كتبت : دانة محمود النوري
يتمتع الكثيرين بقدرات مكنونة بانتظار من يكتشفها، وآخرين تسكنهم هواجس تكبل أيديهم أومخاوف تقطع عليهم طريق الرجاء أوقد تراودهم أحلام تتحول لأوهام بسبب قلة إيمانهم بأنفسهم.
ماذا يحدث إذا ما واجه الفرد نفسه؟ كم مرة تعثر أحدهم ولم يستطع أن يكمل طريقه؟ كم مرة غالب أحدهم نفسه؟ وعلى الأرجح لمن كانت الغلبة؟ كم مرة توقف أحدهم في واحدة من محطات الحياة متردداً مهزوزاً، لا يعرف كيف يستأنف الطريق؟
في كتاب “ستشرق ولو بعد حين” يجد القارئ إجابات شافية للتساؤلات سالفة الذكر.
تأخذ الكاتبة، دلال القلاف، بيد القارئ في رحلة عبر عدة محطات من محطات الحياة، موضحة ما يجدر به فعله في كل محطة بأسلوب يمزج بين العفوية والبلاغة اللغوية.
في المحطة الأولى، بعنوان (اكتشف) تحفز الكاتبة القارئ على استكشاف ذاته مبينة كيفية استكتشاف الذات وطرقها. ثم تعرج على التغيير وأنواعه، وكيف يمكن للفرد أن يتغير للأفضل وما الأدوات التي تعينه على ذلك.
في المحطة التالية بعنوان (محطات العبور) يتوقف القارئ عند السعادة، كيف السبيل إليها؟ وما العمل إذا ما اصطدم القارئ بأحد عثرات الحياة ومطباتها، على سبيل المثال، مواجهة الخوف. في المحطة الثالثة بعنوان (وميض) تتحدث الكاتبة عن النمذجة، ومن يستحق أن يكون النموذج أو القدوة التي يحتذى بها. في محطة (انطلق)، تتحدث عما يتوجب فعله من أجل “الانطلاق”، إذ تهيأ الأرضية اللازمة للقارئ ليمضي قدما في العمل الذي شغف به.
في محطة بعنوان (موسيقى روحية) تعزف الكاتبة لحنا موسيقيا على أوتار المشاعر والانفعالات مستعرضة كيفية تغذيتها وبرمجتها. أما في المحطة الأخيرة بعنوان (الحياة لمن يحيا) تفصل الكاتبة كيفية التعايش مع النفس ومع المحيط، إذ تضع خارطة طريق يحظى من يتبعها بلقب شخصية (كامل الدسم)، إذ تذكر الكاتبة “تتمتع شخصية كامل الدسم بطعم شوكولاه فاخرة فريدة من نوعها، لكن كيف عليّ أن أجسد هذه الشخصية؟”.
في أقل من 50 صفحة يقدم كتاب (ستشرق ولوبعد حين) أساليب وخطط ذهبية من فنون التنمية الذاتية، فهو يصنف من الكتب “خفيفة الظل، ثقيلة القيمة”.
الكتاب أحد أحدث إصدارات دار قرطاس للنشر والتوزيع، وقد صمم غلافه بما يتناسب وطرح الكتاب فهناك الشمس المشرقة وأسفلها قطار ماضٍ في رحلته.