية أن تسيطر جماعات إرهابية على سورية، وقال إن روسيا تساعد سورية عسكرياً وستواصل القضاء على الإرهابيين «حتى لو قالوا إنهم لم يعودوا إرهابيين» في إشارة على ما يبدو إلى زعيم «تحرير الشام» أبومحمد الجولاني الذي ظهر بمظهر أقل تشدداً عبر سلسلة من مقاطع الفيديو التي يبثها منذ تقدم تحالف المعارضة الذي يقوده من الشمال باتجاه حلب ثم حماة وأطل أمس من خلال حديث متلفز مع شبكة «سي إن إن» الأميركية.

وأشار إلى أن عمله «ليس التنبؤ بما سيحدث ولكن عدم السماح للإرهابيين بالسيطرة والانتصار».

من جهته، أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، لنظرائه في الأردن وإيران وتركيا، أن بلاده تتابع الأوضاع في سورية بقلق بالغ.

وفي تصريحات منفصلة، أكد آل ثاني أن الوضع في سورية يتطور وقد يشتد خطورة.

وقال رئيس الوزراء القطري، خلال افتتاح النسخة 22 من منتدى الدوحة اليوم: «لم يتم انتهاز فرصة الهدوء لكي يبدأ الرئيس السوري بشار الأسد تصحيح علاقته بشعبه»، محذراً من حرب أهلية تهدد وحدة سورية إذا لم يتم التوصل لحل سياسي.

وأضاف: «ينبغي إرساء الإطار المطلوب كي نتوصل إلى حل مستدام في سورية»، لافتاً إلى أن الوضع في سورية كان متوقعاً بسبب الصراع في غزة.

وأمس، قال وزير خارجية البحرين عبداللطيف الزياني خلال كلمته الافتتاحية في منتدى حوار المنامة 2024، أمس، إن البحرين باعتبارها رئيسة الدورة الحالية لجامعة الدول العربية، تدعو إلى دعم جميع المبادرات فيما يخص دمشق في إطار الجامعة، والتي تهدف إلى التوصل إلى حل سياسي يحفظ سيادة البلاد ووحدة أراضيها ويصون حقوق ومصالح شعبها ويسهل على سورية أن تلعب دوراً كاملاً وبناء في المنطقة.

وعقد وزراء خارجية عرب اجتماعاً لمناقشة التطورات المتسارعة في سورية على هامش مشاركتهم في منتدى المنامة بالبحرين اليوم.

وفي عمان، نفت وزارة الخارجية الأردنية صحة تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال تضمّن معلومات عن مطالبة المملكة الهاشمية ومصر للرئيس السوري بمغادرة البلاد وتشكيل حكومة في المنفى، ولاحقا نفت القاهرة أيضا صحة التقرير.

وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب التطورات في سورية، مضيفة أن الولايات المتحدة تحث حلفاءها وشركاءها على خفض التصعيد وحماية المدنيين والأقليات.

وذكرت، خلال مؤتمر أن بقاء القوات الأميركية في سورية ضروري لضمان عدم قدرة «داعش» على العودة مرة أخرى، فيما اعتبر الخارجية النرويجية أن التوتر المتصاعد في دمشق ليس مفاجئاً ولكنه مرتبط بصراع إقليمي أوسع في الشرق الأوسط، وأنه لا يزال هناك وقت للحوار والتسوية السياسية في البلاد.

Exit mobile version