في تصعيد للخلاف بين أوكرانيا وبولندا بشأن صادرات الحبوب، أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، أمس الأربعاء، أنّ بلاده ستتوقف عن تسليح أوكرانيا لتركّز على تعزيز قوتها الدفاعية الخاصة، وذلك بعد ساعات قليلة من استدعاء وارسو السفير الأوكراني.
وردّاً على سؤال من أحد الصحافيين حول ما إذا كانت وارسو ستواصل دعم كييف عسكرياً، رغم الخلاف حول صادرات الحبوب، قال مورافيتسكي: “توقّفنا عن نقل الأسلحة إلى أوكرانيا، لأنّنا نقوم الآن بتسليح بولندا بأسلحة أكثر حداثة”.
وقالت الحكومة البولندية في وقت سابق، أنها من المرجح أن تقطع الدعم المالي الذي تقدمه لمليون لاجئ أوكراني تستضيفهم لديها، في خطوة قد تؤدي إلى المزيد من التعقيد للعلاقات التي تربطها بجارتها، والتي توترت بسبب النزاع بشأن واردات الحبوب.
وبينما تعد حكومة وارسو واحدة من أكبر المؤيدين والداعمين لكييف، والمتحمسين لمساعدتها في الدفاع عن نفسها ضد الهجوم الروسي من خلال تقديم المساعدات المالية والعسكرية لها، فإن العلاقات بين البلدين آخذة في التدهور خلال الفترة التي تسبق الانتخابات البولندية المقررة في أكتوبر (تشرين الأول).
وقال المتحدث باسم الحكومة البولندية، بيوتر مولر، الثلاثاء، إن دعم اللاجئين الذي يتضمن التنازل عن متطلبات تصاريح الإقامة ومنح تصاريح للعمل، والحصول المجاني على التعليم في المدارس والعلاج الطبي، بالإضافة إلى منافع للأسر، لن يتم تمديده في العام المقبل.
إسقاط 19 مسيّرة أوكرانية
وفي التطورات الميدانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية فجر، اليوم الخميس، التصدي لهجوم “إرهابي” نفذته القوات الأوكرانية تجاه شبه جزيرة القرم.
وقالت الوزارة إن “أنظمة الدفاع الجوي دمرت 19 طائرة مسيرة أوكرانية”، حسبما نقلت قناة آر تي الروسية.
وذكرت في بيان: “في ليلة 21-20 (أيلول) سبتمبر، تم التصدي لمحاولة من قبل نظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي باستخدام طائرات مسيرة على أهداف في أراضي روسيا الاتحادية”.
وأضاف البيان: “دمرت أنظمة الدفاع الجوي 19 طائرة مسيرة أوكرانية فوق البحر الأسود وأراضي جمهورية القرم، و3 طائرات أخرى فوق أراضي مقاطعات كورسك وبيلغورود وأورلوف”.
صد تقدم روسي
وفي وقت سابق، قال الجيش الأوكراني، إنه صدّ تقدم للقوات الروسية في قطاعين مهمين من الجبهة.
وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن الوحدات الروسية حاولت استعادة قرية أندريفكا بالقرب من باخموت في منطقة دونباس، التي فقدت الأسبوع الماضي، لكنها لم تنجح.
وتم الاستيلاء على باخموت نفسها من قبل الروس بعد أشهر من القتال والخسائر الفادحة. ومع ذلك، يحرز الهجوم المضاد الأوكراني تقدما شمال وجنوب المدينة ويضع القوات الروسية تحت الضغط.
وقالت أوكرانيا إن “روسيا شنت أيضاً هجمات جوية ومدفعية على خط المواجهة بالقرب من روبوتين في منطقة زابوريجيا بجنوب أوكرانيا. ولم يتسن على الفور التحقق من المعلومات العسكرية بشكل مستقل.
ضربات روسية على خيرسون
وفي خيرسون، قتل شخصان في ضربات روسية استهدفت المدينة الواقعة في جنوب أوكرانيا، وفق ما أعلن، الخميس، الحاكم أولكسندر بروكودين، مشيرا أيضاً إلى سقوط 5 جرحى أحدهم في حالة الخطر.
وقال بروكودين عبر “تليغرام” إنّ “الجيش الروسي قصف أحياء سكنية في خيرسون (..) معلوماتنا تفيد حتى الآن بسقوط قتيلين”، مضيفاً أنّ 4 أشخاص نقلوا إلى المستشفى أحدهم إصابته خطرة، فيما عولج خامس في المكان.
حق الفيتو
وعلى صعيد أخر، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأربعاء، لمجلس الأمن الدولي إن “الغزو الروسي لبلاده إجرامي”، وطلب تجريد موسكو من حق النقض (فيتو) في الهيئة.
وصرح زيلينسكي فيما كان سفير روسيا لدى الأمم المتحدة يجلس أمامه، “معظم العالم يعرف حقيقة هذه الحرب. إنها عدوان إجرامي وغير مبرر من جانب روسيا ضد بلدنا يهدف إلى السيطرة على أراضي أوكرانيا ومواردها”.
وفي كلمته خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال زيلينسكي إن “تمارس حق الدفاع عن نفسها ومساعدتها بالأسلحة ومعاقبة روسيا تساعدان في الدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة”.
ونوه الرئيس الأوكراني بـأن الهجوم الروسي إلى مقتل عشرات الآلاف من الأوكرانيين وتشريد الملايين.