تشير الأبحاث الحديثة إلى وجود صلة محتملة بين العبث أو النخر فى الأنف وزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر، وفى حين أن هذا قد يبدو أمرًا مفاجئًا يصعب الاقتناع به، إلا أن فهم الآليات الأساسية والتفسير العلمى وراء ذلك يمكن أن يوفر نظرة ثاقبة حول كيفية تأثير هذه العادة السيئة على صحة الدماغ.
وفقًا لتقرير موقع “تايمز أوف انديا” أنه “في البداية، يجب أن نفهم طبيعة ودور الغشاء المخاطى للأنف، وهو الحاجز الدموي داخل تجويف الأنف، مبطن بغشاء مخاطي يعمل كخط دفاع أول ضد مسببات الأمراض المختلفة، واحتمالية أن العبث أو النخر بالأنف يزيد من خطر الإصابة بـ مرض الزهايمر بسبب ارتباطه المحتمل بالكلاميديا الرئوية وتلف الغشاء المخاطي للأنف.
يوضح التقرير أن نخر الأنف قد يؤدى إلى إتلاف هذه البطانة المخاطية، مما يسهل دخول البكتيريا الضارة ومسببات الأمراض الأخرى إلى مجرى الدم، وهذا مثير للقلق بشكل خاص فيما يتعلق ببكتيريا معينة، وهي الكلاميديا الرئوية، والتي تم العثور عليها في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر.
ما هو حاجز الدم في الدماغ (BBB) ؟
هو حاجز يحمي الدماغ من المواد الضارة المحتملة في الدم، ومع ذلك، بمجرد تعرض الأغشية المخاطية بالأنف للخطر، يصبح من الأسهل على مسببات الأمراض تجاوز هذا الحاجز في الدماغ، وقد أظهرت الدراسات أن الكلاميديا يمكن أن تنقل الالتهابات الرئوية من تجويف الأنف إلى الدماغ، حيث قد تؤدي إلى استجابة التهابية.
ما علاقة الالتهابات بمرض الزهايمر؟
يعد الالتهاب المزمن عاملاً أساسيًا في تطور مرض الزهايمر، فعندما تدخل بكتيريا مثل الكلاميديا الرئوية إلى الدماغ، يمكنها تنشيط جهاز المناعة، مما يؤدي إلى استجابة التهابية، تتضمن هذه الاستجابة إطلاق السيتوكينات وغيرها من الوسائط الالتهابية، والتي يمكن أن تلحق الضرر بخلايا الدماغ، حيث تساهم في تكوين كل من “لويحات الأميلويد” وهى عبارة عن كتل من أجزاء البروتين التي تتراكم بين الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى تعطيل وظيفة الخلية، والتشابكات الليفية العصبية عبارة عن ألياف ملتوية تتراكم داخل الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى موت الخلايا، وكلاهما يعتبر من السمات المميزة لمرض الزهايمر.
ويمكن أن يتسبب الوجود المستمر للبكتيريا في الدماغ في حالة التهاب مزمنة، وهذا الالتهاب يُسرع من عمليات التنكس العصبي، مما يؤدي في النهاية إلى التدهور المعرفي وظهور الأعراض المرتبطة بمرض الزهايمر.
ماذا تقول نتائج الدراسة؟
وفى حين أن الأدلة المباشرة التي تربط بين نخر الأنف ومرض الزهايمر لدى البشر لا تزال محدودة، فإن الدراسات التي أجريت على الحيوانات توفر نتائج مهمة، فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة أجريت على الفئران أن عدوى الأنف بالكلاميديا الرئوية أدت إلى تكوين لويحات الأميلويد في الدماغ، وهذا يدعم الفرضية القائلة بأن مسببات الأمراض التي تدخل الدماغ عن طريق الأنف يمكن أن تساهم في مرض الزهايمر.
علاوة على ذلك، فقد حددت الدراسات الوبائية وجود علاقة بين التهاب الجيوب الأنفية المزمن وزيادة خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي، حيث يمكن أن يؤدي التهاب الجيوب الأنفية المزمن إلى إتلاف الغشاء المخاطي للأنف وتسهيل دخول مسببات الأمراض إلى الدماغ، مما يدعم بشكل أكبر العلاقة المحتملة بين صحة الأنف ومرض الزهايمر.
التدابير الوقائية
إن فهم العلاقة المحتملة بين نخر الأنف ومرض الزهايمر يؤكد أهمية الحفاظ على صحة الأنف، وفيما يلي.. بعض التدابير الوقائية:
تجنب النخر بالأنف
تثبيط هذه العادة، وخاصة عند الأطفال، لمنع تلف الغشاء المخاطي للأنف.
الحفاظ على النظافة الجيدة
عن طريق غسل اليدين بانتظام وتجنب لمس الوجه يمكن أن يقلل من خطر دخول مسببات الأمراض إلى تجويف الأنف.
علاج التهابات الأنف على الفور
إن معالجة التهاب الجيوب الأنفية والتهابات الأنف الأخرى بسرعة يمكن أن تمنع الالتهاب المزمن وتلف الغشاء المخاطي.
تعزيز المناعة
يمكن لجهاز المناعة القوي أن يقاوم العدوى بشكل أفضل، مما يقلل من احتمالية الالتهاب المزمن