صعّدت اسرائيل عمليتها العسكرية في مدينة غزة، وسط اتهامات أممية لها بتهجير عشرات الآلاف، تزامنا مع الحديث عن مفاوضات جديدة للتوصل إلى هدنة بينها وبين حركة حماس.
واتهم خبراء حقوقيون أمميون إسرائيل بشن «حملة تجويع متعمدة وموجهة» أسفرت عن وفاة آلاف الأطفال في غزة.
وقال عشرة خبراء مستقلين تابعين للأمم المتحدة في بيان «نعلن أن حملة التجويع المتعمدة والموجهة التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني هي شكل من أشكال عنف الإبادة وأدت إلى مجاعة في جميع أنحاء غزة». ولم تعلن الأمم المتحدة رسميا حالة مجاعة في قطاع غزة، لكن الخبراء الأمميين بمن فيهم المقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري، أصروا على أنه لا يمكن إنكار حدوث مجاعة. وقال الخبراء المعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لكن لا يتحدثون باسم الأمم المتحدة «توفي 34 فلسطينيا من سوء التغذية منذ 7 أكتوبر معظمهم أطفال». وأضاف الخبراء «مع وفاة هؤلاء الأطفال من الجوع على الرغم من العلاج الطبي في وسط غزة، لا شك في أن المجاعة امتدت من شمال غزة إلى وسط وجنوب غزة». في غضون ذلك، اقتحمت الدبابات الإسرائيلية العديد من الأحياء في غزة خلف وابل من القصف من الطائرات الحربية والمسيرات وفق شهود عيان والدفاع المدني وحماس، ما دفع الآلاف إلى الفرار ومغادرة أحياءهم.
واعتبر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن أوامر الإخلاء الجديدة «مروعة» وصدرت بحق مدنيين «تم تهجير الكثير منهم قسرا عدة مرات، ونزوحوا إلى مناطق تشهد عمليات عسكرية للجيش الإسرائيلي وتسجل فيها حالات قتل وإصابة لمدنيين». ووقعت «انفجارات ومعارك عديدة بالأسلحة النارية» وغارات لطائرات مروحية على جنوب غرب مدينة غزة وفق ما أكد السكان لـ «فرانس برس». ويقول سكان إن ملجأهم الذين وصلوا إليه أصبح هدفا عسكريا أيضا.
وقد أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في قطاع غزة أمس أن حصيلة ضحايا الحرب، «ارتفعت إلى 38243 شهيدا و88033 إصابة» بموازاة التصعيد الميداني، يتوجه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع إلى الدوحة اليوم للبحث في اتفاق لوقف إطلاق النار، حسبما أفاد مصدر مطلع على جهود الوساطة «وكالة فرانس».
و أكد مصدر مصري رفيع المستوى أن هناك اتفاقا حول الكثير من نقاط الهدنة بقطاع غزة، مشيرا إلى أنه سيتم استئناف مفاوضات الهدنة اليوم بالدوحة وغدا بالقاهرة، بحسب قناة ((القاهرة الإخبارية)) المصرية الفضائية.
وكانت حماس اتهمت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعرقلة المفاوضات و«بوضع مزيد من العقبات». وقالت في بيان «في ضوء ما يجري من تهديد جيش الاحتلال لأحياء واسعة من مدينة غزة وطلب إخلائها وما يقوم به من مجازر وقتل وتهجير» فإن رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية «أجرى اتصالات عاجلة مع الإخوة الوسطاء، محذرا من التداعيات الكارثية لما يجري في غزة، كما في رفح وغيرها». وحذر هنية وفق البيان من أن «من شأن ذلك أن يعيد العملية التفاوضية إلى نقطة الصفر»، مؤكدا أن «نتانياهو وجيشه يتحملان المسؤولية الكاملة عن انهيار هذا المسار».
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول فلسطيني مطلع على المفاوضات أن جولة مباحثات الدوحة ستحضرها حماس على الرغم من عدد من نقاط الخلاف التي ما تزال عالقة.
وأبرز نقاط الخلاف هذه هي أن «إسرائيل وضعت فيتو على مئة أسير فلسطيني من ذوي الاحكام العالية ممن أمضوا أكثر من 15 عاما في السجون الإسرائيلية ومن بينهم عدد من القادة الكبار في حماس وفتح والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية» وفق قوله.
وأضاف أن «حماس اشترطت أيضا تعهد الوسطاء بانسحاب إسرائيلي كامل من معبر رفح ومحور فيلادلفيا في الأسبوع الخامس لسريان الاتفاق حال البدء بتنفيذه». من جهته، جدد رئيس البرلمان العربي عادل العسومي أمس دعم البرلمان ومساندته للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة حتى ينال حقوقه المشروعة في العودة والحرية وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.