غالبًا ما يسمع الأشخاص المصابون بالفصام أصواتًا غير موجودة في العالم الحقيقي، ولسنوات حاول العلماء معرفة سبب هذه الظاهرة وفك شفرة الهلوسة السمعية دون جدوى. لكن دراسة أمريكية-صينية قد حلت اللغز أخيرًا.
ووفقًا لموقع “study finds” العلمي، توصل الباحثان تشين تشانج من كلية الطب بجامعة شنغهاي جياو تونغ وشينغ تيان من جامعة نيويورك في شنغهاي إلى أن سماع الأصوات يحدث نتيجة ضعف الدماغ في معالجة المعلومات الحسية والتنبؤ بها.
لغز استمر لسنوات
لسنوات عديدة، كان يُعتقد أن الهلوسة السمعية هي نتاج خيال مفرط النشاط، وهو أمر شائع بين مرضى الفصام، لكن الدراسة الأخيرة دحضت هذه الفرضية وأوضحت أنها في الواقع عملية بيولوجية تنطوي على تفاعل معقد بين الأنظمة الحركية والحسية في الدماغ، حسبما ذكر موقع صحيفة “اليوم السابع”.
إجراءات الدراسة
أُجريت الدراسة على مجموعتين من مرضى الفصام. المجموعة الأولى كانت تعاني من الهلوسة اللفظية السمعية، بينما المجموعة الثانية لم تكن تعاني من هذه الهلوسات. وبعد دراسة الفروق في وظائف المخ بين المجموعتين، توصل الباحثون إلى النتيجة النهائية.
خلال الدراسة، وُضِع المشاركون في سيناريوهات مختلفة طُلِب منهم فيها التحدث في مواقف تتطلب منهم الاستعداد للكلام، أو التحدث دون معرفة مسبقة لما سيقولونه. في هذه المواقف، قام الباحثون بتشغيل أصوات وقياس استجابات الدماغ باستخدام تخطيط كهربية الدماغ.
لماذا تحدث الهلوسة السمعية؟
يعرف العلماء أن الشخص السليم حين يستعد للكلام، فإن دماغه يمتنع تلقائيًا عن الاستجابة للأصوات التي يسمعها. ولكن هذا تحديدًا ما لا يحدث لدى مرضى الفصام؛ حيث كشفت الدراسة عن ضعف أساسي في عمل دماغ مرضى الفصام يجعله غير قادر على الامتناع عن الاستجابة للأصوات.
وفقًا للباحثين، تعتبر هذه الدراسة جرس إنذار لاستكشاف خيارات علاج أفضل للفصام وغيره من الاضطرابات العقلية. كما أنها تسلط الضوء على أن ما يُعتقد أنه ظاهرة حسية قد يكون له تفسيرات عميقة الجذور في عملية التخطيط وآليات التنبؤ في الدماغ. وقد تساعد هذه الدراسة في فهم الحالات العقلية بشكل أعمق وتوفير خيارات علاجية أفضل.