تمثل عملية متابعة التئام الجروح بعد إجراء الجراحات خطوة مهمة لمنع العدوى وتفزر الجروح وغيرها من المضاعفات الطبية. ولكن هذه المتابعة تنطوي على صعوبة لاسيما بالنسبة للجراحات التي تتم في أجزاء عميقة من الجسم، كما أن التأخر في متابعة التئام الجروح الداخلية قد يؤدي لحدوث مضاعفات خطيرة يمكن أن تودي بحياة المريض.
ويلجأ الأطباء في بعض الأحيان إلى تثبيت وحدات استشعار داخلية في مكان الجراحة، ولكن هذه الأجهزة ضئيلة الحجم لا تتفاعل جيدا مع الأنسجة الضعيفة والحساسة بعد الجراحة.
وللتغلب على هذه المشكلة، ابتكر فريق من الباحثين بجامعة سنغافورة الوطنية برئاسة الباحث جون هو من قسم الهندسة الكهربائية والحاسبات بالجامعة بالتعاون مع معهد جامعة سنغافورة للابتكارات والتقنيات الصحية، نوعية من الخيوط الجراحية الذكية التي تعمل بدون بطارية ويمكن أن ترصد البيانات المطلوبة عن تطور الجرح بعد العملية وتبعث بهذه المعلومات بشكل لاسلكي من داخل أعماق الجسم إلى أجهزة إلكترونية خارجية، وذلك حسبما نشرت وكالة الانباء الالمانية.
ويؤكد الباحثون أن هذه الخيوط الجراحية الذكية تحتوي على مجسات إلكترونية صغيرة تتابع سلامة الجرح وتتأكد من عدم حدوث أي تسريب أو تلوث ميكروبي، في الوقت الذي تبعث فيه بتقارير عن وتيرة التئام الجرح داخل المريض.
وأفاد الموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبرس” المتخصص في العلوم الطبية بأن الخيوط الذكية مصنوعة من الحرير ومغلفة بمادة بوليمارية موصلة للكهرباء ويمكنها أن تتجاوب مع الإشارات اللاسلكية، كما أنها متصلة بوحدة استشعار تعمل بدون بطارية وقارئ إلكتروني لاسلكي لتلقي الإشارات من الخيوط داخل الجسم.
ويوضح الباحثون أن الخيوط الجديدة يمكنها أن تبعث بإشارات من عمق خمسين ملليمتر داخل الجسم، وهو ما يجعلها فعالة في متابعة التئام الجروح العميقة، ومن الممكن زيادة مدى التوصيل من خلال زيادة خواص التوصيل بالخيوط أو درجة حساسية القارئ الإلكتروني.