وسط احترازات أمنية وصحية، أحيت الحسينيات، ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي عليه السلام، مع بعض أهله وصحبه في موقعة الطف، التي تصادف العاشر من محرم، حيث أبرَزَ الخطباء الأهمية التاريخية للواقعة كرمز للتضحية من أجل إرساء العدل، كما شدّدوا على وحدة الأمة، داعين إلى التأسي بقيم آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتقاطر مرتادو الحسينيات، لسماع تفاصيل استشهاد أبي عبدالله الحسين، وشهدت الحسينيات الواقعة في مناطق الدعية والمنصورية والدسمة ومنطقة شرق، حضوراً كثيفاً، اضطر معه بعض المعزين إلى افتراش الساحات الخارجية.
وتحدث خطيب الحسينية الكربلائية محمد جمعة، عن أهداف الثورة الحسينية ودروسها. وقال «بعد مضي 1382 سنة هجرية، ومازال يوم الحسين غضاً طرياً، وفي هذا اليوم تصرخ الأرض كلها باسم الحسين، الذي يشهد من عالمه هذه التظاهرة الكبيرة، التي تهتف باسمه وتنادي بقيمه ومدرسته، ويُشرف من عالمه على عالمنا المليء بالظلم والجور، وينظر إلى زوّاره الباكين عليه».
وأضاف «نحن نحيي مجالس وشعائر الإمام الحسين، حتى نزيح الحجب والعوالق، ونكون قريبين منه بخطوة، حتى نتعرّف عليه حق المعرفة»، مستشهداً بالأحاديث النبوية التي تُعبّر عن مكانة الإمام الحسين لديه.
وتابع «علينا أن نقرأ شخصية الإمام الحسين قراءة متأنية، سواء في نهضته أو يوم استشهاده في العاشر من محرم، ونتعرّف على التضحيات التي قدمها من أجل إعلاء قيم العدل»، مخاطباً الحضور من الشباب بالقول: «إذا أردتم أن تكونوا مع الحسين، يجب أن تحملوا من قيم وآداب وأخلاق الإمام الحسين».
وأوضح أن موقعة الطف هي قضية محورية تبدأ تفاصيلها من لحظة خروج الإمام «إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، فمَنْ قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومَنْ رد عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين».
وفي حسينية «أبا ذر الغفاري»، تحدث خطيب المنبر الحسيني حاكم اليعقوبي، عن الارتباط الوجداني بين الإمام الحسين عليه السلام وجده رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قائلاً «إن هذا الارتباط يتجلى في حديث الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الإمام الحسين الذي ذكره جميع المسلمين»، بقوله «حسين مني وأنا من حسين، أحب الله مَنْ أحب حسينا وأبغض الله مَنْ أبغض حسينا».
وتابع ان «الإمام الحسين يُعد من المصادر الحصينة لوحدة المسلمين، التي نحن في أمسّ الحاجة إليها، على اعتبار أن قوة المسلمين في وحدتهم».
وأشار خطيب حسينية الهزيم في منطقة المنصورية الشيخ أحمد النصيراوي، إلى أهمية موقعة الطف، واعتبارها ملهمة لكل الثائرين في وجه الظلم، الساعين إلى العدالة والحق والاستقامة، لافتاً إلى «أن الواقعة لم تكن حدثاً تاريخياً عابراً أو واقعة مأسوية كسائر الوقائع العادية، بقدر ما كانت تضحية للنهوض، من أجل إرساء النظام الإنساني العادل».
المصدر: الراي