أصدرت شركة نيورالينك، المملوكة للملياردير التقني إيلون موسك والمعنية بإنتاج حواسيب التفاعل الدماغي المباشر، مقطعاً للفيديو تزعم فيه أنه يُظهر قرداً يلعب بلعبة فيديو «بونغ» باستخدام عقله! تُرسل إشارات دماغ القرد لاسلكياً إلى الحاسوب المقابل عبر جهاز مزروع في القرد.
وتأمل الشركة المطورة للتقنية الجديدة أن تسمح نفس الواجهة في المستقبل للأشخاص العاديين الذين يعانون من حالات عصبية بالتحكم في الهواتف أو الحواسيب عن بُعد، حسب «بي بي سي». وأفاد أحد الخبراء أن عدم الاستعانة بالأسلاك في تجربة القرد يشكل تقدماً كبيراً، لكن هناك حاجة إلى المزيد من البيانات لمواصلة العمل.
ولقد جرى تلقين قرد يُدعى «باجر» من فصيلة المكاك كيفية ممارسة لعبة الفيديو عن طريق عصا التحكم، وكوفئ القرد على الاستجابة بحصوله على عصير الفاكهة. وخلال نفس العملية، سجل جهاز نيورالينك المعلومات ذات الصلة بالخلايا العصبية المسؤولة عن التحكم في الحركات التي يقوم بها القرد. ثم فُصلت عصا التحكم عن الجهاز، واستمر القرد باجر في التحكم في اللعبة بعقله فحسب.
كتب الباحثون يقولون: «تدور مهمتنا حول بناء نظام إكلينيكي آمن وفعال للتفاعل الدماغي الحاسوبي، ذلك الذي يعمل بطريقة لاسلكية وقابل للزرع تماماً»، وأضافوا: «الهدف الأول يكمن في منح الحرية الرقمية للأشخاص المصابين بالشلل، حتى يمكنهم التواصل بسهولة كبيرة عبر التراسل النصي، ومتابعة اهتماماتهم على الإنترنت، والتعبير عن إبداعاتهم من خلال التصوير الفوتوغرافي والفنون، وربما المقدرة على الاستمتاع بألعاب الفيديو كذلك».
وقال فريق الباحثين بعد ذلك: «يمكن استخدام النظام الجديد في استعادة الحركة الجسدية للمصابين بالشلل، وذلك عن طريق استخدام الرابط بين الدماغ والحاسوب في قراءة الإشارات الدماغية والتي يمكن الاستعانة بها في تحفيز الأعصاب والعضلات في الجسم». غير أن العملية تحتاج إلى المزيد من المراجعة والتحسين.
وأفاد فريق الباحثين أيضاً: «نعمل من خلال تجربة القرد على قياس وحدة فك التشفير عن طريق تخطيط أنماط النشاط العصبي لحركات عصا التحكم الفعلية. وبرغم ذلك، لن نستطيع استخدام مثل هذا الأسلوب مع الأشخاص المصابين بالشلل حتى الآن».
جاء رد فعل إيلون موسك على تلك التجربة جريئاً كالمعتاد، إذ غرد قائلاً: «أول منتجات شركة نيورالينك سوف يمكن الشخص المصاب بالشلل من استخدام هاتفه الذكي بعقله فقط وبصورة أسرع من أي شخص آخر يستخدم نفس الهاتف بأصابعه»، وتابع يقول: «المرحلة التالية أن نرى على سبيل المثال مصاباً بالشلل النصفي يتمكن من القيام والمشي مرة أخرى».