يشعر كثيرون بالتهديد مما قد يشكله الذكاء الاصطناعي على البشرية، لكن كثيرين ممن يتصدرون مشهد التكنولوجيا يؤكدون أنه يأتي في سلام، بل قد يكون إيجابياً من جميع الأوجه؛ حيث يقول مصطفى سليمان، أحد مؤسسي شركة DeepMind، قسم الذكاء الاصطناعي في غوغل، إن الذكاء الاصطناعي سيتيح للجميع امتلاك مساعد شخصي في السنوات الخمس المقبلة وذلك وفق تقرير نشره موقع Business Insider الأمريكى أمس الإثنين 18 سبتمبر/أيلول 2023.
وقال سليمان، وهو الآن الرئيس التنفيذي لشركة Inflection AI، لشبكة CNBC عن الذكاء الاصطناعي: “سيكون قادراً على التفكير في يومك، ومساعدتك على تحديد أولويات وقتك، وسيعزز قدرتك على الابتكار. وسيكون مساعداً للباحثين، ومدرباً ورفيقاً أيضاً”. وسليمان ليس وحده من يتنبأ بعالم يقترن فيه الجميع بمساعد ذكاء اصطناعي.
الذكاء الاصطناعي سوف يوفر مساعداً شخصياً
من جانبه، قال سال خان، مؤسس منصة خان أكاديمي التعليمية، إن الذكاء الاصطناعي سيوفر معلماً شخصياً لجميع الطلاب، وكتب بيل غيتس في منشور على مدونة أن GPT سيكون مثل “موظف إداري” متاح في جميع الأوقات.
ويستخدم البعض بالفعل ChatGPT بديلاً ميسور التكلفة للمساعد الشخصي.
إذ جعل أحد رواد الأعمال من ChatGPT مديراً للتكنولوجيا واستخدمه لإنشاء امتداد في كروم في 10 ساعات فقط. وقال كاتب مستقل إنه استخدم ChatGPT “كمساعد افتراضي” لمساعدته في ابتكار العناوين والخطوط العريضة لمقالاته؛ ويزعم أن هذا مكّنه من العمل 30 ساعة فقط في الأسبوع.
ووجدت دراسة أجريت في إحدى الشركات أن موظفي دعم العملاء الذين يستعينون بالذكاء الاصطناعي لتوليد ردود مقترحة كانوا أكثر سعادة وإنتاجية وأقل ميلاً للاستقالة ممن لا يستخدمون الذكاء الاصطناعي.
ويستخدم آخرون الذكاء الاصطناعي التوليدي لكتابة أكواد البرمجة والملخصات القانونية وإنشاء محتوى تسويقي وخطط دروس للطلاب.
طرق جديدة من استخدامات الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي لن يغير تجربة مكان العمل فقط، فمنذ أطلقت شركة OpenAI تطبيق ChatGPT العام الماضي، وجد مئات الملايين من المستخدمين طرقاً لدمجه في حياتهم الشخصية.
إذ يستعين البعض ببرنامج ChatGPT لمساعدتهم في التخطيط لإجازة عائلية، وتحسين الصفحات الشخصية على برامج المواعدة، وفقدان الوزن، والعثور على منازل، وكل ذلك بدرجات نجاح متفاوتة.
ترتيب المواعيد بالذكاء الاصطناعي
في سياق متصل، وجد بعض الرجال أن روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي تفيدهم في المغازلة وترتيب المواعيد الغرامية، حتى إن إحدى الأمهات طلبت من ChatGPT تشخيص مرض ابنها الغامض- الذي أكد خبير طبي لاحقاً صحته- بعد فشل 17 طبيباً بشرياً في ذلك.
ومن السابق لأوانه أن نثق بالذكاء الاصطناعي ثقة تامة في أتمتة حياتنا. فعادة ما يرتكب ChatGPT أخطاء في الحقائق المعروفة، وإجاباته قد تحوي تحيزات، وعليك أحياناً أن تكرر سؤالك أكثر من مرة ليخرج بالإجابة التي تريدها.
وبينما يتفق الخبراء أننا نتقدم نحو شكل جديد من الذكاء الاصطناعي يسمى الذكاء العام الاصطناعي- أو AGI- إلا أننا لم نصل إليه بعد، والوقت وحده هو من سيخبرنا إن كان الذكاء الاصطناعي سيحتل جزءاً أكبر من حياة جميع الناس، أو إن كانت فائدته أكبر من ضرره.