وجدت دراسة جديدة أن الطماطم يمكن أن تساعد في مكافحة الالتهابات البكتيرية في أمعائك؛ فهي واحدة من أكثر الخضروات استهلاكًا على نطاق واسع في العالم، فهي غنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمركبات الأخرى.
وقد حدد العلماء بجامعة كورنيل في الولايات المتحدة اثنين منها لخصائصها القوية بقتل البكتيريا في سلسلة من تجارب الخلية.
وكان فريق البحث بقيادة جيونغ مين سونغ عالم الأحياء الدقيقة بجامعة كورنيل، مهتمًا بالسالمونيلا؛ وهو جنس من البكتيريا المعوية يغزو الأمعاء، وغالبًا ما يسبب التسمم الغذائي.
وعلى وجه التحديد، ركز الفريق على نمط مصلي واحد من السالمونيلا التيفية؛ وهو السالمونيلا المعوية التيفية، والذي يعيش فقط في البشر ويسبب حمى التيفوئيد عندما ينزلق إلى مجرى الدم من الأمعاء وينتشر عبر الجسم. وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» عن مجلة «Microbiology Spectrum» العلمية.
ومثل مسببات الأمراض الأخرى المنقولة بالغذاء، فإن التعامل مع الطعام وتخزينه بشكل سليم بالإضافة إلى الحصول على المضادات الحيوية يمكن أن يساعد الناس على تجنب التسمم الغذائي الناجم عن السالمونيلا.
ومع ذلك، تظل حمى التيفوئيد مشكلة صحية عامة كبيرة في أجزاء كثيرة من العالم حيث لا يستطيع الناس الوصول إلى المياه النظيفة أو الصرف الصحي أو لقاحات التيفوئيد.
وينتشر السالمونيلا من شخص لآخر عن طريق الأغذية والمياه الملوثة، والأطفال هم الأكثر عرضة للخطر. وفي عام 2016، اجتاح باكستان أول انتشار لمرض التيفوئيد المقاوم للأدوية على نطاق واسع في العالم، وبعد ثماني سنوات، لا يزال خبراء الأمراض المعدية يخشون من أن يؤدي ذلك إلى تفشي المرض على المستوى الإقليمي أو العالمي إذا لم تتم السيطرة عليه.
كما وجدت دراسة أجريت عام 2023 في 64 دولة أن ما يقرب من نصف الأطفال دون سن الثانية لا يتناولون أي فواكه أو خضروات في نظامهم الغذائي.
من أجل ذلك يوضح سونغ «كان هدفنا الرئيسي في هذه الدراسة هو معرفة ما إذا كانت الطماطم وعصيرها يمكن أن يقتلا مسببات الأمراض المعوية، بما في ذلك السالمونيلا التيفية، وإذا كان الأمر كذلك، فما هي الصفات التي تمتلكها والتي تجعلها فعالة».
وفي هذا الاطار، تم قتل السالمونيلا التيفية المزروعة في المعمل بعد تعريضها لعصير الطماطم الطازج خلال 24 ساعة.
فقد قام الباحثون بمسح جينوم الطماطم (Solanum lycopersicum) بحثًا عن الجينات التي تشفر بروتينات صغيرة تسمى الببتيدات والتي قد تعمل كعوامل مضادة للميكروبات.
ومن بين أربعة مرشحين أوليين، حدد الفريق اثنين من الببتيدات المضادة للميكروبات التي تمنع نمو السالمونيلا التيفية وحتى تقتل سلالة مقاومة للسيبروفلوكساسين، المضاد الحيوي الرئيسي المستخدم لعلاج حمى التيفوئيد.
وأخيرًا، قام الباحثون بتصميم نموذج لشكل اثنين من الببتيدات المرشحة الرئيسية وقاموا بمحاكاة تفاعلاتهما مع أغشية الخلايا البكتيرية.
وكما تنبأت النمذجة، مزق الببتيدان أغشية خلايا السالمونيلا التيفية في 45 دقيقة فقط.
وفي تجارب أخرى، قتلت المركبات أيضًا السالمونيلا تيفيموريوم، وهي سلالة من السالمونيلا غير التيفية التي تسبب تسممًا غذائيًا غير مميت.
ومع الأخذ في الاعتبار أن هذه مجرد تجارب على الخلايا، إلّا إن نتائج الدراسة ليست سببًا للإسراف في استهلاك عصير الطماطم؛ فلن يقوم أي نوع من الطعام بعمل سحره بمفرده. وبدلا من ذلك، تؤكد الدراسة على رسائل الصحة العامة التي تشجع الناس على تناول الطماطم كجزء من نظام غذائي متوازن يتضمن الكثير من الفواكه والخضروات الأخرى شرط أن يتم إعدادها بطرق غذائية جيدة ونظيفة؛ فقد يساعد ذلك في تجنب الأمراض والتسمم الغذائي.