أظهرت دراسة جديدة أن تناول نظام غذائي ذي جودة عالية يرتبط بشكل مباشر بتقليل شدة الألم المزمن، بغض النظر عن الوزن.
وفق الدراسة التي نُشرت في مجلة “Nutrition Research”، يعاني حوالي 20% إلى 30% من سكان العالم من الألم المزمن. بينما من المعروف أن هناك ارتباطًا بين زيادة الوزن أو السمنة والألم المزمن. فقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن يكونون أكثر عرضة لأن يكونوا زائدي الوزن، كما أن السمنة قد تكون عامل خطر لتطور الألم المزمن. من جهة أخرى، يمكن أن يساهم الألم المزمن في زيادة الوزن.
ولكن هذا لم يكن مجال بحث الدراسة الجديدة.
بحثت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة جنوب أستراليا (UniSA) في تأثير جودة الطعام الذي نتناوله على شدة الألم المزمن، وما إذا كان للوزن دور في هذه العلاقة.
وقالت سوزي وارد، الباحثة من برنامج العلوم الصحية السريرية في الجامعة والمؤلفة الرئيسية للدراسة: “من المعروف أن تناول طعام جيد مفيد لصحتك ورفاهيتك، لكن معرفة أن التعديلات البسيطة في النظام الغذائي قد تخفف الألم المزمن قد تكون خطوة تغير الحياة.”
منهجية الدراسة
تم جمع البيانات من 654 شخصًا بالغًا أستراليًا (57% من النساء) شاركوا في دراسة Whyalla Intergenerational Study of Health (WISH) بين عامي 2008 و2009. تم تصميم الدراسة الأصلية لتقدير انتشار الأمراض المزمنة وعوامل الخطر الاجتماعية والبيئية المرتبطة بها في مدينة “ويالا”، وهي مدينة صناعية في جنوب أستراليا.
كما تم الحصول على بيانات المشاركين من خلال مقابلات هاتفية تضمنت معلومات عن السلوكيات الصحية مثل التدخين والحالة الصحية الذاتية (بما في ذلك الألم) والنظام الغذائي. كما تم قياس الوزن والطول وتركيب الجسم والوظيفة البدنية (مثل قوة القبضة) في عيادة محلية.
تحليل النظام الغذائي وجودته
وبجمع بيانات النظام الغذائي للمشاركين باستخدام استبيان تكرار الطعام المكون من 40 سؤالًا، والذي يقيم تكرار تناول مجموعة من الأطعمة والمشروبات الأساسية وغير الأساسية، وتقييم جودة النظام الغذائي باستخدام “مؤشر الإرشادات الغذائية لدراسة WISH”، الذي يتكون من ستة مكونات غذائية أساسية وثلاثة مكونات غير أساسية وفقًا للإرشادات الغذائية الأسترالية، أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا ذا جودة عالية يعانون من ألم أقل وأداء بدني أفضل، وكانت هذه العلاقة مستقلة عن الوزن أو الدهون في الجسم. وأشار الباحثون إلى أن النساء اللواتي تناولن طعامًا أفضل كان لديهن ألم أقل وقوة بدنية أفضل مقارنة بالرجال.
التفسير المحتمل لتأثير النظام الغذائي على الألم
أفاد الباحثون أن الخصائص المضادة للالتهابات والمضادة للأوكسدة للأطعمة الأساسية الصحية قد تكون السبب في تقليل الألم، ولكن لم يتمكنوا بعد من تحديد ما إذا كان النظام الغذائي السيء يؤدي إلى زيادة الألم أو إذا كان الألم يؤدي إلى تناول طعام غير صحي.
وقالت سوزي وارد: “النظام الغذائي الصحي والمتوازن لا يساهم فقط في تحسين الصحة العامة، بل يمكن أن يساعد أيضًا في تقليل مستويات الألم. وهذا مهم بشكل خاص لأن زيادة الوزن أو السمنة تعتبر من العوامل المعروفة التي تساهم في الألم المزمن.” وأضافت أن “اتباع نظام غذائي صحي هو وسيلة ميسورة التكلفة وفعالة لإدارة الألم وتقليله”.