يشعر كثير من الآباء بالقلق حيال إصابة أطفالهم غير المحصنين بفيروس كورونا، خاصة مع تفشي متغير “دلتا” شديد العدوى؛ لإدراكهم ماذا يعني هذا.
صحيح أن من المتوقع أن تصبح التطعيمات ضد فيروس “كوفيد-19” متاحة للأطفال الصغار هذا الخريف، خاصة بعد موافقة بعض الدول على تلقيح مَن هم في سن 12 عاما، لكن هذا غير كاف لاطمئنان الآباء.
يعد “دلتا” البديل الأكثر عدوى لفيروس كورونا، ومن المتوقع أن يستمر في التفشي بالمناطق ذات معدلات التطعيم المنخفضة.
وقالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة إن متغير دلتا يمثل الآن أكثر من 83% من حالات الإصابة بالفيروس التاجي.
ونظرًا لأن العديد من الأطفال غير محصنين فإنهم يظلون عرضة للإصابة بالفيروس بما في ذلك المتغير الأشد، خاصة بعد عودة كثيرين منهم إلى ممارسة أنشطتهم الاجتماعية والمشاركة في معسكرات أو العودة للمدرسة.
وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP)، لا يزال الأطفال معرضين لخطر منخفض للمعانة من مرض شديد حال الإصابة بفيروس كورونا، إذ تُظهر أحدث البيانات أن الأطفال يشكلون نحو 1.3 إلى 3.6% من إجمالي حالات دخول المستشفى المبلغ عنها.
أيضاً أظهرت البيانات أن نحو 0.1 إلى 1.9% من جميع حالات كورونا عند الأطفال أدت إلى دخول المستشفى.
مخاطر “دلتا” على الأطفال
موقع healthline قال إنه استنادا إلى أحدث البيانات المتاحة فإن نسبة الاستشفاء من كورونا لا تزداد عند الأطفال نتيجة متغير دلتا.
ويؤكد الخبراء أن الأطفال الذين يعانون من مشاكل طبية، مثلهم مثل البالغين، يكونون أكثر عرضة لخطر المضاعفات.
صحيح أن أغلب الأطفال نجوا من المضاعفات الخطيرة للفيروس التاجي طوال الوباء، لكن مؤخرا كانت هناك تقارير حديثة عن دخول الأطفال إلى وحدة العناية المركزة بسبب كورونا، وتم تشخيص المزيد من الأطفال بـCOVID-19.
الدكتور ريتشارد مارتينيلو، أخصائي الأمراض المعدية بجامعة ييل والأستاذ المساعد للطب وطب الأطفال في كلية الطب بجامعة ييل، قال: “صحيح أن الأطفال لديهم مخاطر أقل لكن نسبة صغيرة منهم يعانون من مضاعفات مثل متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة (MIS-C) أو COVID-19 لمسافات طويلة”.
ونقل الموقع عن مارتينيلو: “عندما يكون البديل أكثر عدوى مثل دلتا، فإنه سيؤدي بطبيعة الحال إلى عدم زيادة في معدل الاستشفاء، مع العلم أن الأمر في النهاية يعتمد على صحة الطفل الأساسية”.
وأوضح: “تمامًا مثل البالغين، يكون الأطفال الذين يعانون من مشاكل طبية أكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات”.
ووفقا للموقع الطبي، فإن الطريقة الأكثر فاعلية لحماية الأطفال غير المؤهلين بعد للحصول على اللقاح هي بتطعيم المزيد من البالغين.
كيف يمكنني حماية الأطفال من متغير “دلتا”؟
متغير دلتا أكثر قابلية للانتقال بنسبة 50 إلى 60% من متغير ألفا، لذا فإن هناك الكثير من الأسباب التي تدعو للقلق من تحورات كورونا بالنسبة للجميع.
ونقل موقع washingtonpost عن شون أوليري، نائب رئيس لجنة الأمراض المعدية في الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، قوله: “قفزت حالات الأطفال المصابة بفيروس كورونا على وجه التحديد”.
بينما قالت جينيفر لايتر، أخصائية الأمراض المعدية للأطفال في جامعة لانجون هيلث بجامعة نيويورك، إن قدرة الفيروس على الانتشار بسرعة مثيرة للقلق، لأن نصف الأطفال المؤهلين فقط يتم تطعيمهم.
ردا على سؤال كيف يمكنني حماية الأطفال من متغير “دلتا”؟ قال أوليري: “أهم شيء يمكننا فعله هو أن كل شخص مؤهل للتطعيم يتم تطعيمه. هذه أفضل طريقة يمكننا من خلالها حماية المجتمع والأطفال خاصة الصغار”.
إضافة إلى ذلك، يجب علينا استخدام نفس الإجراءات الاحترازية التي اتخذناها طوال الوقت لحماية الأطفال الملقحين وغير الملقحين، وفقا للمسؤول الأمريكي.
وتابع: “ادرس كل ما تفعله خاصة إلى أين تذهب، مع العلم أن الهواء الطلق أكثر أمانًا من الوجود وسط الحشود الكبيرة. أيضا البس قناعا للوقاية وهذا ينطبق على الأطفال حتى عامين”.
أما أليسون بارتليت، أخصائية الأمراض المعدية للأطفال في طب جامعة شيكاغو، فقالت: “الأطفال يلعبون في الهواء الطلق معًا بدون أقنعة وهذا أمر معقول حتى لو لم يتم تطعيمهم، لكن عندما تكبر الحشود أو تتجمع في مكان مغلق فإن ارتداء الجميع الأقنعة أمر مهم للحفاظ على صحتهم”.
وتحدثت بارتليت عن فعالية اللقاح في الوقاية من المرض الشديد خاصة بين الملقحين، موضحة أنه “لا يحميهم من الإصابة بالعدوى على الإطلاق”.
وردا على سؤال حول منع خروج الأطفال أو وجودهم في أماكن مغلقة، قالت بارتليت: “إذا لم يكن الأطفال بحاجة إلى الخروج فيمكننا أن نجنبهم التعرض لمسبب المرض”.
وأضافت: “لكن إذا كنت أنت وطفلك ترتديان القناع وفي مكان ليس مزدحمًا جدًا فهذا شيء آمن بشكل معقول”.
يعتمد ما تفعله على المكان الذي تعيش فيه ومدى انتشار الفيروس في هذا المجتمع، فإذا كان هناك انتشار كبير اتخذ المزيد من الاحتياطات.
أيضا إذا كنت أنت أو أطفالك على اتصال بشخص يعاني من نقص المناعة، فأنت بحاجة إلى اتخاذ احتياطات إضافية.
كيف نحمي الصغار الذين قد يعودون إلى الحضانة والمدرسة قريبًا؟
أليسون بارتليت أوضحت أنه “لا يوجد شيء نفعله خال من المخاطر، لكن استمرار دور الحضانة في ارتداء المعلمين الأقنعة وعدم الخلط بين المعلمين والفصول الدراسية والقيام بأكبر قدر ممكن الأنشطة في الهواء الطلق ضروري للحفاظ على سلامة الجميع”.
وأضافت: “خطر دلتا هو أنه حتى الشخص الذي تم تطعيمه والذي يشعر بأنه على ما يرام يمكن أن ينشر الفيروس ويصيب شخصًا لم يتم تطعيمه، وهذا يشمل بالتأكيد الأطفال من عمر 6 أشهر في الحضانات وأماكن رعاية الأطفال”.
أما عن العودة إلى للصفوف الدراسية، فيرى الخبراء أن فوائد المدرسة تفوق مخاطر الإصابة بالفيروس، لكن يجب على المدارس الحفاظ على تدابير السلامة في مكانها.
قالت بارتليت إنه بالنسبة للغالبية العظمى من الأطفال كانت هناك مشاركة أقل في التعلم، وتطور عاطفي اجتماعي أقل مع عدم وجود أصدقاء وأنظمة دعم، وكل هذه المكونات غير الأكاديمية ضرورية وتفوق خطر الإصابة بفيروس كورونا.
بينما قالت لايتر: “يفتقد الأطفال المدارس وهذا يحتاج إلى التغيير الآن، خاصة أن عدم ذهابهم إلى المدرسة تسبب في الكثير من الأذى غير الضروري”.
في توصية تتجاوز التوجيهات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، نصحت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن يرتدي كل شخص في المدارس أقنعة، خاصةً في ظل صعوبة التحقق من من تم تطعيمه ومن لم يتم تطعيمه”.
وأضاف جينيفر لايتر: “إذا كان الجميع يرتدون أقنعة فإن فرصة انتشار الفيروس تكون أقل بكثير”.