دبلوماسي غربي: الصدام الأمريكي الروسي “يشل” مجلس الأمن
شرع دبلوماسيون من الدول العشر غير الدائمة في مجلس الأمن في إعداد مشروع قرار وسطي يطالب بـ”هدنة إنسانية”، وسط الخلافات المستحكمة بين كل من الولايات المتحدة وروسيا، على المقاربة التي ينبغي استخدامها دبلوماسياً في التعامل مع الحرب المستعرة بين إسرائيل و”حماس” في غزة، بالتزامن مع جلسة أخرى تعقدها الجمعية العامة للأمم المتحدة، لمناقشة الوضع الكارثي الذي يعانيه أكثر من مليونين من المدنيين الفلسطينيين المحاصرين في القطاع.
وبهذا الخصوص، أبلغ دبلوماسي غربي، صحيفة “الشرق الأوسط” أن الدبلوماسيين من الدول العشر باشروا العمل على “صيغة وسطية”، صباح الأربعاء، في نيويورك، بسبب “معلومات متوافرة” عن استعداد روسي لاستخدام حق النقض “الفيتو”، ضد مشروع القرار الذي قدمته واشنطن يركز على “التنديد بشدة بالهجمات الإرهابية” التي نفذتها “حماس” ضد المستوطنات والكيبوتزات الإسرائيلية في محيط غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بالإضافة إلى “المطالبة بإطلاق فوري لجميع الرهائن” الذين اختطفتهم الحركة خلال هجومها، فضلاً عن منح إسرائيل “حق الدفاع عن النفس”.
“فيتو” مضاد
وأوضح المصدر أن الولايات المتحدة “بدت مستعدة في المقابل” لاستخدام حق “الفيتو” مجدداً، ضد مشروع قرار بديل قدمته روسيا للمطالبة بـ”وقف فوري” للعمليات الحربية، علماً بأن واشنطن أسقطت قبل أيام فقط مشروع قرار أول قدمته موسكو لهذه الغاية.
وعلى الرغم من أن شبح “الفيتو” خيّم مبكراً على مشروع القرار الأمريكي، مضت البعثة الأمريكية الدائمة في طلب التصويت عليه، علماً بأن إصدار أي قرار يحتاج إلى موافقة ما لا يقل عن 9 من الأصوات الـ15 في المجلس، مع عدم استخدام حق “الفيتو” من أي من الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس، وهي: الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين.
ويأتي التصويت الجديد بعد فشل تصويتين، الأسبوع الماضي، الأول على مشروع روسي حظي بتأييد خمسة أصوات فقط، والثاني برازيلي استخدمت الولايات المتحدة ضده حق النقض، علماً بأنه حصل على 12 صوتاً مؤيداً.
وعلمت صحيفة “الشرق الأوسط” من دبلوماسي آخر، أن الدول العشر غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن: ألبانيا والبرازيل والغابون والإكوادور وغانا واليابان ومالطا وموزمبيق وسويسرا والإمارات العربية المتحدة، كانت “تستعد لاقتراح مشروع قرار وسطي، ليكون بمثابة مساومة بين الأمريكيين والروس”، علماً بأن هناك “تريثاً للمزيد من المفاوضات في هذا الشأن بعد التصويت على المشروعين الأمريكي والروسي”.
وتميل دول مثل فرنسا والصين إلى فكرة إصدار “قرار تسوية”، بحسب الصحيفة.