تشير دراسة جديدة إلى أنه في حين أن اكتئاب ما بعد الولادة هو ظاهرة معروفة لدى النساء، إلا أن الرجال معرضون لخطر الإصابة بهذه الحالة أيضاً.
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد أجريت الدراسة على آباء وأمهات 431 من الأطفال المبتسرين (الذين يولدون قبل الأوان) في مستشفى الأطفال في شيكاغو، حيث بحث فريق الدراسة في مقدار الاكتئاب الذي يعانون منه باستخدام «مقياس إدنبرة لاكتئاب ما بعد الولادة».
و«مقياس إدنبرة لاكتئاب ما بعد الولادة» هو عبارة عن استبيان مكون من 10 عناصر يمكن أن تحدد مدى معاناة الشخص من الاكتئاب، ومن بين هذه العناصر الشعور بالذنب واضطرابات النوم والتفكير في الانتحار.
وتم إخضاع المشاركين لهذا الفحص بعد ولادة أطفالهم مباشرة، وفور خروجهم من المستشفى، وبعد 14 يوماً من الخروج ثم بعد مرور 30 يوماً.
ووجد الباحثون في دراستهم، التي نُشرت في مجلة طب الأطفال، أنه في حين أن ثلث الأمهات الجدد يصبن باكتئاب ما بعد الولادة، فإن ما يقرب من خمس الرجال يعانون من هذه الحالة أيضاً.
كما أشار فريق الدراسة إلى أن مستوى الاكتئاب يظل كما هو نسبياً عند الآباء بعد مرور 30 يوماً من الخروج من المستشفى، في حين ينخفض هذا المستوى 10 مرات عند الأمهات فور خروج أطفالهن من المستشفى.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور كريغ غارفيلد: «تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى الحاجة إلى زيادة الاهتمام بالصحة العقلية للآباء الجدد، خاصة آباء الأطفال المبتسرين».
وأضاف: «هذا أمر بالغ الأهمية، ليس فقط من أجل رفاهية الآباء الجدد ولكن أيضاً من أجل النمو الأمثل لأطفالهم».
وحذر كريغ من أن الأطفال الذين يعاني آباؤهم من هذه الحالة يكونون أكثر عرضة للإصابة بضعف النمو المعرفي والعاطفي واللغوي.
واكتئاب ما بعد الولادة ظاهرة معروفة تصيب نحو 13 في المائة من النساء اللاتي يلدن لأول مرة.
ويمكن أن تؤدي الولادات المبكرة أو ولادة أكثر من طفل في وقت واحد (توأمان وثلاثة توائم وما إلى ذلك) إلى زيادة احتمالية الإصابة بهذه الحالة.