أشارت دراسة أمريكية حديثة إلى أن تناول الأطعمة الطبيعية الملونة في نظامنا الغذائي يمكن أن يحمي من مرض الزهايمر، ذلك أن الأشخاص الذين تناولوا كمية أكبر من الأطعمة، مثل الفراولة والبرتقال والجريب فروت والكرفس والموز، كان خطر التدهور المعرفي لديهم أقل بنسبة الثلث.
وجاءت تلك النتائج بعد 20 عاماً من متابعة أوضاع 77 ألف شخص في منتصف العمر (48 و51 عاماً في المتوسط)، طلب منهم تعبئة استطلاعات حول نظامهم الغذائي، مع الإبلاغ عن قدراتهم العقلية.
ووفقاً لصحيفة “ذا صن” البريطانية التي نشرت نتائج الورقة البحثية، فقد تبين أن أولئك الذين لديهم أعلى كمية من مركبات الفلافونويد المعروفة بامتلاكها خصائص مضادة للأكسدة، كانوا أقل عرضة بنسبة 20% لتراجع وظائفهم العقلية خلال فترة الدراسة.
وكانت هذه الدراسة الأولى التي تتابع نوعين مميزين من مركبات الفلافونويد الموجودة خاصة في الفواكه والخضار، هما الفلافون والانثوسيانين.
وتوجد الفلافونات في الغالب في الأطعمة النباتية الصفراء والبرتقالية كالبرتقال والفلفل والكرفس وغيرها، والاثنوسيانين في الأطعمة الداكنة لا سيما في العنب البري والفراولة والتفاح.
وقد أفاد الأشخاص الذين تناولوا الكثير من الأطعمة الصفراء والبرتقالية أنهم كانوا أقل عرضة بنسبة 38% للإبلاغ من تباطؤ عمل دماغهم، أما أولئك الذين تناولوا الأطعمة الداكنة بشكل خاص فكانوا أقل عرضة لخطر الاصابة نسبة 24%.
قال الدكتور والتر ويليت المؤلف الرئيسي للدراسة في جامعة هارفرد: “نتائجنا مثيرة تظهر ان اجراء تغيرات بسيطة على نظامنا الغذائي يمكن ان يساعد في منع التدهور المعرفي”. وقد أعجب الباحثون بشكل خاص بالفراولة، لكن المؤلفين أشاروا إلى أن المشاركين تناولوا كميات أقل من الفلافونات.
من جهتها، دعت رئيسة الأبحاث في مركز أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة، سارة ايماريسيو، إلى التعامل بحذر من نتائج الدراسة لأنها لم تنظر في الخرف، مضيفة إنه في حين ان النظام الغذائي المتوازن يمكن ان يحافظ على صحة الدماغ، إلا أن الخرف ناجم عن مزيج معقد من عوامل العمر والجنيات ونمط الحياة.
وعن ذلك، أوردت أن الإقلاع عن التدخين والبقاء عقلياً وجسدياً في حالة من النشاط، ومراقبة ضغط الدم والكوليسترول كلها طرق لتقليل خطر الإصابة بالخرف، وأن هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا تنصح بتناول نظام غذائي صحي بما في ذلك خمس حصص من الفاكهة والخضار كل يوم لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب المرتبطة بالخرف، مشيرة أيضاً الى دراسة لنظامين غذائيين قد يكونان مفيدان في تقليل مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر هما، نظام داش الغذائي (خطة لخفض او السيطرة الى ارتفاع ضغط الدم) ونظام البحر الأبيض المتوسط اللذان يحدان من اللحوم الحمراء ويركزان على الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة والدهون الصحية مثل المكسرات وزيت الزيتون.
