يتناول الملايين من الأميركيين الأدوية المعروفة باسم مثبطات مضخة البروتون يومياً لعلاج حرقة المعدة والارتجاع الحمضي. وحسب دراسة نشرها موقع «سي إن إن»، في السنوات الأخيرة تم ربط هذه الأدوية بزيادة خطر الإصابة بالفشل الكلوي والسكتة الدماغية والموت المبكر إلا أن بحثاً جديداً أشار إلى أنه قد يكون هناك أيضاً خطر أكبر للإصابة بالخرف للأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية على مدى عدة سنوات.
تقلل مثبطات مضخة البروتون من حموضة المعدة عن طريق استهداف الإنزيمات الموجودة في بطانة المعدة التي تنتج هذا الحمض. غالباً ما تستخدم لعلاج أعراض الارتجاع الحمضي، وهو شكل خطير من ارتجاع الحمض الذي ينتقل فيه الطعام أو السائل من المعدة إلى المريء. تتوفر مثبطات مضخة البروتون على نطاق واسع دون وصفة طبية وغالباً ما تستخدم لعلاج حرقة المعدة.
قالت مؤلفة الدراسة الدكتورة كاماكشي لاكشمينارايان، طبيبة الأعصاب في كلية الصحة العامة بجامعة مينيسوتا في مينيابوليس وعضو الأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب، لشبكة «سي إن إن» في رسالة بالبريد الإلكتروني: «هذه الدراسة لا تثبت أن عقاقير ارتجاع الحمض تسبب الخرف»، مضيفةً أنها تظهر ارتباطاً فقط. وتابعت: «هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد النتائج التي توصلنا إليها وفهم الصلة المحتملة بين استخدام مثبطات مضخة البروتون على المدى الطويل وزيادة خطر الإصابة بالخرف».
حللت لاكشمينارايان وفريقها دراسة مكونة من 5712 شخصا تتراوح أعمارهم بين 45 و64 عاما لم يكونوا مصابين بالخرف في بداية الدراسة. ما يقرب من 1500 مشارك – 26 في المائة – أخذوا أدوية مثبطات مضخة البروتون خلال تلك الفترة. بعد ضبط العمر والجنس والعرق بالإضافة إلى الظروف الصحية مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، وجد الباحثون أنه من بين 497 شخصا تناولوا الأدوية لمدة 4 سنوات ونصف تقريبا، أصيب 58 منهم بالخرف. من بين 4222 مشاركاً لم يتناولوا الأدوية، أصيب 415 بالخرف. لم يجد الباحثون خطراً أكبر للأشخاص الذين تناولوا الأدوية لمدة تقل عن 4 سنوات ونصف. الدراسة لديها بعض القيود. سُئل المشاركون عن استخدامهم للأدوية مرة واحدة فقط في السنة خلال فترة الدراسة.
حدد الباحثون النقص في فيتامين B12 كصلة محتملة بين الإفراط في استخدام مثبطات مضخة البروتون والخرف. أظهرت بعض الدراسات أن استخدام عقاقير ارتجاع الحمض قد يترافق مع انخفاض مستويات فيتامين B12. وقالت لاكشمينارايان: «يرتبط انخفاض B12 بضعف التفكير والذاكرة»، مضيفة أن فريقها لم تكن لديه مستويات بيانات B12 للمشاركين في الدراسة، لذلك «لم يتمكنوا من التعليق على هذه النظرية».