واصلت الحسينيات ومجالس ذكر أهل بيت النبوة إحياء ليالي شهر محرم، حيث تناول الخطباء في الليلة الثالثة أهمية الصبر والمرابطة على العبادات وذكر أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
ففي حسينية معرفي في منطقة شرق، ارتقى المنبر الخطيب محمد جمعة وألقى محاضرة بعنوان «المرابطة ومعالم الوعي المطلوب» أشار فيها إلى أن هناك الكثير من المفردات في الإسلام واسعة وفضفاضة مثل الجهاد والشهيد والعبادة، موضحا أن العبادة لا تقتصر على الصلاة والصوم بل هناك الكثير من الروايات تتحدث عن طرق للعبادة غير الصلاة والصوم وأيضا الجهاد.
وأضاف جمعة أن المرابطة في اللغة هي المواظبة، مشيرا إلى أن المرابطة تحتاج الى التقوى ومخافة الله حتى يوفق المؤمن بعمله، لافتا إلى ان الجهاد ليس محصورا بالمعنى العسكري العام بل الجهاد مفردة إسلامية لها الكثير من الطرق كجهاد النفس والصبر على البلاء.
وفي حسينية بوحمد في الدعية، ارتقى المنبر الخطيب حسن الشمالي الذي تطرق في حديثه إلى مفهوم الجزع وأنواعه وإحياء شعائر واقعة كربلاء، مستذكرا خروج الحسين وقصة طفلته التي خلفها بالمدينة فاطمة العليلة.
وعن تعريف الجزع، قال الشمالي إنه هو الخروج عن حالة الاتزان عند المصيبة، يعني مثلا شخص متزن أصابته مصيبة ومن هولها يخرج عن حالة الاتزان كأن يلطم على وجهه أو يصرخ بالعويل وهكذا، ويبين لنا الإمام محمد الباقر عليه السلام ذلك عندما قال: «أشد الجزع الصراخ بالعويل ولطم الوجوه وجز النواصي».
وتابع الشمالي متسائلا: ما حكم الجزع؟ فقال: لدينا ثلاثة أحكام بالجزع، الأول الجزع المحرم والجزع المكروه والجزع المستحب، فالمحرم تؤدي به المرحلة بالاعتراض على الله وقضائه كفقدان الابن او الأب او عزيز فيظهر ذلك الجزع وتجده بين نفسه يعاتب الله ويقول لماذا أنا ما يحدث لي هذا الأمر بالذات من دون الناس، فأجمع العلماء على أن هذا محرم ويأثم عليه صاحبه، أما جزع المكروه فهناك من إذا آلمته مصيبة أو فاجعة تجده يجزع ويلطم على رأسه او يشق ثوبه ويصرخ من غير الاختيار أو التقصد وهو ليس عليه كلام وهو ما يدخل ضمن باب الكراهية، وهناك النوع الثالث وهو الجزع المحمود او المستحب، وهو كما أشار الأئمة عليهم السلام هو الجزع على أهل البيت وعلى الحسين خاصة.