العودة للبدائل الصحية الطبيعية التي تنتشر بكثرة من حولنا، لكننا لم نعلم عنها لأسباب عدة. أولها عدم المعرفة وعدم البحث جيدًا، وثانيًا الحملات الدعائية والتسويقية “المغرية” التي تقوم بها شركات الأطعمة والمشروبات المصنعة والجاهزة، بغرض جعلنا نتعلق بها ونهرع لشرائها واستهلاكها ضمن نظامنا الغذائي اليومي.
العودة للفطرة، هي السبيل الأفضل للجميع لمحاربة الأمراض والجوائح التي تداهمنا بين الحين والآخر؛ ولتكن حياة أجدادنا وأبائنا من قبل، الدعامة التي ننطلق منها. فهم كانوا يتمتعون بصحة جيدة وعمر مديد، لأن غذاءهم في الأساس كان يعتمد على المكونات الطبيعية والأطعمة الموسمية بشكل خاص. كما أنهم لم يكونوا مُسرفين، بل كانوا يعمدون لاستخدام كافة عناصر الغذاء في الكثير من الاستخدامات.
من هنا، نأتي للفكرة الأساسية لمقالة اليوم؛ والتي نتطرق فيها لواحدة من العناصر الغذائية المهمة التي يمكن استخدامها كبديل صحي للدقيق البسيط الذي يتسبب بالعديد من المشاكل الصحية، كزيادة الوزن والسكري وغيرها.
إنه دقيق الموز الأخضر؛ الذي نتعرف وإياكِ اليوم على فوائده الجمة، وفق معلومات نشرها موقع Healthline الطبي.
مزايا دقيق الموز الأخضر الصحية
هذا الدقيق يُلبَي احتياجات الكثيرين؛ فهو خالي من الغلوتين، وبالتالي يناسب من يعانون من حساسية الغلوتين. كما أنه غني بالألياف الضرورية لضبط السكر بالدم وتحسين الهضم. فضلًا عن أن القليل منه يكفي لإعداد ما تحبين من المعجنات والحلويات، بعكس الدقيق العادي.
ما هذا إلا القليل من مزايا وفوائد دقيق الموز الأخضر، الذي أثبتت الدراسات أنه من أفضل البدائل الصحية لدقيق القمح المعالج؛ وسوف يساعدكِ بالتأكيد في خبز الكعك والحلويات والخبز الصحي.
يُصنع دقيق الموز الأخضر عادةً من الموز البرازيلي غير مكتمل النضج؛ ولذلك أصبح في فترة قصيرة جدًا، من أكثر الطرق الصحية واللذيذة للاستفادة مما يمكن أن تقدمه لكِ هذه الفاكهة الاستوائية. ويتم تقشير الموز الأخضر، ثم تقطيعه إلى شرائح؛ بعدها يُصفى من الماء، ويُطحن ليتحول إلى دقيق يمكن استخدامه في كل شيء تقريبًا، سواء لخبزالمعجنات والكيك أو حتى لإضافتهإلى سموثي الصباح المغذي.
فوائد دقيق الموز الأخضر
لترغيبكِ أكثر في اعتماد دقيق الموز الأخضر كبديل عن أصناف الدقيق الأخرى، إليكِ 7 أسباب تشرح لفوائده الجمة:
-
موازنة السكر في الدم
يتم قطف الموز الأخضر عادةً قبل نضجه، ما يعني أن نسبة السكر الموجودة فيه لا يكتمل تكونها؛ ما يعني أيضًا أن نسبة السكر الطبيعي فيه، أقل بكثير من تلك الموجودة في الموز تام النضج. وعلى عكس الأطعمة الأخرى التي تحتوي على النشا مثل المعكرونة، والخبز الأبيض؛ يحتوي الموز الأخضر على نشا مقاوم يؤخر إطلاق الطعام في القناة الهضمية، ما يُبطأ من ارتفاع نسبة الأنسولين وبالتالي يمنع ارتفاع السكر في الدم. فالمعكرونة على سبيل المثال، سريعة الهضم ومن ثم يمتصها الجسم على هيئة غلوكوز إلى مجرى الدم؛ ما يتسبب في إرتفاع نسب الأنسولين.
باختصار: اعتماد دقيق الموز الأخضر لن يجعلكِ تشعرين بالكسل بعد الظهر كما هو الحال مع مشتقات الدقيق العادية الأخرى.
-
غني بالألياف
وليس أية ألياف، بل هي ألياف البريبيوتيك prebiotics التي تدعم البكتيريا النافعة الموجودة في القناة الهضمية، والأمعاء، والقولون. هذه الألياف كما يؤكد الباحثون وخبراء التغذية، مفيدةٌ وفعالة بدرجة كبيرة لصحة المعدة أكثر حتى من ألياف البروبيوتيك probiotics.هذه الألياف هي أيضًا بمثابة مُغذي للبكتيريا النافعة الموجودة في الجهاز الهضمي، وتساعد على نموها وتحسين طريقة عملها؛ مما يساهم في تفادي عسر الهضم ومتلازمة القولون العصبي.
للعلم فقط، فإن هذه الألياف قد تكون العون لكِ للحصول على بطن مشدود!
-
القليل منه يكفي
كما ذكرنا آنفًا؛ فإن دقيق الموز الأخضر يمكن استخدامه بكميات قليلة مقارنةً بأنواع الدقيق الأخرى، ويعود السبب في ذلك لغناه بالنشا. ويقول من جربوه، أن استخدام دقيق الموز يقل بنسبة 30% عن أي نوع دقيق آخر، بحسب الوصفة المراد عملها. فالقليل منه يكفي لعمل الكثير.
-
المساعدة على خسارة الوزن
يُعدَ دقيق الموز الأخضر، خيارًا ممتازًا لكل سيدة تسعى للحفاظ على وزن مثالي أو خسارة الوزن الزائد؛ نظرًا لقلة السعرات الحرارية فيه بالمقارنة مع تلك الموجودة في دقيق القمح وبدائله الأخرى مثل دقيق الشوفان واللوز. ويسهم هذا النوع في زيادة الإحساس بالشبع لمدة أطول بفضلمحتواه الكبير من الألياف؛ لذا من الممكن كثيرًا أنه وبعد تناولكِ لوجبة تحتوي على دقيق الموز الأخضر على الغداء، لن تضطري للبحث عن عبوة البسكويت بعد وجبة الغداء بساعة واحدة. وهو أيضًا رائع لمرضى السكري لنفس السبب.
-
طعمه لا يشبه الموز
قد لا تعجبكِ هذه المعلومة كثيرًا عزيزتي القارئة، نعلم ذلك، خاصةً إذا كنتِ من محبي الموز كثيرًا؛ لكن لا يجب أن نغفل عن ميزة دقيق الموز الأخضر في إمكانية استخدامه كبديل للدقيق العادي في طهي أي طعام. هذا الدقيق لديه مذاقٌ خفيف من البندق، لكنه لن يؤثر على طعم الطبق الذي تعدينه.
-
مُغذي للغاية
دقيق الموز الأخضر غني بالمعادن الأساسية والفيتامينات المهمة؛ والتي تشمل الزنك، فيتامين إي، المغنيسيوم، والمنغنيز. بالإضافة لذلك، فإنه يحتوي على البوتاسيوم بوفرة كبيرة؛ لدرجة أن ملعقتين فقط من هذا الدقيق تحتوي على نفس كمية البوتاسيوم الموجودة بسبع ثمرات من الموز. وبالتالي فإنه يساعد على خفض نسبة الكوليسترول، تعزيز صحة القلب، والمساعدة في تنشيط الأعصاب والعضلات في الجسم.
-
خالي من الغلوتين
ذكرنا هذه المعلومة عند الحديث عن مزايا دقيق الموز الأخضر، ونعيدها من جديد في هذه الفقرة نظرًا لأهميتها، خصوصًا للأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين.
فهذا الدقيق خالي من حبوب القمح ومشتقات الألبان والمكسرات والصويا؛ ما يجعله ليس ملائمًا فقط لمرضى حساسية الغلوتين، وإنما أيضًا للنباتيين ومتبعي نظام باليو الغذائي.
المصدر: مجلة هي