الكويت – هاشتاقات الكويت:
* د. بلقيس دنيازاد عياشي – دكتوراه في الاقتصاد والتأمينات والبنوك
التنمية المستدامة.. كثيراً نسمع هذا المصطلح يتردد على الساحة المحلية والدولية، لكن العديد منا قد لا يدركون المعنى الحقيقي لهذه الكلمة، وهي تعني تطوير وسائل الإنتاج بطرق لا تؤدي إلى استنزاف الموارد الطبيعية لضمان استمرار الإنتاج للأجيال القادمة، او بعبارة أخرى تلبية احتياجات الجيل الحالي دون إهدار حقوق الأجيال القادمة.
ومن أهداف هذه التنمية هي دعوة جميع البلدان الفقيرة والغنية والمتوسطة الدخل للعمل لتعزيز الازدهار مع الأخذ بالاعتبار حماية كوكب الأرض.
وتدرك هذه الاهداف بأن القضاء على الفقر يجب أن يسير جنباً إلى جنب مع الاستراتيجيات التي تبني النمو الاقتصادي، كما وتتناول مجموعة من الاحتياجات الاجتماعية بما في ذلك التعليم والصحة والحماية الاجتماعية وفرص العمل مع معالجة تغير المناخ وحماية البيئة.
كيف أساعد بلدي؟
بشكل عام يرغب الكثير من المواطنين في كل بلد مساعدة وطنهم، من خلال القيام بما يلزم من أجل الحفاظ عليه، خاصة البلدان النفطية التي يعلم الجميع أن مخزون البترول فيها قد ينضب يوماً ما، ومع اعتماد تلك البلدان في مواردها على النفط بنسبة كبيرة فإن ذلك يشكل تحدياً كبيراً يمكن للتنمية المستدامة أن تكون أحد الحلول المسعدة على إيجاد موارد بديلة غير النفط.
وقد يتساءل أي شخص عن ما يمكن أن يقوم به، كشخص عادي من أجل مساعدة بلده.. وهنا نقدم لكم إجابات وشروحات.
إن تزايد معدلات استهلاك الكهرباء خاصة في فصل الصيف بالكويت يفرض على الجميع وضع حلول عملية للتقليل من الاعتماد على النفط كمصدر لتوليد الطاقة، وأهم هذه الحلول والبدائل هو الاعتماد على أنواع الطاقات المتجددة.
فكرة ناجحة
ومن أكثر ما تتميز به الكويت أشعة الشمس القوية التي تمكنها من استخدام الطاقة الشمسية كطاقة متجددة، وتغنيها عن توليد الكهرباء باستخدام النفط أو البترول، كما يستطيع المواطنون في الكويت بيع الكهرباء لحكومة بلادهم والاستفادة مادياً، بل وتخفيف العبء عن حكومة بلادهم من خلال توفير ما يحتاجونه من طاقة كهربائية دون الحاجة إلى استخدام مواردهم النفطية.
هذه التجربة نجحت في العديد من الدول وأبرز تلك الدول التي حقق فيها مشروع الطاقة الشمسية نجاحاً باهراً هي تركيا، التي أصدرت مؤخراً قرار بإعفاء المواطنين العاملين في توليد الطاقة الشمسية من الضرائب، عند بيعهم ما يزيد عن حاجتهم منها.
وجاء في القرار التركي الصادر من وزارة المالية التركية أن «كل مواطن يمتلك وحدة طاقة شمسية فوق مسكنه، ويرغب في بيع الطاقة الزائدة عن حاجته، سيُعتبر من «صغار الكسبة» وسيُعفى من شتى أنواع الضرائب».
هذه السياسة التي اتبعتها تركيا وخصت بها صغار المستثمرين دون الشركات الكبيرة، تهدف لتشجيع استخدام أسطح وواجهات المباني السكنية لإنتاج الكهرباء على أساس مصادر الطاقة المتجددة، بحيث تضمن للمواطن التركي أولاً إنتاج الكهرباء التي سيتخدمونها، ليس هذا فحسب، بل بإمكان المواطن أن يبيع الفائض من الكهرباء المولدة بهذه الطريقة إلى شركات توزيع الكهرباء.
وقد نجحت الفكرة بالفعل وعمل الكثير من المواطنين على توليد الطاقة الكهربائية وتخزينها في مولدات ثم بيعها لمؤسسات حكومية وأدرت عليهم أرباحاً طائلة، إذا قام المواطنون باستغلال الأراضي الفضاء والخالية ونصبوا فيها ألواح شمسية تربط بمولدات كهربائية، وتشحن تلك المولدات من الطاقة الشمسية ثم يقوم المواطنون ببيع هذه الطاقة الكهربائية للمؤسسات الحكومية.
تطبيق التجربة
هذه التجربة يمكن تطبيقها في الكويت، ومن المؤكد أنها ستحقق نجاحاً باهراً، فيمكن لأي مواطن استخدام الألواح الشمسية فوق منزله من أجل توليد الطاقة الكهربائية التي تكفي حاجته، فيكون بذلك قد وفر على الدولة مصاريف كبيرة، كما يمكنه الاستفادة إن أنتجت الألواح الشمسية طاقة كهربائية أكبر، فيستطيع بيعها لحكومة بلاده.
كما يستطيع المواطن استغلال أراض البر في الكويت من أجل نصب ألواح شمسية فيها وتوليد كهرباء، يمكنه بيعها للمؤسسات الحكومية فيما بعد.
فكرة ناجحة ستوفر الكثير على حكومة الكويت وستمكنها من خلق طاقة متجددة وتوفير أموال طائلة تصرف في توليد الطاقة الكهربائية بطرق تقليدية.