كيف يعالج دماغ الإنسان جوهر العطر؟ وماذا يحدث عندما نشم وردة؟ يقترح بحث جديد أن الدماغ يقوم بأمرين معاً: يعالج الأمر مثل لوحة، أو لقطة تم التقاطها في لحظة من الزمن، وأيضاً يعالجها مثل مقطوعة موسيقية أو سيمفونية.
وبحسب موقع “ساينس دايلي”، تشير الدراسة إلى أن الدماغ لديه استجابات متعددة لتمثيل الرائحة، وفي إحدى هذه الاستراتيجيات يستخدم الدماغ أسلوب اللقطة، مثل لوحة أو صورة، في لحظة معينة لالتقاط السمات الأساسية للرائحة. وفي الإستراتيجية الأخرى، يتتبع الدماغ الأنماط المتطورة، ويعالج زمن التتبع، مثلما يفعل عندما يستمع إلى سيمفونية.
وقال البروفيسور كريشنان بادمانابان، المشرف على الدراسة وأستاذ علم الأعصاب في جامعة روتشستر: “تكشف هذه النتائج عن مبدأ أساسي للجهاز العصبي، وهو المرونة في أنواع الحسابات التي يقوم بها الدماغ لتمثيل جوانب من العالم الحسي. ويوفر ما توصلنا إليه أدوات جديدة لتحديد وتفسير أنماط نشاط الدماغ”.
وقد طوّر فريق البحث نماذج رياضية لمحاكاة طريقة عمل شبكة الخلايا التي يعتمد عليها الدماغ في إدراك الشم.
وقال بادمانابان: “تكشف هذه النماذج الرياضية عن جوانب هامة لكيفية عمل نظام حاسة الشم في الدماغ، ويمكن أن تساعد في بناء أنظمة حوسبة اصطناعية مستوحاة من الدماغ، وأساليب حسابية مستوحاة من دوائر الدماغ لديها القدرة على تحسين سلامة السيارات ذاتية القيادة، أو مساعدة خوارزميات الكمبيوتر في تحديد وتصنيف الأشياء بدقة أكبر في الصورة”.
وتبين نتائج الدراسة أن الدماغ يعتمد على مكونات مختلفة لإدراك تجربة شم رائحة معينة.