تبحث المناطق التعليمية في جميع أنحاء الولايات المتحدة في كيفية إعادة فتح أبوابها بأمان وسط جائحة فيروس كورونا، إلا أن نتائج هذه الدراسة الجديدة قد تجعل مهمة إعادة فتح المدارس أكثر صعوبة.
ووجد باحثون من وكالة أبحاث الرعاية الصحية والجودة، التابعة لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية بالولايات المتحدة، أن ما بين 42% و51% من جميع موظفي المدارس في الولايات المتحدة قد استوفوا معايير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها من حيث تعرضهم لمخاطر متزايدة للإصابة بعدوى “كوفيد-19”.
ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن الظروف الصحية الأساسية، مثل السمنة، والسكري، وأمراض القلب، والكبر بالسن تضع الأفراد ضمن الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى.
وكتب الباحثون في الدراسة أنه من بين جميع البالغين الذين يعانون من عوامل الخطر المعنية بالإصابة الشديدة بمرض “كوفيد-19″، والتي ذكرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، هناك ما بين 33.9 مليون و44.2 مليون شخص لديهم علاقة مباشرة بالمدارس.
وأشارت الدراسة إلى أن البدانة وارتفاع ضغط الدم هما عاملان رئيسيان يزيدان من خطر إصابة موظفي المدرسة بالعدوى. وكان الرجال أكثر عرضة للإصابة بالفيروس مقارنة بالنساء، وكان أصحاب البشرة الداكنة أكثر عرضة للإصابة بالفيروس من أصحاب البشرة البيضاء.
واستعان التحليل، الذي تم إصداره كطباعة مسبقة قبل مراجعة الأقران من قبل مجلة الشؤون الصحية، الخميس، بالبيانات التي تم جمعت بين عامي 2014 و2017 لمعرفة كيف يرتبط الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس “كوفيد-19” بالمدارس الابتدائية والثانوية، إما كموظفين، أو من خلال العيش مع موظفين أو العيش مع أطفال في سن الدراسة.
وكتب الباحثون: “تسلط نتائجنا الضوء على تحدي الصحة العامة الذي ينشأ عندما يقترن خطر التعرض المرتبط بالمدرسة بإمكانية انتقال العدوى داخل الأسرة”.
ووجدت الدراسة أن موظفي الدعم من ذوي المهارات المنخفضة بين موظفي المدرسة كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى، بنسبة أكبر من 58% منهم، مقارنةً بالمعلمين ومساعدي التدريس، بنسبة 38%، أو الإداريين والموظفين من ذوي المهارات العالية، بنسبة 39%.
ووجد التحليل أيضاً أن نسبة 63% من موظفي المدارس يعيشون في منازل كان فيها شخص بالغ على الأقل معرض لخطر الإصابة بـ”كوفيد-19″، وهناك نسبة 59% من الأطفال في سن الدراسة يعيشون في أسر يتواجد فيها على الأقل شخص بالغ معرض لخطر الإصابة بالعدوى، وأن لدى طلاب المدارس الثانوية احتمالية أكبر في العيش مع شخص بالغ معرض للإصابة بفيروس كورونا من أطفال المدارس الابتدائية.
وأشار الباحثون أنه “في حين أنه ليس من المستغرب أن تزداد المشكلات الصحية للوالدين وأفراد الأسرة الآخرين مع تقدمهم في السن، فإن هذه النتيجة تكتسب أهمية خاصة في سياق كوفيد-19، بقدر ما تزداد مخاطر انتقال العدوى مع تقدم عمر الطفل”.
وجدت الدراسة أنه ما يزيد قليلاً عن نسبة 35% من البالغين الأمريكيين كانوا إما موظفين بالمدارس، أو يعيشون مع شخص مرتبط بمدارس المرحلة الابتدائية أو الثانوية، أو يعيشون مع طفل في سن المدرسة.
والجدير بالذكر أن البيانات التي تمت مراجعتها في الدراسة كانت قبل انتشار الجائحة، ولا تأخذ في الحسبان التغييرات الهائلة التي طرأت في التوظيف، أو الحضور إلى المدارس، أو أفراد الأسر.
وهناك احتمال أن تكون الدراسة شملت عدداً أقل من العدد الحقيقي للأشخاص المرتبطين بالمدراس الذين يعانون من عوامل الخطر المعنية بالإصابة بـ”كوفيد-19″، المذكورة في إرشادات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
المصدر: CNN بالعربية