غالباً ما يبدو العثور على لحظة هدوء خلال يوم حافل أمراً مستحيلاً، لكن تحقيق لحظات قليلة من الهدوء قد يكون له أثر كبير في الحياة.
وتبين أن ممارسة التأمل بشكل منتظم يخفض مستويات الضغط والقلق، ويحسن النوم والتركيز، ويعزّز الأفعال الطيبة والوعي بالذات، ويقلل ضغط الدم، وتدهور المعرفة.
لكن ما التأمل بالتحديد؟ توضح معلمة اليوغا، ميلاني هانسيل، عبر الموقع الإلكتروني لصحيفة «ميرور» البريطانية، أن «الأمر لا يدور عن تصفية الذهن. والأمران الأكثر شيوعاً اللذان يؤديان إلى تجنب الأشخاص ممارسة التأمل هما الاعتقاد بأن عليك الجلوس وتصفية الذهن، وأنك فشلت في هذه الممارسة إذا ما شردت في التفكير».
وتقول هانسيل: «إن من المهم حقاً أن يفهم المرء أنه لا يمكننا تفريغ الذهن بالكامل من الأفكار، فعقولنا خلقت من أجل التفكير».
وتشير هانسيل إلى أن «التأمل الواعي هو ممارسة الملاحظة البسيطة للأفكار التي تظهر. نحن نبدأ بنية التركيز على التنفس، وعندما نلاحظ شرود الذهن، نعيد اليقظة مجدداً بلطف إلى التنفس».
وبمرور الوقت، يصبح المرء واعياً بنوعية الأفكار التي تأتي له، دون الشرود فيها أو الحكم عليها على أنها «جيدة» أو «سيئة».
وبالنسبة للمبتدئين، من الطرق البسيطة للتفكير في التأمل هو أنه تمرين للذهن، أشبه قليلاً بكيف تعمل تدريبات اللياقة البدنية على تدريب الجسم. وكلما مارسنا التأمل، صار أسهل، بحسب هانسيل.
وتضيف معلمة اليوغا أن «الذهن غالباً ما يبدأ في الشرود بعد نفس واحد فقط، لكن لا بأس في هذا، فهي تشير إلى أنه مع مرور الوقت، قد تبدأ لحظات السكون والهدوء بين الأفكار في الاتساع، ما يساعد المرء على الشعور بأنه أكثر هدوءاً وتركيزاً».
وبالنسبة لمدة التأمل، تنصح هانسيل بتحديد أهداف صغيرة، مثل التأمل لدقيقتين يومياً في الصباح. وعندما يشعر المرء أن الأمور تسير على ما يرام، عليه تمديد الوقت إلى خمس دقائق، أو 10 أو 20.
من ناحية أخرى، تقول هانسيل: «إنه لا يجب على المرء الجلوس دائماً للتأمل، فيمكن استغلال المهام اليومية كوسيلة للسقوط في اللحظة الحاضرة».
وتوصي معلمة اليوغا بـ«غالباً ما نكون أثناء الأكل مشغولين أو نقوم ببعض الدردشة، لكن على الواحد منا ملاحظة كيف يبدو الطعام – مذاقه والإحساس الناجم عنه وصوته – أثناء عملية المضغ».
المصدر: د ب أ