دار المخطوطات تُكرِّم الدكتور عبدالله الغنيم في المؤتمر الدولي المشترك الثالث «مخطوطات القرن السابع الهجري: علوم الوحي» بإسبانيا

قامت جمعية «الراسخون في العلم» الخيرية بالتعاون مع كلية الدراسات الإنسانية في غرناطة، برعاية علمية للمؤتمر الدولي المشترك الثالث: «مخطوطات القرن السابع الهجري: علوم الوحي» في غرناطة – إسبانيا، والذي تقيمه دار المخطوطات، وذلك في الفترة من 19 إلى 21 من نوفمبر الجاري من العام الحالي 2022م؛ للتعريف بأهمية علوم الوحي والعلوم الإسلامية ومخطوطاتها؛ حفاظًا على التراث العربي والإسلامي.

وتشرفت دار المخطوطات، في اليوم الأول من المؤتمر، بتكريم الأستاذ الدكتور عبدالله يوسف الغنيم، الجغرافي الكويتي ووزير التربية والتعليم السابق وعميد كلية الآداب في جامعة الكويت سابقًا.

ومن جانبه قدم رئيس دار المخطوطات ومدير المؤتمر الدكتور محمود مصري كلمة شكر، أشاد فيها بـجمعية «الراسخون في العلم» الخيرية، وباهتمامها ورعايتها للعلم والعلماء، كما أشاد بالدكتور عبدالله يوسف الغنيم، وريث الإصطخريِّ وابن حَوقل وأبي عبيد البكري، وامتدادُ الشيخ الجاسر علامة الجزيرة العربية، فقد أعطى الغنيم كُلَّه للجغرافيا وخرائطها، والأرضِ وطبقاتها، والبلدانِ وخططها، فقوبل العطاء بالعطاء، كما شغل مقعد الوزارة مرتين، وكان فيه من الزاهدين، ولم يشغله في هذه الدنيا شيء سوى العلم، فقد نشأ مع العلم، واشتعل رأسُه شيبًا ومازال العلم رفيقه.

وأكد أن الغنيم بدأ رحلته مع كتاب (المسالك والممالك) وحقّق النصّ فكان ذلك إيذانًا بأن تُفتح له وأمامه مسالك العلم وممالك الفكر، وأول فجٍّ لتلك المسالك كان اكتشاف العالَمِ السحري، عالَمِ المخطوطات العربية، فارتحل يستكشف المخطوطاتِ الجغرافيةَ العربيةَ في المتحف البريطاني، وفي مكتبة البودليان بجامعة أوكسفورد، وسلَّمته المخطوطات إلى الغوص في أعماق المصادر العربية القديمة، فإذا به يقوم على ما تختزنه، فيستخرج ويخرج كتابين فردين أحدهما عن (اللؤلؤ) ذلك الحجرِ الكريم الفائقِ الجمال، وما كان حديث اللؤلؤ مجرّدًا ليغني الغنيم عن أن ينقِّب عن تاريخ اللؤلؤ ليرى كيف كانت الخبرة العربية مع الغوص بحثًا عنه، فإذا به يتحف المكتبة العربية بكتابه (الغوص على اللؤلؤ بالمصادر العربية القديمة).

وذكر أن الغنيم قرأ كتاب الله المنظور فامتلأ قلبه بالعلم والإيمان، والتفت إلى كتاب الله المسطور، فإذا به يشرف به على (قاموس القرآن الكريم) هذا المشروع العظيم الذي أهدته الكويت للعالم العربي والإسلامي وللإنسانية جمعاء، وهو اليوم رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية، وبالأمس القريب حصل على جائزة الملك فيصل العالمية، وفي أواخر ثمانينيات القرن الماضي جلس على كرسي إدارة معهد المخطوطات العربية، وهو اليوم مع الخالدين في المجامع اللغوية في سوريا ومصر، وفي المراكز والمجالس العلمية العربية والعالمية، وأخيرًا هو عضو الهيئة الاستشارية لدار المخطوطات، و(الدار) اليوم سعيدة بتكريم هذه الشخصية العلمية الرفيعة بمناسبة انعقاد مؤتمرها الدولي المشترك الثالث حول مخطوطات القرن السابع الهجري.

ومن جهته ألقى الأستاذ الدكتور عبدالله الغنيم كلمة تقدم فيها بخالص الشكر والتقدير على تكريمه في هذا اللقاء العلمي، مؤكدًا سعادته التي اكتملت على أرض غرناطة الإسبانية المعطرة بتراث شع منه نور العلم الذي أيقظ أوروبا من سباتها، موضحًا أنه كباحث في التراث الجغرافي العربي تربطه بغرناطة صلة حب وتقدير لقطبين من أبناء غرناطة هما الرحالة المشهور أبو حامد الغرناطي، وابن سعيد علي بن موسى المغربي صاحب كتاب (الجغرافيا)، وختم كلمته بتحية خاصة لغرناطة وبلاد الأندلس كافة، وجميع الحضور في المؤتمر.

ومن الجدير بالذكر أن جمعية «الراسخون في العلم» الخيرية، جمعية رائدة في تعليم القرآن الكريم وعلومه حفظًا وفهمًا، وتسهم في بناء ثقافة شرعية متوازنة؛ بفهم مُؤَصَّل وفكر منفتح بلغةٍ عصريةٍ إيجابية، وتهدف إلى الاعتماد على الشباب في نشر ثقافة حفظ وفهم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وعلومهما، وتعاليمهما بوسطية واعتدال، بأسلوب ممتع هادف مبتكر، وتكوين ملكة فقهية تقدر ظروف الفتاوى؛ لتطوير الوطن وخدمة المواطن، من خلال إعداد نخبة متميزة حافظة لكتاب الله، فقيهة به عاملة بما فيه، ولها دور مؤثر في نهضة شباب الوطن واستقراره وأمنه وأمانه.

Exit mobile version