واصل الجيش الإسرائيلي قصفه المركز وعملياته البرية في غزة، لاسيما في شمال القطاع وجنوبه ووسطه، حاصدا مزيدا من القتلى والجرحى.
وذكرت مصادر أمنية فلسطينية لوكالة أنباء (شينخوا) الصينية ان القصف الإسرائيلي العنيف استمر من الجو والبر والبحر في معظم أنحاء قطاع غزة امس، وخاصة في مخيمات اللاجئين.
وشنت طائرات إسرائيلية غارات عنيفة على وسط وشرق مدينة خان يونس، بينما قصفت المدفعية الأحياء الشمالية من المدينة الواقعة جنوب القطاع، وفق المصادر ذاتها.
وقد شددت إسرائيل من نبرة خطابها السياسي والعسكري الخاص بالحرب التي تشنها منذ 88 يوما على غزة، واعتبرت أنها «معركة وجودية» لها، ملمحة إلى احتمال بقاء قواتها في القطاع لـ «فترة من الزمن إذا اقتضت الحاجة» لم تحدد مدتها، بينما رفضت عشائر فلسطينية خطة طرحتها تل أبيب لتأسيس دور لها في إدارة غزة بعد انتهاء الحرب.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، امس، ان «الحرب الحالية ستنتهي عندما لا تصبح حركة حماس هي الحاكم في غزة»، مشددا على أنه «إذا لم نحقق انتصارا في حرب غزة فلن نتمكن من العيش في الشرق الأوسط»، مشيرا إلى ان «الاعتقاد بأن إسرائيل في طريقها لوقف القتال غير صحيح».
وفي المقابل، ردت الهيئة العليا للعشائر الفلسطينية في قطاع غزة، على ما ورد في تقارير إسرائيلية بشأن إمكانية تعزيز دور العشائر للسيطرة على القطاع.
وقال المفوض العام للهيئة العليا للعشائر الفلسطينية في غزة عاكف المصري إن «مثل هذه التصريحات المرفوضة والمشبوهة التي تسعى من خلالها دولة الاحتلال للتغطية على فشلها في غزة، إلى خلق البلبلة والفتنة في المجتمع الفلسطيني».
ونقلت وكالة «معا» الفلسطينية عن المفوض العام للعشائر الفلسطينية، تأكيده أن العشائر والعائلات الفلسطينية تمثل الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية التي «مرغت أنف الاحتلال في رمال غزة».
وطالب المصري «بقرار وطني يرتقي إلى مستوى التضحيات والإسراع في إنهاء الانقسام وتشكيل قيادة وطنية موحدة وحكومة موحدة لتفويت الفرص على كل مخططات الاحتلال».
ودعا المسؤول العشائري كل الأطراف الفلسطينية والعربية والدولية إلى التحرك العاجل لوقف حرب الإبادة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والإغاثية، وضمان إيواء المواطنين لحين إعادة الإعمار وإجراء انتخابات عامة تعيد بناء المؤسسات الفلسطينية، وتضمن استمرار النضال الوطني الفلسطيني لحين تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وفي وقت سابق، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش أعد خطة لتوزيع المعونات الإنسانية على سكان قطاع غزة تتولى بموجبها عائلات كبيرة تعرف محليا باسم «الحمائل» إدارة وتوزيع هذه المساعدات الإنسانية في القطاع. ووفقا للهيئة، فإنها ستعرض الخطة على مجلس الوزراء الأمني اليوم للمصادقة عليها.
ووصفت الهيئة تلك الحمائل بأنها «معروفة لدى جهاز الأمن العام (الشاباك) ولدى الأهالي في القطاع». وذكرت أن القطاع سيقسم إلى محافظات ومحافظات فرعية تسيطر كل عشيرة أو عائلة كبيرة على إحداها.
وعلى صعيد التطورات الميدانية، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لـ «حماس» أنها أجهزت على قوة إسرائيلية راجلة شرق مخيم البريج وسط غزة، فيما واصل الجيش الإسرائيلي قصفه وعملياته البرية في شمال القطاع وجنوبه ووسطه، حاصدا مزيدا من القتلى والجرحى.
وأعلن الجيش أن 173 من جنوده قتلوا في المعارك داخل غزة منذ بدء العمليات البرية ضد حركة «حماس» أواخر أكتوبر الماضي.
في غضون ذلك، تجاوزت الحصيلة الإجمالية للقتلى الفلسطينيين 22 ألف شخص، وما لا يقل عن 57 ألف مصاب.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة امس مقتل 207 فلسطينيين في هجمات شنتها إسرائيل خلال 24 ساعة على القطاع ما يرفع حصيلة القتلى إلى 22185 منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت الوزارة في بيان صحافي إن الجيش الإسرائيلي: «ارتكب 15 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 207 شهداء و338 إصابة خلالـ 24 ساعة».
وارتفعت بذلك حصيلة الحرب التي تشنها إسرائيل ضد (حماس) إلى 22185 فيما وصل عدد الجرحى إلى 57035. وتوازيا، سجل العنف مزيدا من التصعيد في الضفة الغربية المحتلة، بمقتل 4 فلسطينيين قرب مدينة قلقيلية واشتباكات عنيفة بعد اقتحام آليات إسرائيلية لمدينة جنين.
جهود الوساطة تتواصل
وعلى الرغم من تواصل القتال، تستمر المساعي من أجل التوصل لهدنة ثانية تتيح الإفراج عن رهائن إسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وغداة زيارة وفد من حركة حماس الى مصر لعرض موقفه من مقترح للهدنة، أفاد موقع «أكسيوس» الأميركي نقلا عن مصادر إسرائيلية لم يسمها، بأن الحركة طرحت على إسرائيل صفقة جديدة للتبادل عبر الوسطاء القطريين والمصريين.
وأفاد مسؤول بأن الاقتراح يتضمن 3 مراحل ترتبط كل منها بهدنة لأكثر من شهر، لقاء الإفراج عن عدد من الرهائن.
ويتضمن المقترح انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، على أن تكون خاتمته وضع حد كامل للحرب في غزة.
وفي حين أفاد المسؤول بأن مجلس الحرب الإسرائيلي رفض المقترح، أشار إلى أنه يمكن تحقيق تقدم تجاه اقتراح معدل.
إلى ذلك، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية انه لن يتم إطلاق سراح الرهائن الذين أخذوا من إسرائيل خلال هجوم 7 أكتوبر الماضي، إلا «بالشروط» التي تحددها الحركة.
وقال هنية، في خطاب متلفز امس، «لن يتم إطلاق أسرى العدو إلا بشروط المقاومة». وشدد على ان «حماس منفتحة على حكومة وطنية في الضفة الغربية وقطاع غزة».